السفارات العراقية بين المُحاصصات والمسؤوليات

‎محمد حسين / سيدني

‎لم نتصور يوما أن نسمع إن سفارة دولة أو دويلة في العالم لها نهج او تبعية سياسية غير التي تنتهجه تبعية وسياسة قنصليتها العامة ، إلا في سفارات وقنصليات العراق الجديد المنتشرة في العالم وعلى رأسها أستراليا العظمى.ا

هذه المشكلة بالطبع تسببت في تفكّك علاقات العديد من شخصيات ومنظمات المجتمع المدني للجالية العراقية في استراليا ، حيث أصبحت هناك جماعات وفرق خاصة للسيد السفير ولنشاطات السفارة ، ومثلها هناك جماعات خاصة للسيد القنصل العام ولنشاطات القنصلية ، وهذا في الحقيقة أمر غير مقبول إطلاقا من كل مكونات الجالية العراقية اللذين يقيمون ومنذ عشرات السنين في أستراليا.ا

إن عدم كفاءة وأهلية مُنظمي مُناسبات ونشاطات السفارة والقنصلية العراقية في استراليا تسبب في شرخ واسع آخر بين أفراد وجماعات منظمات الجالية العراقية ، لأنهم يقومون بإرسال الدعوات حسب مزاجهم وعلى ضوء علاقاتهم العائلية والشخصية الضيقة مع الضيوف ، وهذا أمر غير أخلاقي بل هو نوع من انواع الفساد الاداري الذي ابتليت به سفارات العراق في الخارج .ا

والأنكى من كل ذلك هو قيام أشخاص من خارج البيت الدبلوماسي العراقي بإرسال الدعوات ، “ومن تليفوناتهم الخاصة” ، فتعد هذه الحالات الساخرة هي من بعض الابتلاءات التي أبتليت بها الهيئات الدبلوماسية خارج العراق . ومثل هذه الحالات كمثل باقي ملفات الفساد الإدارية المتفشية بين أركان جميع الدوائر الحكومة العراقية .ا

المفروض على السادة المحترمين : السفير العراقي في كينبرا والقنصل في مدينة سيدني أن يأخذوا ندائنا هذا محمل الجد وأن يُعيدوا النظر بمٌنظمي دعوات مناسباتهم واختيار الشخص المناسب للقيام بهذه المهمة والمسؤولية في حال إرسال الدعوات ، وأن يكون أولا أحد موظفي السفارة وليس من خارج البيت الدبلوماسي العراقي .ا

وأن يحسنوا إختياره بأن يكون وسيطا مقبولا و مخلصا وعارفا في كيفية التعامل والتواصل مع منظمات وشخصيات الجالية العراقية في سيدني وأستراليا. كما نأمل أن يصل صوتنا وندائنا هذا الى كل من يهمه الأمر فكلنا له الدور الرائد في التغيير الإيجابي للمجتمع العراقي وجالياته خارج الوطن ، وكلنا مسؤولون عن مستقبل أجيالنا الواعدة في وطننا الأم “العراق”. حتى وإن كنا بعيدين كل هذا البعد عنه. وحرصا على تمتين وصيانة العلاقات مابين الجاليات والبعثات الدبلوماسية في الخارج نأمل الى وضع الحلول المناسبة والمطلوبة لها.ا

وختاما نحن على يقين تام بأن كل القضايا العالقة مابين الجاليات وسفاراتهم ستعالج وبإخلاص من قبل البعثات الدبلوماسية حفاظا على وحدة وتماسك مكونات وشرائح الجاليات العراقية في المهجر ، وصولا الى الاستقرار النفسي والمجتمعي العام وللتواصل السليم والصحي مع الوطن الأم – العراق الحبيب.ا

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here