الممثل والمخرج فاضل ماهود : حلمي رؤية الناس يحتشدون على شباك التذاكر

نشوى نعيم

الحلقة الحوارية هي تحليل للواقع المطروح في حوار تعارفي هادف , وماهي الا توثيق لمرحلة أبداعية بكل مامرت به من إضاءات ومعوقات , وتوثيق أيضاً الافكار وآراء شخصية مميزة , ساهمت من خلال رسالتها الفنية السامية بتوجيه الركب الثقافي .

{ من هو فاضل ماهود ؟

– لايمكن لشخص تقييم نفسه لكن ممكن اعرف نفسي ، فاضل ماهود ، مواليد السماوة 1972 ، خريج المدرسة العربية للسينما والتلفزيون القاهرة ، بدأت كممثل من عمر خمس سنوات ثم تدرجت ممثلاً في المسرح والسينما ، لغاية 2003 ، بعدها عملت كمخرج ومدير إنتاج

أخرجت اول فيلم وثائقي ” وطن ” بعدها توالت العديد من الافلام حصلت على العديد من الجوائز داخل وخارج العراق .

{ كيف هي بداية دخولك لعالم السينما ؟

– تنامت موهبتي من خلال أخواني المؤلف والمخرج المسرحي عبد الحسين ماهود والمخرج السينمائي هادي ماهود ، هم مخرجان وفنانان كبيران في مجال السينما والمسرح ، حيث انخرطت معهم بهذا المجال.

وجودي بعائلة فنية كان الحافز الاكبر في حبي للسينما .

في عام 2005 أجتمع الثلاثي ماهود بأجمل عمل لقناة الحرة عراق كان في برنامج “تحقيق “.

{ السينما في العراق تصارع ان تعيش ؟

– كان آخر انتاج عراقي هو فيلم (الملك غازي ) حيث توقف الانتاج السينمائي في العراق بعده بسبب الحروب والظروف الاقتصادية التي مر بها البلد وأيضاً فترة الحصار بالتسعينيات ، حيث تحولت السينما الى افلام تجارية افلام السكرين ، بصالات السينما في بغداد ، لذا اضمحل حب العوائل العراقية للسينما ، حيث أصبحت دور السينما فقط لجذب الشباب والمراهقين ، بأفلام لاتمت للواقع العراقي بصلة .

تأملنا خيراً بعد سقوط النظام ، لكن للاسف أصبح واقع السينما أسوأ بكثير ، فنحن نصارع بجهود فردية في ظل غياب الدعم الحكومي تماماً.

{ ماذا تعني لك السينما ؟

– السينما هي عالمي الخاص ، هي الروح حيث أشعر بالنشوة التي تبدأ من الكتابة الى رسم المشهد وبناء الدرما والانتقال الى مواقع التصوير ، حيث عالم آخر من الخيال والسحر والجمال ذلك هو الاحساس عندما نعمل في السينما .

{ كيف اثرت التحولات السياسية والاجتماعية على السينما بوجه خاص ، والفن بوجه عام ؟

– بلا شك لقد اثرت كثيرا فعلى مستوى البرلمان والحكومات التي تعاقبت بعد سقوط النظام البائد كانت تحمل مسحة دينية مما انعكست على المجتمع والحياة بكل مفاصلها، حيث تغيرت كل المفاهيم مما جعل الاغلب ينظر للمثقف والفنان بإستهجان.

أتذكر مرة في مناقشة لاعضاء البرلمان بخصوص مصير وزارة الثقافة ودعم الفن بالعراق ، فقال احد الاعضاء كيف لنا بدعم وزارة الثقافة التي بمثابة (كاوليه ) ولابد أن تلغى.

فكيف لهذه العقلية ان تعي اهمية المثقف والفنان كي تدعمه وهي تحمل هكذا افكار متخلفة.

لذلك لانستغرب من تهميش تام للسينما والمسرح والفن على وجه عام في العراق.

{ ماهي أعمال فاضل ماهود؟

– حتى الآن عملت بحدود 11 فيلماً قصيراً مابين وثائقي وروائي ، حيث كان آخر فيلم هو “أي باد ” الذي اشترك في مهرجان القمرة السينمائي الدولي في البصرة ومهرجان بابل السينمائي الدولي التي تقيمه كلية الفنون الجميلة جامعة بابل ومهرجانات اخرى خارج البلاد في المغرب وليبيا والجزائر.

والان أنا بصدد التحضير لفيلم ( أماني ) فيلم ديكودراما عن بطلة آسيا بنت ذي قار الفيلم انتاج مشترك مع دائرة السينما والمسرح.

{ لكي تكون مخرج ناجحاً لابد أن تكون لك رؤية للحياة والعالم ، كيف صنعت رؤيتك الخاصة ؟

– المخرج الناجح يصنع الحياة ، ويخلق البيئة ، ويتعامل مع أدق تفاصيل الحياة ، حيث يتعامل مع المشاعر الوجدانية ، ويغوص في اعماق التفاصيل..

و لابد أن يكون ملما بكل الاشياء وذا ثقافة عامة وواسعة ، وايضا رؤية المخرج تتكون من خلال مشاهدات الافلام ، والاحتكاك مع مخرجين كبار وتأثيرهم عليه ولكن لا ينبغي تقليد احد بل يجب ان يحرص لان تكون له بصمته الخاصة في العمل.

