شابان من الناصرية يتحدثان عن محاولات انتحارهم الفاشلة

يروي “علي” الذي يبلغ من العمر 17 عاماً، تفاصيل محاولاته الفاشلة للانتحار، ويبين ان الظروف العائلية هي من اجبرته على تنفيذ هذا العدد من محاولات الانتحار، مؤكداً انه اراد بمحاولته الاخيرة الرحيل عن الحياة دون تحمل المزيد من الضغوط التي تتصاعد وتزداد يوماً بعد اخر، دون ان يكون له القدرة على مواجهتها.

علي يقول ان “المحاولة الأولى كانت قبل حوالي عام من الان حين اقدمت على شنق نفسي بواسطة حبل قمت بربطه في سقف غرفتي الصغيرة، وحين كنت اتدلى في لحظاتي الأخيرة، وكان احد افراد اسرتي قد دخل راكضاً ليحتضنني، ويوقف نهايتي التي كان لا يفصلها عني سوى ثوان معدودة”.

ويضيف “المحاولة الثانية كانت بعد ذلك باربعة اشهر، حيث قمتُ في غفلة من الاهل بمعاودة المحاولة، ولكنهم كانوا يراقبوني عن بعد، وما ان هممت بتنفيذ العملية، حتى باغتني اهلي ومنعوني بالقوة من تنفيذ ما اريد”.

ويتابع علي، “بعد ذلك اصبحت المراقبة شديدة من قبل الاهل، الذين كانوا يتابعون حركتي بدقة، الإ انني اقدمت على تنفيذ المحاولة الثالثة من خلال رمي نفسي بنهر الفرات، لكن عناصر الشرطة النهرية استطاعوا انقاذي من الموت، حيث نقلت الى مستشفى الحسين وسط الناصرية”.

تكرار المحاولة

وعن سبب تكرار هذه المحاولات، يقول علي، “ليس من السهل على اي انسان انهاء حياته بيده، لكن ظروفاً قاسية تجبرني على اختيار هذا الطريق للخلاص، فلا طريق ولا خيار امامي سوى ان اقتل نفسي، لاستريح استراحة ابدية”.

وعن هذه الظروف القاهرة، يقول علي “في الواقع هي ظروف عائلية ومادية، فأبي يقف بقسوة امام خطواتي، ودائماً مايجبرني على النزول لسوق العمل، وهذا قتل بداخلي كل شعور بالجدوى، اصبحت اتحمل مسؤوليات اكبر من قدرتي”.

ويضيف ايضا، “حاولت أن اشرح لعائلتي ان هذا القدر الذي وضعوني به، قتل كل احساس بالحياة وجدواها لكن للأسف لم اجد اذناً صاغية لهذا، لذا قررت ان لا استمر باداء دور مجبر عليه”.

علي يؤكد، انه في كل محاولة، وفي تلك اللحظات الرهيبة، لا يتذكر سوى عيون والدته، التي يراها حزينة جداً، ويتذكر ايضاً نظرات حبيبته التي لا تكف عن البكاء كلما بلغها خبر محاولاته الفاشلة في الانتحار، لافتاً الى ان “الوالدة والحبيبة هما سبب بقائي على قيد الحياة حتى الان”.

قصة انتحار مؤلمة

في حين يروي “علاء” ذو الـ 19 عاما قصة اقدامه على الانتحار، مؤكداً انه سئم من تأنيب والده له في كل يوم.

ويبين، انه اقدم على الانتحار من خلال رمي نفسه بنهر الفرات، لكن عناصر الشرطة النهرية تمكنوا من انقاذه وتسليمه الى اهله بعد تلقيه العلاج اللازم بمستشفى الحسين التعليمي.

ويكشف علاء عن سبب اقدامه على الانتحار بالقول “هو لوم والدي اليومي لي، بسبب حلاقة الذقن (اللحية) باستمرار”، مؤكداً ان “والدي كان يطالبني بعدم حلاقة ذقني من اجل احساسه باني كبرت واصبحت رجلا، ليتباهى بين اقربائه بأني اصبحت رجلا من رجالات العشيرة التي انتمي لها”.

يشار الى أن لجنة متابعة حالات الانتحار في الناصرية، اعلنت عن تسجيل قرابة 89 حالة انتحار منذ مطلع العام الجاري، ولا يزال الرقم يتصاعد بحسب اللجنة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here