ايمان مصاروة شاعرة النقاء والجمال والبهاء،،والتكريم المستحق !

شاكر فريد حسن

حقا ، انها لرسالة انسانية سامية ذات معان ودلالات ، عنوانها الوفاء والامتنان والتقدير والعرفان لكل من اعطى بتميز وتفوق وابدع في حقول الشعر وميادين الفكر والثقافة والأدب.

وهو تقليد جميل ومحمود ورانع بتكريم المبدع الحق ، الذي له اسهاماته وبصماته وتألقه وسطوعه وتفوقه في ميدان الابداع الجميل الاصيل ، وليس التكريم المسرحي المسخري للمزيفين الذين يتسابقون على المنصات والميكروفونات والمقاعد الامامية لاجل الظهور واللهاث وراء الشهرة ، والذين يطلبون من اقرانهم التكريم الوهمي واعطائهم الشهادات التقديرية دون استحقاق .

قبل ايام جرى في الناصرة تكريم الشاعرة والباحثة الجادة القديرة ايمان مصاروة، جميلة الروح والاحساس الدافئ ، والانسانة المرهفة الشفافة التي تفرض الاحترام والتقدير بوقارها ورهافتها وطيبتها واخلاقها السمحة وابداعها المتنوع المتجدد .

وهو تكريم عن جدارة واستحقاق لعطاءاتها الثرة ، وكتاباتها المميزة ، ومنجزاتها البحثية ، ودورها الفاعل في اغناء واثراء حركتنا ومشهدنا الادبي والثقافي باعمالها الابداعية والبحثية ، وتقديراً لنشاطاتها المباركة ومشاركاتها المتواصلة في الندوات والامسيات الادبية والثقافية ، واسهامها في الحراك الثقافي العام .

انه تكريم مستحق في مكانه وزمانه لواحدة من المبدعات الحقيقيات المتميزات المعطاءات النشيطات ، اللواتي لهن حضور بارز وساطع في الانتاج والابداع الاصيل والحفاظ على تراثنا الادبي والثقافي الملتزم ، بتنوعه وتفرده واصالته وتجدده فكرياً وجمالياً ، وهو ما سيعطي حافزاً لكل مبدع وناشط ثقافي ملتزم وملتصق بهموم شعبه ووطنه وعذابات الانسان نحو المزيد من العطاء والتوهج .

ايمان مصاروة شاعرة استثنائية في زمن استثنائي ، تدخل موضوعاتها في اطار الشعر الانساني الصادق الشفيف الرهيف البليغ البديع ، شك وتساؤل ووجدان وشكوى وحنين ورقة وانسيابية وغنائية عذبة وعفوية جميلة .

ايمان مصاروة الصوت الشعري الجميل في جوقة الابداع الوطني الملتزم والاصالة الشاعرية .. ايمان المتميزة بعمق انسانيتها وصدق تجربتها التي ينساق معها انسياق الحن الصافي الصادق الشجي في السمفونية المتناغمة ، فتبدو في اسى وفراغ ووحدة وحيرة ووجود ، وبطلب الخلاص من الله والليل ، تطغى عليها الذكرى ، وطن وحبيب غائب ومستقبل قلق ، وجمال روح ، تتقاذفها اشواق وحرقة وداع ووحشة فراق ، فتحن حنين الملتاع ، وتلجأ الى نشوى الحواس ، وتفيق من الحلم مرهقة تفتش عن عالم اخر ، وحياة اخرى مع قيم واخلاق وصدق انساني ، مدركة ان السعادة لا يعقل لها زمان .

ومهما تعددت موضوعاتها واغراضها الشعرية ، والى كانت ميادينها في الطبيعة ، او في مدينتها الطفولية ، وقدسها الحبيبة ، في الوطن والغربة ، في الاغتراب والاستلاب ، في البر والبحر ، خارج الذات او داخلها .

انها تحافظ على وحدة القصيدة ، وعلى المبدأ العام الذي رسمته لها ، وهو الشعر الذي يصطبغ بدم القلب فيصطبغ بالخلود والبقاء .

كيف وهي شاعرة عريقة من الزمن الجميل ، جمعت بين اتساع الافق ، تفكيراً وعاطفة ووجداناً وتجربة حياتية وابداعية الى رهافة الحس الشعري ، والاداء البياني ، كتابة ونثراً وابداعاً وجمالاً وسحراً عذباً كماء زمزم .

هنيئاً لشاعرتنا المتألقة ايمان مصاروة ، صاحبة الذوق الرفيع ، والبهاء الانساني ، والصفاء الوجداني ، والنقاء الشاعري ، وجمال الحروف والمعاني، وصاحبة الفكر المستنير والثقافة الجمالية المتجددة ، والفن الابداعي المتفرد الاصيل المميز .. ايمان العطاء ، والطيبة ، والقيم والاخلاق والدماثة ، وملكة الشعور والاحساس ، والمعاني الانسانية الجميلة التي تعطي بلا حدود دون ان تأخذ .

والشكر موصول لكل من اعطى للابداع مساحة في دائرة اهتماماته وقناعاته وتفكيره ومسلكه اليومي ونهجه الحياتي ، وآمن بدور الكلمة في معارك الحضارة والتحرر والاستقلال ، ولكل من حرص علي تجسيد معاني الوفاء بشكل ملموس لكل من بستحق لمن ادركته حرفة القلم والادب والثقافة فاعطوا لها بحب غامر وسعادة .

مبروك شاعرتنا الجميلة المتأنقة ايمان مصاروة تكريمك المستحق ، ودمت بتألق تهفو اليه النفوس وترقص له الافئدة ، وستخلده المشاعر والوجدان .

تحية حب ووفاء لك مع التمنيات لك بالعمر المديد والعطاء الوفير ، ودمت لوطنك ومجتمعك وشعبك واحبابك ذخراً وابداعاً جميلاً عفوياً صادقاً .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here