{ إلى أي مدى تعبر السينما والمسرح عن الواقع العراقي ؟

– السينما هي عابرة للحدود من خلال المشاركة في مهرجانات دولية لتنقل ثقافة بلد ومجتمع الى القارات البعيدة ، بعكس التفزيون والمسرح ربما تكون مساحاته محدودة ضمن حدود البلد .

لذلك للسينما دور واهمية بالغة للتعارف والتواصل بين الشعوب.

عملت أفلام عده عبرت عن العراق بمختلف شرائحه وثقافاته ، عن الطفولة ، عن إغتيال الاساتذة الجامعيين ابان سقوط النظام السابق من خلال فيلم (خارج نطاق الزمن ) وجميع أعمالي تحدثت عن الواقع العراقي بمختلف مراحله.

{ ماهو رأيك بالحركة الثقافية داخل المثنى ؟

– خلال الفترة الاخيرة بدأت المحافظة تظهر ، وتضع بصمة ليس في العراق فحسب بل خارج العراق ايضا ، من خلال مجموعة شباب راق جدآ وطموح ، في كل المجالات ، حيث بين فترة وأخرى تظهر فرق ومجاميع ، سواء في السينما او المسرح ، وأيضاً يقيموا مهرجانات للتنافس فيما بينهم بأعمال كوميدية وأعمال هادفة ، وأنا على يقين بالمستقبل القريب سوف يكون للمثنى دور مهم على مستوى العراق على الاقل .

{ ماهي الصراعات والتحديات التي تواجه المبدعين ؟

-المثقف العراقي يعيش بين صراعين بين سلطة سياسية دينية ، وبين سلطة عشائرية ، فالمبدع ينتزع حريته انتزاعاً كي يعمل ، فلابد له دائماً ام يصارع ، فمثلا في مجال السينمائي أحتاج لعنصر نسوي ، فمن الصعب جدآ ان أجد ممثلة من المثنى ، لذلك اضطر أن ابحث في مدن اخرى أكثر انفتاح ، مجتمعنا عشائري ومتحفظ الى حد ما.

{ هل ممكن أن نرى صالات عرض بأفلام سينمائية ؟

كانت هناك ثقافة المشاهدة لدى المجتمع العرقي في السابق حيث كانوا وفي أيام العطل والمناسبات يرتادون دور العرض السينمائي والمسرحي لمشاهدة الاعمال ولكن بعد السقوط انغلقت كل صالات العروض ، وتحولت إلى مخازن وخانات واصبحت اماكن لا تصلح للعروض ولا تمت للسينما والمسرح بصلة ، اليوم السينما مصابة بسبات شبه تام الا من بعض المحاولات والتجارب لمخرجين شباب آخذوا على عاتقهم مهمة صناعة افلام تنتج على حسابهم الخاص للمشاركة في المهرجانات المحلية والدولية فقط ، نحن نحاول أن نسرد للعالم

ثقافة هذا المجتمع الذي يمر بمرحلة مهمة ومن المؤسف جدآ ان الدولة لا تعي اهمية المرحلة كي توثق بافلام روائية ووثائقية فهذه الافلام التي تنتج بحهود فرديه خاصة توثق تاريخ بلد ، وليست للربح من خلال شباك التذاكر ولعدم وجود صالات عرض ، أنتجت أفلام للمشاركة في المهرجانات فقط ، رغم ذلك نرى اقبالا ملفتا للعوائل العراقيه وهي تواقة لمشاهدة عروض سينمائية او مسرحية ، ومن المفترض ان تكون الدولة مهتمة بهذا الجانب.

{ هادي ماهود أين هو منك ؟

– هادي ماهود المخرج السينمائي العالمي ، هو اخي وصديقي ، ومثلي الاعلى ، شاركته في جميع أفلامه، وأنا على يده أصبحت فنان ومخرج.

{ وجود طاقات شبابية لكن بدون بصمات عملية واضحة ؟

– عدم وجود جهة متخصصة وراعية تحتضنهم ، هناك شيء من التخبط ، عدم النهوض بالمدينة بإتجاه إهتمام حقيقي بالثقافة لان المسؤولين على دور ومراكز الثقافة هم أناس موظفون أداريون ، وليسوا أصحاب تخصص بالعمل الفني ، وأيضًا على الفنانين الكبار أن يتواضعوا أكثر ويحتظنوا الشباب لصقل مواهبهم ، على شباب الواعي ان لايصاعوا الظروف ويتحدوا المستحيل ليثبتوا وجودهم وتأثيرهم اتمنى ان يلتفت لهم ورعايتهم بالدعم والمقومات الكافية لانهم ثمرة فنية رائعة.

{ ماهي ماهية النص او الفكرة التي تستهويك ؟

– أكيد الانسانية ، لذلك تجد جميع افلامي كان الطابع الانساني هو الطاغي عليها.

{ ماهو حلـــــمك وطمـوحك الخاص ؟

– حلمي أن ارى الناس واقفة على شباك التذاكر تتزاحم لمشاهدة أفلام سينمائية عراقية، وأن تنزل الكاميرا السينمائية العملاقة للشارع ، وأنا متاكد من ان الناس ستنذهل عند رؤيتها الان لانهم لم يروها من قبل .

أما حلمي الخاص أن اكمل دراستي لاني غير حاصل على شهادة جامعية ، رغم عمري الفني الذي قارب 38 سنة ، الا انها ضرورية جداً بالوقت الحالي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here