التفاؤل في الثقافات الاسلامية وغيرها

التشاؤم والتفكير السيء يؤثر سلباً على حياة الأشخاص هذا ماأكدته الدراسات العلمية فضلاً عن الثقافات المختلفة

أنّ تفكير الإنسان وتشاؤمه من أمر معيّن أو التفكير السلبي فيه قد يؤثر عليه سلبيّا، وقد يضرّه، ويقلقه لذلك دعوا إلى نبذ التفكير السلبي، ونبذ التشاؤم واللجوء إلى التفاؤل، قديما قالوا في الامثال الشعبيّة “اللي يفكر بالجن يطلع أله”، إنّما المقصود هنا أنّ حالة الإنسان النفسيّة متأثرة جدّا بتفكيره، متشائما أو متفائلا

وعليه فأن الثقافات المختلفة قد زودتنا بأمثلة كثيرة في التفاؤل والدعوة له في كثير من المجالات المختلفة في القصص والروايات والحكايات الشعبية حتى صار المثل الشائع “مابعد الضيق الآ الفرج”

مثلاُُ يُضرب لكل من شعر بالياس والأحباط والتشاؤم

.الشاعر إيليّا أبو ماضي قال: “كن جميلا ترى الوجود جميلا” وفسّر كثيرون قول أبي ماضي بأنّه، أيضا دعوة للتفاؤل، وأنّ التفاؤل وجمال الوجود وهناء العيش إنّما يكمن في نفس الإنسان، ومنه نقطة البداية فإن تفاءل استراح

لايمكننا أن ننسى الثقافة الأسلامية التي ألقت بضلالها على هذه السمة والحث على التمسك بها والتعامل معه.فقد زوّدت أفرادها بالدّعوات المقدّسة للتفاؤل.كما قد ورد في الحديث القدسي (انا عند ظن عبدي بي ان خيراً فخيراً وان شرا فشراً ) وقوله تعالى ( فإن مع العسر يسرا ” إن مع العسر يسرا)

يقول مفسرو الآية أنّ التأكيد هنا، أنّ الفرج مع المصيبة وليس بعدها فقط، لذلك فالفرج قريب دائما، وعلى الإنسان الإيمان به،وانتظاره؛ لأنّه قريب جدّا

و كذلك الادعية التي نقرأها يومياً وفي كل الاوقات فهي مشبعة بعبارات الامل والتفاؤل والثقة بالله عز وجل التي تساهم في تثبيت هذه الركائز في نفوس المؤمن

اضرب مثلاً دعاء يوم الاثنين الوارد عن الامام السجاد سلام الله عليه ففيه تتجلى نبرة التفاؤل و الامل في اروع صورها عندما يخاطب العبد مولاه قائلاً ((اللهم اجعل اول يومي هذا صلاحا واوسطه فلاحا واخره نجاحا )) ويدفع التشاؤم بقوله (( واعوذ بك من يوم اوله فزع و اوسطه جزع واخره وجع ))

اختتم قولي بهذا الحديث المروي عن الامام ابي عبد الله عليه السلام في ما اوحى الله الى موسى عليه السلام والذي تتجلى فيه عظمة الله ورحمته ولطفه في عباده و المتامل فيه لا يبالي بما يحدث له و يوكل اموره الى الله عز وجل

((يا موسى بن عمران ما خلقت خلقاً احب الي من عبدي المؤمن فإني ان ابتليته لما هو خير له و اعافيه لما هو خير له و ازوي عنه لما هو خير له و انا اعلم بما يصلح عليه عبدي فليصبر على بلائي و ليشكر نعمائي و ليرضى بقضائي اكتبه في الصديقين عندي اذا عمل برضاي واطاع امري )

لذا نجد ان من وعى و ادرك هذه الحقائق وامن بها هو من محض الايمان الحقيقي وشعر بالسعادة الحقيقة في الرضا بما قسم الله له.

ــــــــــــــــــــــــــــ

هيام الكناني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here