مسؤول كوردي يتحدث عن شكل الحكم وصياغة الدستور بدولة كوردستان وعن “ممر” بغداد

دعا مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كوردستان فلاح مصطفى يوم الجمعة كلا من تركيا وايران الى ألّا يصروا في دعم “فشل سياسة العراق الواحد”، فيما اكد ان شكل الحكم في كوردستان سيتم تقريره بعد الاستقلال، اعتبر ان العلاقات بين كوردستان والعراق ستكون افضل، وان بغداد يمكن ان تكون ممرا لكوردستان للتواصل مع دول الخليج.

وقال مصطفى في مقابلة مع صحيفة “فيوز أروند”، انه “نؤكد لجيراننا أن هذه الخطوة لن تتعارض مع مصالح هذه الدول. لقد أردنا دائما علاقات حسن الجوار القائمة على الاحترام المتبادل والتفاهم والمنفعة. نحن نبني الجسور، ويمكننا أن نؤكد لهم أن مستقبل كوردستان المستقلة سيكون شريكا وحليفا ولهم”.

وأضاف “انه نريد أن يفهم جيراننا والعالم أجمع أننا كنا دائما نؤيد السلام. لقد آن الأوان لـ(عاصمة كوردستان العراق) أربيل وبغداد بانهما فشلتا بالشراكة، وإذا واصلنا الإصرار على الفشل، فلن تحقق نتائج مختلفة. ولذلك فإننا نعتقد أنه لا ينبغي للأصدقاء والشركاء الإصرار على فشل سياسة العراق الواحد.

وتابع مصطفى انه “من أجل منع المواجهات في المستقبل، نحتاج إلى معالجة هذه المسألة الآن. ويتعين علينا أن نعالجها بطريقة تحقق الاستقرار والأمن لأن الحالة الراهنة ليست سوى وصفة لمزيد من العنف وعدم الاستقرار”.

وعن طبيعة العلاقة بين كوردستان وبغداد بعد الاستقلال، قال مسؤول العلاقات الخارجية، “نحن بحاجة إلى التواصل مع بغداد. نحن بحاجة إلى التأكد من أنها تفهم طموحاتنا وخططنا. نحن لا نريد الصراع مع بغداد، لكننا نريد الصداقة والشراكة.

ومضى بالقول “نحن نعتقد أننا يمكن أن تصبح شركاء أفضل كدولتين ذات سيادة. يمكن أن تصبح كوردستان ممرا العراق في علاقاتها مع تركيا وأوروبا وخارجها. وبالمثل، يمكن للعراق أن يعمل كممر كوردستاني في التواصل مع دول الخليج وخارجها”.

وزاد قائلا انه “لن تكون نهاية العالم عندما نقرر أننا لا نستطيع العيش معا تحت سقف واحد. وبالنظر إلى التاريخ، هناك دول أخرى قبلت أن تكون منفصلة سلميا، من خلال الحوار، وهي الآن تتمتع بعلاقات جيدة جدا. إنها حقيقة من الحقائق أن منطقة الشرق الأوسط في السنوات المئة الماضية لم تشهد الاستقرار والازدهار بسبب مخالفات الماضي، والحرمان من الهوية، وعدم العدالة الاجتماعية”.

واردف مصطفى انه “اليوم هناك فرصة لنا لكي نكون شجاعين وأن نعترف بأننا أخفقنا في إقامة شراكة حقيقية. ومن ثم، فإن المشاركة والتواصل مع بغداد مهم جدا حتى لا نترك مجالا للاستفزاز. هذا مطلب وطني لشعب كوردستان وليس مطلبا سياسيا.

وأشار الى انه “نريد أن تكون بغداد شريكتنا في معالجة هذه القضية حتى نتمكن من تأمين شراكة قوية طويلة الأمد مع بغداد. ونحن نؤمن أن بغداد مهمة اليوم وغدا”.

وبشأن بنية الحكم في كوردستان المستقلة قال مصطفى انه “سيتم اتخاذ قرار بشأن هيكل الحكم في المستقبل في كوردستان خلال فترة التخطيط لدينا [بعد] الاستفتاء. وستعمل الأحزاب السياسية مع بقية الطوائف هنا معا على إنشاء شكل جديد من أشكال الحكم”.

واكد ان “الأهم من ذلك، يجب ان تكون كوردستان دولة تؤمن إيمانا راسخا بالمبادئ الديمقراطية … سوف نتأكد من أن حكومتنا دولة ديمقراطية وتمثيلية. وسوف نتأكد من الوقوف على مجتمع شامل يلتزم بحقوق جميع المجتمعات في كوردستان. وسيتم احترام الحقوق الدينية والثقافية والتعليمية للمجتمعات المختلفة في كوردستان”.

ونوه الى انه “نريد لبناء مجتمع حيث جميع المجتمعات هي شركاء على قدم المساواة. وسواء قررنا أن يكون لدينا نظام برلماني أم رئاسي أو مختلط، فسيعتمد على اتفاقاتنا السياسية، ومع ذلك، فإن مبادئ حقوق الإنسان، وتمكين الشباب والنساء، وحماية الأقليات، وما إلى ذلك، ستظل حجر الزاوية لحكمنا. إن الحكم الرشيد والشفافية والقيم والمبادئ سوف يتجسد في دستورنا”.

وعن صياغة الدستور قال مسؤول العلاقات الخارجية انه “تم إعداد مشروع الدستور من قبل لجنة، ومن ثم نذهب من خلاله البرلمان، ومن المفترض أن تتم الموافقة عليها من قبل الشعب من خلال الاستفتاء. وسوف نتأكد من أن شعب كوردستان له رأي في دستوره في المستقبل”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here