اليوم الخامس من زيارتي لمرسى الشهيد محمد العربي بن مهيدي

الغزوات: ميناء ومكتبة

معمر حبار

بعدما أنهيت صباح اليوم تماريني الرياضية المتمثلة في المشي من الميناء إلى منطقة الحدود والمقدرة بـ 2 كلم حسب ماعاينتها عبر عدّاد السيارة، وأمشي في حدود 10 كلم يوميا في انتظار أن أعود للبيت وأواصل التمارين الرياضية مع أستاذي والمجموعة من الزملاء.

إتّجهنا بعدها إلى الغزوات التي تبعد عن مرسى الشهيد محمد العربي بن مهيدي بـ 56 كلم، وميزة هذه الرحلة أن إبني وليد أكبر الأبناء هو الذي تولى سياقة السيارة باعتباره نال رخصة السياقة يوم الخميس 26 شوال 1438، الموافق لـ 20 جويلية 2017، وإبني وليد وأكرم يتقنان جيّدا السّياقة قبل نيلها رسميا فقد تعلما على يد الأب السّياقة والسّباحة مذ كانا طفلين، وظلّ الأب يتيح لهما فرصة السّياقة في كل وقت وحين ومازال يمنحهما آداب وأخلاق السّياقة التي لاتعطى للمترشح في مدارس السّياقة. ويعترف الأب أن السّياقة الرسمية الأولى لوليد كانت في غاية الإتقان بسبب سياقته على يد الأب منذ سنوات ومازال بحاجة إلى هدوء الأب الذي يتّجه إليه تدريجيا وعبر النصائح التي توجّه له باستمرار.

دخلنا ميناء الغزوات وكان كبيرا ومتربّع على مساحة شاسعة، سفن صيد كثيرة وعناق ودموع يتقاسمها الزوار الذين استقبلوا أهاليهم القادمين من خارج الجزائر عبر باخرة ترسو للتو على ميناء الغزوات.

تقدمنا قليلا حيث محلات لوضع الثلج على السّمك المختلف الأشكال والألوان، وبعدها بأمتار محلات بيع السردين المشوي بـ 800 دج، وطبق السّمك المختلف الأشكال بـ 1000 دج، وشربة السّمك بـ 150 دج، وطبق سلاطة بـ 100 دج.

دخلنا حيث تباع كل أنواع الحوت في المزاد العلني، وتفرغ كل باخرة حمولتها القادمة من البحر والمحمّلة بشتى أنواع الحوت، ويشرع في المزاد مباشرة والفائز ينال الحصة التي كانت من حقّه ونصيبه.

كانت على أرضية الميناء وبالضبط المكان المخصص للمزاد العلني 3 قروش أراها لأول مرّة رأي العين حيث تمتّع الأبناء برؤيتها والتقطوا صور معها والقرش كان كبيرا تجاوز المترين خاصة الثالث مما يدل على أن الجزائر تزخر بنوعية سمك يمكن تحويلها إلى قوة إقتصادية تساهم في بناء المجتمع الذي مازال بعض أفراده يعتقدون خطأ أن سمك القرش لايوجد في المياه الجزائرية وهو يمرح ويرقص عبر مياهها.

إنتقلنا بعدها إلى معرض للكتاب تقيمه إحدى دور النشر، وأقيم المعرض بالمكتبة البلدية المقامة بكنيسة بنيت سنة 1865 كما حدّثني بذلك القائم على المعرض، واحتوى المعرض على كتب قيّمة من التراث وكتب معاصرة في جملة من العلوم، ويشكر القائمون على إقامة معرض للكتاب في مثل هذا الفصل الحار والاصطياف.

إتّجهنا إلى الساحة العمومية المقابلة للمكتبة لتناول قهوة المساء بعدما اشترينا قطع حلوى مختلفة الأشكال. ومما يؤسف له أن الساحة العمومية كانت في غاية السوء من حيث انتشار الأوساخ بشكل كثيف، وحين سألت القائم على المقهى أجاب: لايوجد لدينا عمال يقبلون العمل في النظافة، وهذه الإجابة أسمعها باستمرار في السنوات الأخيرة حين أسأل عن ندرة سلعة معينة أو إرتفاع سعر سلعة معينة، وتلك مصيبة أصابت الجزائر وتحتاج إلى حل جذري وفكري.

الشلف – الجزائر

معمر حبار

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here