أحزاب العار : ماذا بعد داعش ؟ الحلقة الثالثة

عبــــاس العــــلوي >

alawiabbas@hotmail.com

هاف السويد: 0046704215718

الحشد الشعبي !

ما أسجله هنا ليس انتقاصاً من الحشد الذي انطلق بفتوى الجهاد الكفائي وأعاد كرامة العراق

/ إنما لتصحيح واقعه الحالي الذي ينذر بكوارث مستقبلية مدمّرة قد تحرق البلد في حرب أهلية لايحسدنا احد عليها !

الحشد الشعبي يمثل [ القوة الثالثة ] بعد الجيش والشرطة على غرار ماهو موجود في 35 دولة / منها : < تركيا > قوات الجندرمة / < إيران > الحرس الثوري / < إمريكا > القوات الفدرالية للتدخل السريع وكلها منضبطة بقوانين صارمة / لكن الحال عندنا اختلف بحكم الفوضى والعفوية التي رافقت تأسيسه من اليوم الأول .

حشدنا ليس واحداً إنما مجموعة حشود متعددة الانتماءات والولاآت / بعضها يعمل بأجندة أجنبية وياخذ مستحقاته من الدولة / تتكون المنظومة الحاليّة من تركيبة إثنيّة لا مثيل لها في دولة أخرى

الحشد الشعبي ــ شيعي / الحشد العشائري ـــ سني / حشد ــ أثيل النجيفي / الحشد المسيحي / الحشد التركماني / الحشد الشبكي / الحشد الأزيدي / وأخرى لانعلم بها

منهم من جاء بدافع عقائدي / والآخر وطني / والآخر مادي صرف / والرابع لبسط الهيمنة الحزبية والعشائرية في المناطق التي تحررت من داعش / هذه الحقيقة لايمكن لأحد نكرانها !

بعض من الأحزاب التي تمتلك حشوداً مقاتلة / تحت يدها حشد سرّي آخر[ لم يُعلن عنه ] جاهز للأغتيال والأختطاف وإثارة النزاع في الوقت المناسب ! وآخر ما صرّحت به جريدة [ الخليج اونلايند ] وبالنص الحرفي :

إن سرايا السلام التابعة للتيار الصدري دخلت الآن مرحلة الأنذار القصوى رداً على مخطط لأغتيال

مقتدى الصدر / وذلك بسبب تهديد قادة < عصائب أهل الحق > و < الخرساني > وعدد آخر من الفصائل المسلحة بتصفية الصدر بعد مطالبه الأخيرة / ونفت الصحيفة نقلا عن المحلل السياسي أحمد الأبيض قوله : ان صراعاً [ شيعياً شيعياً ] يلوح في الأفق / ما ينذر بحرب بين عصائب اهل الحق والنجباء والخرساني من جهة والتيار الصدري من جهة أخرى [ انتهى ]

هذا الخطر ناتج اساساً من [ العقيدة الحشدية ] المتضاربة هويتها حالياً !

هناك من يعمل بأمرة :

القائد العام للقوات المسلحة / والآخر: مرجعية السيستاني / وثالث : ولاية الفقيه < خامنائي > وهذا ما اعلنه جهاراً أبو مهدي المهندس وقبله هادي العامري وأوس الخفاجي / وآخرون : يأتمرون بعقيدة قطرية سعودية تركية مدفوعة الأجر!

داعش خلط الأوراق / ولم يعُد في خزانة [ أمراء الحشد ] شيىء من الأسرار !

في البداية توحد الجميع امام عدو شرش محتل / وحقق نتائج باهرة على الأرض

بعد ثلاث سنوات من القتال المرير / بعد تحرير الموصل / صرنا نرى مشهداً لا يليق بالعراق والعراقيين ولا بالقتال والمقاتلين :

ــــ قادة في الحشد يقللون من جهد الجيش / بلغ حدّ الآستهانة / جيّروا الآنتصارات لهم / حدث ذلك مراراً في أجهزة الأعلام العراقية والعربية / والسؤال لمصلحة مَن يحصل كل ذلك ؟

ــــ تحذير رئيس الوزراء [ بعواقب وخيمة ] من دمج الحشد بالجيش .

ــــ إحراج رئيس الحكومة باقتحام الأراضي السورية وقتال داعش هناك [ بدعوى الجهاد المقدس] !

ـــ أمراء الحشد بانتظار الصيد الثمين في الانتخابات المقبلة / منهم حجز رئاسة الوزارة من الآن !

ـــ بسهولة يتحول سلاح بعض رجال الحشد [ من الكتف الأيمن الى الكتف الأيسر ] لمناصرة عشيرته التي تخوض قتالا ضارياً مع عشيرة أخرى بدافع الهيمنة < الخارجة عن القانون > على موارد المحافظات الحدودية او التي تشكو من ندرة المياه .

ــــ تخزين العتاد والذخائر عشوائياً في مناطق سكنية / تسببت مرارا بحرائق مدمّرة .

ــــ في كل قصف [ مجهول المصدر] يتهمون أمريكا بتصريحات نارية تحرج الحكومة وتضعها في مأزق سياسي .

كثيرة هي المؤشرات التي تدلل على عدم انضباط هذه المؤسسة المدججة بالسلاح بالشكل الذي يُمكّن بعض صقورها من اشعال فتنة كبرى في أيّة لحظة .

اعتقد كل ذلك لم يخفِ عن نظر المسؤولين / لهذا شرّعوا قانوناً خاصاً به لضبطة .

رغم مرور اكثر من سبعة شهور على صدور القانون/ بقى الحال كما هو عليه / وقد تردد مؤخراً في اوساط أحزاب العار [ في المنطقة الخضراء ] ان هناك قراراً امريكياً سرياً بحل الحشد ودمجه مع الجيش / لهذا لم يصدر العبادي امراً ديوانياً بتنظيم تشكيلات الحشد فى قيادات وفرق وألوية بالطريقة العسكرية المعروفة / رغم تصريحاته المتكررة بالأبقاء عليه .

ربما هناك دوافع انتخابية وراء ذلك والله اعلم !

بقت هناك مسألة في غاية الاستغراب هي اطلاق صفة [ المقدس ] على الحشد الشعبي ! السؤال : هل المقصود به رجال الحشد ؟ ام المهمة التي يقوم بها ؟ إذا كانت الأخيرة / فلماذا لم تطلق على الجيش الذي يقوم بذات المهمة ؟ وإذا كان المقصود رجال الحشد / معنى ذلك انهم اصبحوا مقدّسين من صنف الملائكة والأنبياء / حتى لو تورّط بعض رجاله بجريمة مكشوفة !

اعتقد هذه واحدة من مظاهر الدكتاتورية [ الدينية ] التي تسيئ للحشد قبل غيره / روج لها خرفان الأسلام السياسي بقصد واضح !

اختم بما جاء في مستهل المقال : لست ضدّ الحشد الذي قدّم الدماء الزكية في ميادين القتال .

يجب ان يكون طاهرا / مستقيماً / منضبطاً بقوانين صارمة / تضع حداً لهذا الانفلات الجاري من قبل المحسوبين عليه في دولة البطيخ !

عباس العلوي

السويد في 11/ 8 / 2017

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here