دكاترة ويحرفون الحقائق

محمد رضا عباس
عجيب امر أعداء التغيير. هؤلاء ما يزالون ينسجون القصص الخرافية , يسوقون الكذب , و يحرفون الحقائق عن واقع العراق الحاضر والماضي بدون خجل او احترام عقول القراء. والعجيب أيضا , ان قسم من هؤلاء الأعداء الذين لا يحترمون عقول القراء من يضيف كلمة دكتور امام اسمه ليضيفوا الى كتاباتهم الهيبة والقدسية و المصداقية , وهم يعلمون ان المتلقي وبعد 14 عاما من التغيير اصبح له القدرة على الفرز بين الكذب والحقيقة , بين من هو الوطني ومن هو الطائفي , ومن هو مع الديمقراطية ومن هو عدوها , ومن هوالصالح والطالح .
أحد من يضع حرف “د” امام اسمه في إشارة انه يحمل شهادة الدكتوراه كتب مؤخرا يدعي ان عدد أبناء المكون السني في العراق هو الأكبر بعد إضافة المكون الكردي والتركماني للعرب. السؤال , هو ما اهمية ان كان الشيعة هم الأكثر عددا او السنة او الكرد او المسيحيين او الايزيديين ؟ وما أهمية ان كان السنة هم الأكثرية في الديوانية والشيعة هم الأكثرية في الموصل او الانبار؟ هل اكتشف الدكتور , على سبيل المثال, ان ما تحت جلد الشيعي يختلف عن ما تحت جلد السني ؟ ما الفرق ما بين ان يحكم العراق سني عادل عن شيعي عادل؟ هل اكتشف الدكتور ان المذهب له علاقة بنجاح او فشل القائد مثلا؟ لماذا هذا النفخ في نار الطائفية المقيتة؟ الم يحترق الالاف من العراقيين بنارها في بغداد والموصل , صلاح الدين وكربلاء , في النجف و ديالى . الا يكفيكم الدم الذي سال في الأسواق والمساجد والحسينيات وشوارع المدن؟ الا يكفيكم وأنتم تشاهدون مئات الالاف من الارامل والملايين من الايتام؟ الا يكفيكم الاعداد الهائلة التي هاجرت بيوتها في المدن المختلطة من السنة والشيعة بسبب الطائفية؟
ثم اليس من العيب ونحن نبحث عن من هو الشيعي ومن هو السني في العراق ونحن في القرن الواحد والعشرين؟ اليس من العيب ان نتفوه هذا سني والأخر شيعي والأخر تركماني والعالم المتحضر بدء يفكر كيف يستعمر كوكب المريخ. اذا كان ولدي والذي لم يجيد القراءة والكتابة باستطاعته ان يتعايش في سوق الشورجة في بغداد مع كل الملل والنحل , اليس بمقدور رجل يحمل شهادة الدكتوراه ان يتعايش ويقبل الاخر ؟ اليس من واجب الدكتور أولا ان يقوم بتثقيف أبناء شعبه عن ضرورة التعايش السلمي والذي يضمن الكرامة لكل مكونات الشعب؟ اليس من واجب الدكتور والذي يبدوا ان كرامته قد جرحت وهو ينظر الى أبناء مدينته الرمادي وهم يزحفون نحو جسر بزيبز ان يثقف اهلة على كيفية قبول التغيير والبدء بحياة جديدة كريمة , خالية من العنتريات ؟ اذا تريد ان تدافع عن أبناء محافظتك , وهو من حقك , فقل لهم ان ينتبهوا الى احوالهم واحوال عوائلهم , شجعهم على التعليم حتى يكونوا مواطنين صالحين لعوائلهم ووطنهم . شجعهم على رفض التقاليد العشائرية التي دمرتهم. شجعهم بالالتحاق الى الجامعات ليكون منهم الطبيب والصيدلي والمهندس والمعلم والمحامي. طالب الحكومة ليل نهار بإعادة بناء المدن المدمرة في المنطقة الغربية التي دمرها داعش . طالب الحكومة بتصليح الجسور التي فجرها داعش والمدارس المهدمة والشوارع المتهالكة . تأكد اذا بدأت بهذه المواضيع ستجد ان جميع أبناء الشعب خلفك , واذا مت سوف تموت مخلدا . هذه هي الوطنية. الطائفية في طريقها الى الموت , لان الشعب العراقي قد وعى من غفوته ووجد ان لا تقدم ولا ازدهار الا بتبني الوطنية . في العراق الجديد سوف يخلد الوطنيون الذين ضحوا من اجل كرامة وعزة هذا البلد ولم يسرقوا ولم يفسدوا في تحمل المسؤولية. دكتور: امسح من ذهنك ان المحافظة الفلانية اهم من الأخرى. الاحسن انظر الى المحافظات العراقية على انها شدة ورد متنوعة الألوان , وان جسد العراق واحد , وما يصيب محافظة يوجع الجميع . ابن البصرة والعمارة وذي قار جاء مهرول بعد ان احس ان الانبار وأهلها يستغيثانه , اهل الجنوب لم يأتوا الى الانبار ليغيروا ديمغرافية المحافظة كما زعمت . كل العراق سيكون ضد التغيير الديمغرافي , لأنه حالة غير دمقراطية .
