هذيان هنري كسينجر

احمد كاظم
وصف (تنظير) هنري كسينجر بالهذيان يغضب الكثيرين من المحللين و الاستراتيجيين في عالم السياسة لاعتقادهم ان رأيه (مقدس) بينما في كثير م الاحيان رايه مفلس.
تصريحه الاخير لصحيفة كاب اكس فيه التناقضات التالية:
اولا: القضاء على داعش يؤدي الى امبراطورية ايرانية راديكالية.
هل هذا يعني ان هنري يريد بقاء داعش لكي لا تظهر الامبراطورية الايرانية لان داعش صناعة امريكية كما ذكرت هيلاري كلنتون في مذكراتها خيارات صعبة؟
ان كان هنري يريد بقاء داعش و هي خطر حقيقي على الغرب لان السحر انقلب على الساحر و التفجيرات و القتل بالمسدسات و السكاكين في الغرب تتصاعد فهو مخطئ.
ثانيا: هنري قلق على (من سيحصل على اراضي داعش بعد القضاء عليها السنّة ام الشيعة و حصول الشيعة عليها يمهد لإمبراطورية ايرانية راديكالية تصل للبحر الابيض المتوسط.
ايران حدودها الجنوبية ممتدة على البحر و حدودها الغربية الخليج الفارسي كما تسميه الخرائط الغربية فلماذا الامتداد الى البحر المتوسط؟
هذا (التحليل البولي) يدل على ان هنري يعتقد ان داعش هبطت من السماء في العراق و سوريا راكبة اراضي كالبساط السحري الخرافي و الاشكال من يحصل عليها بعد طردها.
يا هنري: داعش احتلّ الارض و لم يأت بها من السماء و ستعود السورية للدولة السورية و العراقية للدولة العراقية كما كانت سابقا فاين الامبراطورية الإيرانية؟
خوف هنري من الامبراطورية الايرانية هلوسة لان عهد الامبراطوريات قد ولّى و تدهور نفوذ الامبراطورية الامريكية الدليل.
ثالثا: هنري يحذر من الفوضى في العالم و ان كان لا يدري ان سبب الفوضى امريكا فهذه مصيبة و ان كان يدري فالمصيبة اعظم لأنه لم يقل لقادة امريكا كفّوا عن خلق الفوضى.
رابعا: هنري حذر من تعقيدات انحياز الاطراف في الشرق الاوسط لان عدو عدوك قد يصبح عدوك لكون القول المأثور عدو عدوك صديقك لا ينطبق الان.
هذا التحذير لا معنى له لان كل الاطراف المشاركة في الحرب على داعش منحازة لطرف من الاطراف و اول المنحازين امريكا و عدم الانحياز وهم من الاوهام.
خامسا: هنري يناقض تحذيره من قيام امبراطورية ايرانية راديكالية بعد داعش بالإشارة ان قيام هذه الامبراطورية تعارضه روسيا بسبب مصالحها و طبعا يعارضه الغرب بقيادة امريكا.
سادسا: يقول هنري ان الشرق الاوسط يؤثر على العالم لان أيديولوجياته متقلبة كقراراته غير مدرك ان تقلّب سياسة امريكا هي السبب لأنها تسيطر على غالبية دول المنطقة خاصة دول الخليج فلماذا لم ينصح امريكا و نصحه مسموع؟
سابعا: هنري يتساءل (هل يتوجّب على العالم أن “يتعايش” مع فظاعات تنظيم داعش ليتجنّب قيام امبراطورية ايرانية راديكالية) و لكنه لم يحل هذا اللغز فاين (حكمته و براعته)؟
قد يقول البعض ان هذيان هنري هو (براعة سياسية) و ليس هذيان فما هي الغاية مما ذكر اعلاه؟ افتونا ماجورين.

باختصار: ربما قبل ثلاثة عقود كان هنري منظرا سياسيا و استراتيجيا و لكن بعد ابتعاده عن المشهد الساسي تحول تنظيره الى اوهام بسبب عمره.
ملاحظة: مقالات آلون بن مئير على صوت العراق حول ما يجري في الشرق الاوسط تشير الى تحليل سياسي واقعي و استراتيجي واقعي بينما هنري كسنجر يتخبط بسبب تقدمه في السن.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here