لعـن الله الطائفية وكُل مَن أجج نارها !!!

ظاهرة مقيتة أخذت حيّزاُ كبيراً داخل أوساط المجتمعات جميعاً وبدأ وجهها القبيح يطل علينا كل حين في الواقع العملي وفي النقاشات والحوارات ؛ التراشق الطائفي الغير مبرر وتحوّل الكثير من المواضيع الى تبادل الاتهامات واشارات الطائفية ..

مايدعو الى الغرابة ان الكثير أصبح يُقحم نفسه في الخلافات ؛ خلافات هي بالاساس سياسيه على كراسي ومناصب يُقحَم فيها الدين ويستغل اسوأ إستغلال

يمر عالمنا الاسلامي، وخاصة مكونه العربي، بالكثير من الصعوبات والتحديات والأزمـات، ولكن يبدو أن المرحلة الأستثنائية التي يعيشها الآن تختلف كثيراً عن كل تلك المراحل السابقة، رغم صعوبتها وخطورتها، حيث يتعرض العرب والمسلمون إلى فتنة مذهبية وانقسامات طائفية لا مثيل لها على الاطلاق خلال عقود، بل قرون طويلة. وأكثر ما يُميز هذه المرحلة الملتهبة هو اختلاط التعريفات والمفاهيم والاهداف، حيث امتزجت المطالب الاسلامية والحركات الشعبية والثورات التحررية بالعنف والاقصاء والتمييز، بل والقتل والوحشية والتكفير. باسم الدين – وفق مذهب ما – ترفع شعارات طائفية بغيضة وعناوين مذهبية كريهة، وذلك لاستهداف فئة هنا أو طائفة هناك. لقد فقد الكثير من المسلمين بوصلتهم الحقيقية باتجاه الدين الاسلامي الذي يدعو للوسطية والتسامح والرحمة والتآخي. لقد غابت كل القيم والمبادئ الاسلامية الاصيلة، وسيطرت لغة العنف والاقصاء والتكفير… كثيرة هي التحديات والأزمات التي تعصف بالأمة الأسلامية ولكن أشدها ضراوة الفتنة المذهبية التي أخذت تتصدر القائمة ؛ ومايجري ويحصل في بلداننا العربية من قتل وتهجير وتصفية وحشية نتيجة تفشي هذه الظاهرة الخطيرة؛ مايدعونا الى مطالبة كل الأطراف والتيارات والمذاهب والحكومات، لرفض كل التقسيمات الفكرية والايدولوجية والمذهبية، لانها تؤثر في وحدة الاوطان، وتتسبب في تصدع وضعف المجتمعات والأنصهار في بوتقة الوحدة الأسلامية ؛ الآراء كثيرة والأفكار مختلفة ولك الحق بكل أنسان ان يبدي رأيه وينصهر بقضيته ويدعو لها ولكن حسب المجادلة الحسنة والرفق واللين وهذا ما أشار له المرجع الصرخي في محاضرته 16 من من بحثه الموسوم ( وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الاسطوري) قائلاً ..( نحن نقول يوجد اختلاف لكن المهم كان موجود التعايش السلمي بين الصحابة هذا يكفي، أنت لا تنتظر مني أن انتقل وأترك مذهبي وأنا أيضًا لا انتظر منك أن تترك مذهبك، طبعًا أنا اعتقد بالحقّ واتمنى أن يصيب هذا الحقّ وأن يدخل هذا الحقّ في قلوب الجميع وأنت بالمقابل أيضًا تعتقد بهذا، بما عندك من دليل فأنا أتمنى أن يدخل الناس وكلّ الناس في مذهبي لأنني اعتقد به أنّه حقّ وأنت أيضًا تتمنى هذا فليس فيها مشكلة، لك الأجر في التمني وأنا لي الأجر أيضًا في هذا، فلا تنتظر مني أن أترك مذهبي وأتي إلى مذهبك وأدخل فيه، وتتعامل وتؤسس وتقف المواقف على هذا الأساس فلا يصح هذا ..نحن الآن نحتاج إلى الحوار، نحتاج إلى التمدن الأخلاقي الإسلامي، الحوار الإسلامي، المجادلة بالحسنى ))

فـليعلم الجميع أن الطائفية لاينطق بها الآ المهووسون بالفتن والأزمات والصراعات ويعيشون حالة نفسية مرضية جعلتهم لايقدرون على التعايش بهدوء وسلام وهم للأسف في تزايد مستمر ويحتلون المراكز المهمة ولكن يبقى الآمل هو دور العلماء والمثقفين اهل الحل لتحمل المسؤولية الشرعية والأخلاقية للوقوف أمام دعاة الفتنة.

++++++++

هيام الكناني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here