محلة (باب الشيخ) في بغداد.. عنوان محاضرة في المركز الثقافي البغدادي

احياء بغداد ومحلاتها كانت ذات زمان بيئات صحية عامرة بالالفة والحب والتعايش بين المكونات دون حدود او سدود قبل ان يمزقها التناحر الطائفي والعرقي والديني . باب الشيخ واحدة منها بل واحد اشهرها حيث ارتبطت الحضرة الكيلانية الشريفة وباسم الشيخ عبد القادر الكيلاني الذي اجمع المسلمون وغير المسلمين على حبه لانه خير من يمثل دين الله النقي . وله مكانة خاصة بين الشعب الكوردي اينما كان.

الباحث الكوردي حسين الجاف قدم يوم 2017/8/11محاضرة تفصيلية عن باب الشيخ بتاريخها وميزاتها وشخصياتها ومبدعيها في شتى الفنون والعلوم والاداب . حيث ذكر ( عاش في باب الشيخ العرب والكورد والتركمان من الشيعة والسنة .. وكذلك المسيحيون واليهود والصابئة وتعانقت فيها الكنائس والمساجد دون اية موانع ) . وقدم الباحث لمحة تاريخية عن مرقد الشيخ عبدالقادر الكيلاني منذ انشائه عام 1548 على يد السلطان سليمان القانوني و تحوي البناية اضافة الى الضريح مدرسة ومكتبة عامرة ب (200) مجلد.

حضر الندوة جمع من المثقفين والادباء ببنهم صادق الجمل الذي قدم المحاضر و صادق الموسوي و فوزي اكرم ترزي و محمد الخشالي واخرون . وفي كلمة لوكيل وزارة الثقافة والسياحة والاثار فوزي الاتروشي اشاد فيها باهمية التعايش السلمي في احياء بغداد و باب الشيخ نموذج حي لذلك قائلا ( ما احوجنا الان الى هذه البيئات الاجتماعية الحميمة التي تزرع الجيرة الحسنة والتالف الاجتماعي والتناغم والاتفاق على الحب والالفة ). و شدد الاتروشي ان الشيخ عبدالقادر الكيلاني عطر هذا المكان بتسامحه و حبه للبشرية و كرهه للعنف وتصوفه الراقي والنقي لذلك اجتمع حول وما زال مسلمون من شتى بقاع العالم فالكيلاني جسد جوهر الدين و مقاصديته و ليس الشكليات والمظاهر الطقوسية فحسب انطلاقا من حقيقة ان تعريف الايمان هو الصلاح وعمل الخير وحب الناس جميعا.

لقد اطلق الشيخ الجليل الكيلاني صيحته المدوية بعد حوالي مائة عام من اغتيال المتصوف والمفكر الكبير الحلاج قائلا ما مفاده ( لوكنت حاضرا في ذلك الزمان لما تركت لهذا الشطط ان يحدث ). هذا وبعد انتهاء

المحاضرة زار السيد الوكيل مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني و تجول في الحضرة الشريفة كما قام بجولة في محلة باب الشيخ واسواقها.

شعبة العلاقات والاعلام

مكتب فوزي الاتروشي

وكيل وزارة الثقافة والسياحة والاثار

2017/8/12

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here