من هو صدیق الكورد الحقیقي

عماد علي
تظهر حقيقة الصديق في يوم الضيق، هذا ما تعودنا عليه و نعتقد بانه المقياس الصحيح لبيان نوع الصديق ايضا، و هو مقولة صحيحة بكل ما فيها، لان الصديق ليس كل من يستفاد او يكون مقربا في يوم العز و النعمة و انما مطلوب في الحالتين العسر و اليسرايضا، ليس كل من كانت مصالحه متوافقة مع صداقته لك هو صديقك و انما عندما تلتقي مصالح الطرفين مع الاخلاص و التضامن من اجل التواصل و الدفاع المشترك يمكن ان يصل لدرجة من الصداقة مع ضمان المصلحة ايضا .
بناءا على المنطلق السابق لكل من يمكن ان نسميهم بالصديق، اين هم اصدقاء الكورد في اوقاته المختلفة، اي في ايام سرحه و مرحه و في محنته و ضيقه . لو القينا نظرة فاحصة بتمعن الى من يمكن ان نعتبرهم اصدقاء الكورد مظهريا دون تحديد جوهر تفكيرهم نحونا او مدى التقارب و البقاء على المسافة التي بنيت بيننا في جميع الاوقات، و بناءا على مقومات الصداقة و الدوافع المختلفة وراءها و الارضية التي بنيت عليها، لا يمكننا ان نحدد بشكل قطعي و مطلق من هو صديقنا الصدوق و من هو حليفنا و لكن المعلوم لدينها بشكل جلي من هو عدونا اللدود .
اننا هنا و كاقليم بعيد عن مقومات الدولة التي تؤدي الى بناء الصداقة الحقيقية من جهة، و ان ابعدنا الفكر و الايديولوجيا و الصفات النظرية لاية دولة عن مقياس صداقتنا لاية جهة او دولة من جهة اخرى، فاننا يمكننا ان نقول لدينا مقربين او متناسقين في امور دون اخرى مع هذا و ذاك، مع من تتطلب مصالحه الخاصة ان يكون قريبا منا او يمكن ان نسميه في طور بناء الصداقة بيننا . اي المصالح في مقدمة الدوافع لدفع اي احد لما يمكن ان يبني صداقة معنا و ليس المقومات الاساسية الاخرى للصداقة الحقيقية، و هناك من يمكن ان نضعه في خانة الصديق في بعض الامور و ليس القضايا الخطرة و الحساسة ايضا، و بهذا لا يمكننا ان ننفي لحد اليوم بان الجبال هي صديقنا الاوحد و المخلص كما كنا نعتقد في ايام الثورة و الى الان .
فان كان الحليف من اجل اهداف، او بني حلفه معنا على اسس معينة فانه ليس بصديق، لانه لا يمكن ان يظهر موقفا في جميع الاحوال او في حال احس بان اية حركة منه يمكن ان تؤدي الى الاضرار بمصالحه، و في اكثر االحيان الحليف يعتمد على ما هو الاهم له و لا يكترث باي امر يفيد حليفه و ان يعتقد بانه لا يتضرر منه ان تحفظ، او اعتقد بانه يتاثر باي موقفيتخذه لصالح الحليف فانه يمتنع، كما نرى من اعتبر من الاصدقاء للكورد حتى الامس و استوضح مدى صداقته او صدقه في تحالفه في قضية الاستفتاء كمقياس لتلك الصداقة .
و ان انطلقنا من تلك الزاوية يتوضح لدينا بشكل جلي من هم اصدقاء كوردستان و من هم حلفاءه و من هم اعداءه . و يجب ان لا نخدع انفسنا باننا كوّننا صداقات حميمية مخلصة مع بعض الدول الصعبة . و ليس كل من ابتسم هو الصديالصادق، ونحن اعلم بانه الاسد يكرش عن انيابه ليلتقف صيده و ضحيته في الوقت الملائم له . هذا حال تركيا و ايران بالنسبة لنا، و هناك من يهمه ما تفرضه مصلحته المرحلية على اعتبار نفسه صديقا كما هو حال جميع الدول الغربية و في مقدمتهم امريكا، و هناك ما نفيد ستراتيجيته ومن المتوقع ان نكون سندا قويا له كتحصيل حاصل لما يمكن ان نبني دولتنا كما هي حال اسرائيل و موقفها . و هناك من له توجه ستراتيجي لتنفيذ مخططاته و من خلال منع مخططات الاخرين و من اجل ضمان مستقبله كما هو حال اكثرية دول الخليج .
و عليه يجب ان يفكر الكورد في تحقيق اهدافه و ما ينوي من ستراتيجية مصيرية بنفسه دون اي اعتماد على الاخر المعتبر لديه، و لا يمكن ان يحصل هذا بسهولة اي الاعتماد على الذات دون الاخرين الا اذا كان الوضع الداخلي في قمة التآخي و التعاون و التنسيق و بعيد عن الخلافات حتى الصغيرة و يجب ان تكون هناك ارضية ملائمة و قوية لتحقيق اي هدف يمكن ان يثير غيض الاعداء التي تعمل على ضمان مصالحها دون اي نظرة الى اي مبدا انساني مهما ادعت . و عليه يجب ان يبني الكورد ما يريد تحقيقه على امكانياته الذاتية فقط بعيدا عن اي جدار يمكن ان يبنيه بمساعدة ما يعتبرهم اصدقاءا و لم يظهروا كذلك في وقت الشدة، و هذا في غاية الصعوبة و لكن ليس بمستحيل .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here