شح الدواء يهدد المرضى في بابل

بابل/ إقبال محمد

أقرت دائرة صحة بابل، بنقص الخدمات الطبية في جميع مؤسساتها نتيجة الأزمة المالية التي تضرب العراق، وفيما أكدت تعرض الكثير من مؤسساتها في المحافظة الى نقص الدواء والمستلزمات العلاجية، وصفت لجنة الصحة المحلية الوضع الصحي بالمتدهور.

وأكد مدير دائرة صحة بابل الدكتور نورس عبد الرزاق الكسبي في حديث لـ (المدى)، أن “هناك نقصاً في تقديم الخدمات في جميع مؤسسات الدولة ومنها المؤسسات الصحية بسبب الأزمة والضائقة المالية التي يمر بها العراق والتي أثرت على تقديم الخدمات”.
وبين الكسبي، “نحن مؤسسات خدمية تقدم خدماتها الصحية لجميع أهالي بابل من خلال اكثر من 15 مستشفى والعشرات من المراكز الصحية المنتشرة على عموم المحافظة”، عازياً النقص الحاصل لبعض الأدوية والمستلزمات الصحية الى الأزمة المالية التي يعاني منها العراق والتي أدت على عدم توفر الأموال اللازمة لتقديم الخدمات.
وكشف الكسبي ان “وزارة الصحة العراقية تعاني من قلة الأموال المخصصة لها وانعكس ذلك على تقديم الخدمات رغم قيام الوزارة بايجاد مخارج لتقديم الخدمات وتوفير الادوية”، مشيرا الى ان “الشركة العامة للادوية والمستلزمات الصحية التابعة لوزارة الصحة والمسؤولة عن توزيع الأدوية تم تخفيض المبالغ المخصصة لها الى الربع وهذا ايضا انعكس سلبا على توفير الادوية”.
وطالب الحكومة المركزية بتخصيص مبالغ كافية لأهم قطاع حيوي يهتم بصحة وسلامة الانسان، مضيفا إن “الموارد المالية التي تجبي من المواطنين في المستشفيات والمراكز الصحية خلال مراجعتهم لها اصبحت الآن تعود الى دائرتنا وهي ايضا لا تسد إلا قليلا من النفقات”.
ولفت الى ان “هناك تعليمات وزارية بعدم شراء الأدوية من الاسواق إلا اذا كانت مفحوصة ومن منشأ تجاري معروف وان الكثير من الادوية في الاسواق غير مفحوصة ومن غير منشأ تجاري معروف لذا لا نستطيع شراءها”.
وأكد انه “بالرغم الظروف الصعبة والنقص الحاصل بالأدوية والمستلزمات الطبية التي تمر بها مؤسساتنا الصحية إلا اننا لم نتوقف عن تقديم الخدمات الصحية بكافة انواعه ومنها العمليات الجراحية المختلفة وزيادة المراكز الطبية المتخصصة والاستشاريات التي تستقبل الآلاف من المراجعين”، موضحاً ان “وزارة الصحة اعتبرت بابل من أولى المحافظات العراقية التي تقدم خدمات الصحة”.
وأوضح انه تمت الموافقة مؤخراً على تجهيز ثلاثة اجهزة انعاش لسد النقص الحاصل في وحدة الانعاش في مستشفى الحلة الجراحي، ان “سبب عدم استخدام وحدة الانعاش في مستشفى الصادق كبديل هو ان استلام الاجهزة ما زال بشكل أولي وليس متكاملاً و استخدامها يعني خسارة بنود العقد وأهمها مدة الضمان”، مشيرا الى ان “مستشفى الامام الصادق الذي افتتح في الشهر التاسع من العام الماضي والذي تم استلامه أوليا وفيه اكثر من 2000 جهاز طبي حديث لا يمكن تشغيل الاجهزة إلا بعد ان تقوم الشركة المنفذة للمستشفى بتدريب الكوادر الطبية والصحية على الاجهزة وهذا ضمن عقد تم توقيعه بين وزارة الصحة والشركة التركية المنفذة للمستشفى”.
وأشار مدير دائرة الصحة في بابل، الى “وجود أزمة في عدد اطباء التخدير في العراق اجمع وليس في بابل فقط وإن العدد المتوفر بالكاد يسد العمل في المستشفيات الحالية وإن التوسع الافقي يتطلب نشر كوادر اضافية، وإن العمل جاد ومستمر لمعالجة هذه الحالة وصولاً لتقديم خدمة طبية أفضل لأهالي محافظة بابل”.
وزاد إن “مستشفى الإمام الصادق الذي افتتح قبل أشهر وهو مستشفى كبير نعمل على افتتاح جميع اقسامه وطوابقه ضمن خطة وضعتها وزارة الصحة ودائرة الصحة في المحافظة وان موضوع الاستثمار فيه من واجب وزارة الصحة والحكومة المحلية”.
