قطر ضحية الفشل !
الربيع العربي وما تلاه من حروب وقتل ودمار وبيع سلاح وشركات تنتظر دورها بالبناء ومؤسسات تعمل ليل نهار واجهزة مخابرات وكواليس مظلمة وقرارات سريعة ، وجثث الضحايا من هذه الشعوب دفنت ومنها من تنتظر واختباء المرتزقة المحاربين وهروب الاخرين وقتل الكثير منهم ، والاتاوات يجب ان تدفع فكل هذا الخراب ليس مجانياً اليست هذه من المفارقات في السياسة .
من يدفع سيبقى في الحكم ومن لايريد ان يدفع يجد نفسه في خانة المجرمين والفاسدين والملعونين وتبدأ الالة الاعلامية بالهجوم الممنهج والخطابات الرئاسية والوزارية والتلفزيونية والشوارع والحارات تلعن وتشتم وتستهزء من المغضوب عليهم .
هؤلاء المغضوب عليهم قبل ذلك كانوا من الاشقاء المؤمنين والمخلصين ويمثلون الاسلام الحقيقي ، وكانت اللقاءات والزيارات المكوكية على اتم وجه والجميع مشاركون اما بالدعم المادي والاعلامي والتدريب والاسلحة وتسهيل جميع الوسائل المريحة للدمار والتخريب .
العراق وسوريا واليمن وليبيا والدمار مستمر والاسلحة تباع والاعلام يلقي الضوء على مايراه منساباً لمن يدفع وليس لكشف الحقيقة ووضع النقاط على الحروف ، اليوم يختلف عن الامس ونفس الاعلام وبسرعة مذهلة متغيراً وموجهاً والمصداقية شبه معدومة والمواطن العادي في حالة لا يرثى لها متحيراً وقد يكون موجهاً اعلامياً هو ايضاً دون ارادته .
في ليلة وضحاها اصبحت دولة قطر متهمة بكل ما حدث ويحدث في الدول التي تعاني الدمار والقتل على يد الدواعش ، وكأنها هي الوحيدة التي كانت تدير جميع العمليات الارهابية وتمولها وتجند الارهابيين وترسلهم للتدمير والقتل ، وهي الوحيدة التي كانت تحرض على التكفير والقتل والذبح والسبي .
الصراع في المنطقة ( من اجل البقاء ) جعل قطر تصبح هي الضحية بالرغم من ان البعض منهم كانوا يعملون معاً وان لم يكن معلناً ولكن الظروف قد تغيرت وما دار ويدور في المنطقة وصل الى مرحلة الرجوع وتهدئة الوضع بعد دخول روسيا وايران والصين في الصراع الدائر والواقع الميداني تغير كثيراً .
السعودية وشبهات التدخل والدور الذي كانت تلعبه من خلال اعلامها ورجال دينها وتمويلها وصراخها ليل نهار تغيرت هي ايضاً في ليلة وضحاها ودفعت ما يجب ان تدفعه رغم انفها واتجهت الى مصر لتكون الداعم الاعلامي والسياسي وكذلك دول الخليج الاخرى ما عدا دولة عمان وبقاء الكويت تقريباً محايدة محاولة تقريب وجهات النظر وان لم تنجح لحد الان .
قطر محاصرة من جميع الجوانب وكأنها هي الشيطان والبقية ملائكة الرحمن واياديهم غير ملطخة بدماء الابرياء ، ليس شرطاً ان يكون البعض من هذه الدول مشاركاً بشكل مباشر ولكن سكوتهم والتسهيلات والماكنة الاعلامية وعدم تنديدهم يفسر بالرضا ويوضعون في خانة المشاركين الفاعلين .
قطر لا تريد ان تكون هي الضحية الوحيدة لفشل ما خطط له في الاستمرار في الفوضى والدمار والتشريد والسبي والقتل ، رغم خطورة الموقف اذا استمر هذا الحصار المعلن ، نرى ان هذه الدولة الصغيرة تحاول ان تجد لها حلاً والشروط التي وضعتها الدول الاربعة لاتقبلها ولا تريد ان تنفذها وتراهن على الدعم التركي والايراني .
فهل ستنتهي المشكلة بصفقة سلاح كبيرة ؟
ام ستكون هنالك حوارات لايجاد الحلول وراء الكواليس ؟
ليس غريباً ان يحدث ما لم يتوقعه الجميع .
بقلم
جلال باقر
2017-08-11