دكتور اخر , اقرأ اسمه اول مرة من على موقع ” صوت العراق” الكريم بشر القراء بنشر كتابه في الشهر القادم , وبالتأكيد سوف لن اشتريه , لان مقالته والتي كانت من ثلاثة صفحات حملت على الأقل خمسة من الأكاذيب والافتراءات , فكيف لو كان كتابا ؟ لقد افترى وكذب في مقالته في مجرى احداث وقعت في العراق ونحن ما زلنا أحياء ونتذكرها وكتبنا عنها. ولكن كما قلت ان أعداء التغيير مهنتهم هي تشويه الحقائق ولخبطة ذهن القراء وتركه يضرب اخماس بأسداس. نعم قارن معلومات مواطن عربي يراقب الاخبار من على فضائية الجزيرة واخر يراقب الاخبار من على فضائية الميادين في موضوع العراق على سبيل المثال؟ ستجد من يراقب الجزيرة يعطي صورة سوداوية عن العراق , بينما من يراقب فضائية الميادين سوف يعطي صورة جميلة عنه .
عودة الى الدكتور وما كتبه في مقالته , وكما ذكرت على الأقل خمسة من الافتراءات وهي:
1. هذا الدكتور اتهم ايران بانها هي التي سببت بإعدام الراحل محمد باقر الصدر , حيث انها قد نشرت مراسلات السيد مع رجال الدين في ايران , مما دعت صدام حسين بإعدامه . والحقيقة ان صدام حسين رفع راية الحرب ضد المرجعية الدينية , حتى قبل التخطيط لإعلان الحرب على ايران . وما زال من واكب الاحداث احياء يتحدثون عن تلك الفترة المريرة من تاريخ العراق.
2. الدكتور تبرع بتقسيم المرجعيات الدينية الى خط عروبي وخط صفوي وهي دعوة غريبة عن فقه المرجعية الدينية في النجف والتي عرفت منذ ان انبثقت بتمسكها بالعروبة وحفظ العربية. وسوف لن أكون مغاليا ان قلت ان المرجعية في النجف لها الفضل الكبير في حماية العربية في العراق من الهجمات الفارسية والتركية . لعلم الكاتب , عند انبثاق الحكومة العراقية الحديثة , كان اغلب أعضائها لا يفقهون اللغة العربية ولا يحسنون التحدث بها , لان اغلبهم من الأصول التركية او من تثقف باللغة التركية .
3. الدكتور تقصد بكتابة اسم الامام السيستاني بصيغة ” السستاني”, وهو الاسم الذي كان يتداوله الإرهابيين والطائفين عند ذكر اسم السيد في بداية التغيير وايام الحرب الطائفية . ومن لا يعرف كلمة ” سستاني ” في اللغة الإنكليزية فهي تعني ستيان الذي تلبسه النساء لتغطية صدرها. ثم يستمر الدكتور في غيه باتهام السيد السيستاني بانه ” لا يجيد لفظة جملة واحدة بصورة صحيحة باللغة العربية”. ثم يتساءل متهكما ” ومع ذلك يدعي القدرة على استنباط الحكم الشرعي من القران والسنة. كيف , علمها عند الله والغارقون بالتآمر على الشيعة العرب”. لم اقرأ او اسمع ان السيد ضعيف الى هذه الدرجة باللغة العربية الا من هذا الدكتور , وحتى لو افترضنا بصحة ادعاء الدكتور , ما العيب في ذلك ؟ يا دكتور , ما قيمة الثقافة العربية والإسلامية بدون عطاء علماء فارس ؟ الثقافة العربية والإسلامية ستكون صحراء جرداء لا ماء ولا شجر بدون مشاركة رجال العلم من فارس. تذكر يا دكتور حديث الرسول الأعظم: لا فرق بين عربي وأعجمي الا بالتقوى.
4. ثم يتهم الدكتور بسكوت السيد السيستاني من الاحتلال الأمريكي للعراق واراد ان يهمس بأذن القارئ ان السيد السيستاني عميلا. وأقول , ان السيد السيستاني لم يقم بواجبه الشرعي بعدم استقبال من خلص العراق من قبضة اسوء نظام حكم عرفته المنطقة . يكفي ان اذكر الدكتور ان صدام خلف وراءه 300 مقبرة جماعية في بعضها أطفال رضع.
5. الدكتور اتهم باقر جبر صولاغ الزبيدي بتفجير المرقدين الشريفين في سامراء والذي نتج عنه قتل عشرات الالاف من العراقيين الأبرياء. العجيب ان القاعدة والهالك أبو مصعب الزرقاوي ,و المجرمين الذين القي القبض عليهم كلهم اعترفوا بمسؤوليتهم بهذا العمل الشنيع , ولكن الدكتور يريد ان يبرر ساحتهم و يلطشها برقبة السيد الزبيدي . دكتور خاف الله من ان يطول انفك مترين , وتصبح مثل ذلك الطفل الكذاب “بنوكيو” في أفلام الأطفال الكارتونية .
6. الدكتور بشر بإعلان حرب شيعية-شيعية بعد فتح العلاقات مع السعودية. لماذا هذه الحرب؟ الشيعة سيرحبون بقدوم السعوديين مثل ما يرحب بهم اهل الموصل والانبار. لماذا هذا التشاؤم؟ الرسول الأعظم يقول تفاءلوا بالخير تجدوه.
7. ثم يضع الوم على من تسبب بتفجير الصحن الشريف في سامراء وهو باقر الزبيدي حسب رواية الدكتور والذي سبب ” تهديم بيوت الله وقتل وتهجير عرب العراق من مواطن سكناهم بحجة انهم سنة نواصب وتحت رايات (يا لثارات الحسين) . بقيادة وتوجيه من أشرف على نسف المرقد الشريف باقر صولاغ واسياده من ال الحكيم”. هل تلومني ان قلت سوف لن اشتري كتاب الدكتور بفلس احمر ملكي. لا أحب كتابات الطائفيين لأنها تسبب لي الارق في عيني.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here