وبين: “تم أستحصال الموافقة على إنشاء ثلاث مراكز تعاونية تضم صيدليات ومختبرات بأسعار تعاونية لتسهم في توفير العلاج والفحص الطبي وباسعار معتدلة تسهم في التخفيف من معاناة المواطن وتوفر مبالغ مالية لإدامة عمل مؤسسات الصحة بالمحافظة حيث سيتم فتح المراكز في مجمع مستشفى الحلة الجراحي والثاني بمجمع مدينة مرجان الطبية والثالث في ناحية جبلة شمالي بابل، كما ان الوزارة وافقت على انشاء المراكز الثلاث التي ستضم صيدليات تعمل على مدار ال24 ساعة ومختبرات مختلفة التخصصات تقدم الخدمات الطبية مقابل مبالغ تقل كثيرا عن المتعارف في المراكز التابعة للقطاع الخاص، سوف نقوم أيضا بالتوسع ليشمل جميع المؤسسات الصحية الموجودة بالاقضية والنواحي من اجل توفير الأدوية وباسعار تعاونية”.
وكشف الكسبي “لقد طرحنا رؤيا وفكرة على وزارة الصحة لاستقدام وفود طبية متخصصة ومتكاملة مع اجهزتها الطبية من الهند وتركيا لاجراء العمليات للمرضى من اهالي بابل بدلاً من السفر لخارج العراق ودفع تكاليف عالية جدا من أجور سفر، إن اجراء العمليات هو اختيار وليس اجبارا لمن يتمكن، الوزارة وافقت على الاستقدام وهو الثاني بعد مستشفى ابن سينا التي يطبق بالعراق ووفق قانون العيادات الشعبية والاجنحة الخاصة بعد ان قامت لجنة من الوزارة بزيارة بابل والاطلاع على مستشفى الامام الصادق الجديد وتقرر ان تجري العمليات في الطابقين الخامس والسادس لمرضى القلب والسرطان وغيرها من قبل اطباء من تركيا والهند”.
وأشار الى أن ” دائرة صحة بابل تولي اهتماماً استثنائياً رغم الظروف المالية وبالتعاون مع الصليب الاحمر الدولي ومنظمة اطباء بلا حدود لاستحداث وحدات ومشاريع صحية جديدة جديدة وإعادة تأهيل قسم من المشاريع القديمة بهدف الارتقاء بمستوى البنى التحتية لمؤسسات الدائرة لتستوعب الطلب المتنامي على الخدمات الصحية الناجم عن الزيادة السكانية بشكل يتماشى مع ما تشهده الحركة الطبية والصحية بمستوياتها المختلفة وقد تم افتتاح صالات العمليات ووحدة الطوارئ ومنظومة اوكسجين جديدة في مستشفى المسيب العام بعد إعادة تأهيلها من قبل منظمة الصليب الأحمر وبإشراف الكوادر الهندسية في الدائرة وسيضيف مناحي خدمات صحية يحتاجها أبناء القضاء كالعمليات الجراحية والحالات الطارئة ما يعني تحقيق خدمات علاجية آنية وبكفاءات علمية عراقية، كما تم افتتاح مركز صحة الفرات ضمن قطاع المسيب للرعاية الصحية الأولية وان المركز انشئ على مساحة 850 متراً مربعاً وبفترة انجاز 219 يوما ويضم اكثر من 15 وحدة صحية ونفذته شركة محلية وبكلفة تخمينية بلغت 650 ألف دولار ونفذ المشروع من قِبل منظمة الصليب الأحمر الدولية وباشراف دائرة صحة بابل ومن المؤمل ان يقدم خدمات رعاية صحية أولية لأكثر من 20 ألف نسمة من سكان المنطقة بضمنهم النازحون”.
هذا وكشفت رئيس لجنة الصحة في مجلس محافظة بابل الدكتورة هبة القرغولي في حديث لـ (المدى) عن “تدهور الواقع الصحي في بابل ووجود معاناة كبيرة للمراجعين المرضى للموسسات الصحية بسبب قلة وجود الأدوية والمستلزمات الصحية مثل الكانونة، فضلا عن غياب الاعاشة والطعام والماء للمرضى وعطل الاجهزة المهمة مثل اجهزة الإنعاش”.
وناشدت القرغولي “اللجنة الصحية في مجلس النواب ورئاسة مجلس الوزراء وجميع المهتمين بالواقع الصحي بالتدخل السريع لانتشال الواقع الصحي في المحافظة من التدهور وان هناك شكاوى كثيرة حول الموضوع تصل الى لجنة الصحة”.
وأضافت ان “الواقع الصحي في محافظة بابل مستمر بالتدهور على الرغم من افتتاح مستشفى الامام الصادق الذي كلف الدولة قرابة 150 مليون دولار ورغم افتتاحه منذ أشهر إلا انه يعمل بطاقة صغيرة جدا رغم وجود المئات من الاجهزة الطبية الحديثة وصالات العمليات والمراكز الطبية المتخصصة ويعتبر مدينة طبية متكاملة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here