أكراد دمشق بين الماضي والحاضر … ضياع الثقافة وبقاء الهوية

  • ARA News / عبد السلام حسين

حين نتحدث عن دمشق فإننا نتحدّث عن أقدم عاصمة مأهولة بالسكان في تاريخ البشرية، وقد كانت الشام قبلة لشعوب هاجرت إليها هربًا من غوائل التاريخ. كما كانت أيضًا مهد الديانات السماوية الكبرى، منها انطلقت رسالاتها، وفيها حدثت كبرى صراعاتها الداخلية والبينية.

والمجتمع الدمشقي يعكس تنوّع الفسيفساء السورية، كغيره من مجتمعات شرق المتوسط، حيث تتمتع سوريا بخليط عجيب من المكوِّنات الدينية والقومية يجعل منه قوس قزح زاهٍ.وثمة جدل كبير بين المؤرخين والمفكرين حول أصول العروبة السورية ففي حين يرى المؤمنون بالإيديولوجيا القومية العربية أن سوريا عربية منذ بدايات استقرار السكان فيها (أي من الألف الثامنة قبل الميلاد)، يرى آخرون أن أصول سوريا ليست عربية وإنما استعربت مع تلك الفتوحات واستمرت كذلك حتى يومنا هذا.

ولكن الحقائق التاريخية تثبت وبشكلٍ واضح أن هناك قوميات متأصلة الوجود على التراب السوري كحال الأقليات الكردية والآشورية والسريانية.

فالوجود الكردي والذي هو موضوع البحث ليس وجوداً طارئاً على الجغرافية السورية، لكن السلطات المتعاقبة عملت على طمس الهوية القومية للأكراد واتباع سياسات قذرة لصهرهم قومياً وثقافياً، على الرغم من ذلك بقيت الهوية الكردية راسخة حتى في قلب العاصمة دمشق.

تاريخ التواجد الكردي في دمشق

من الصعوبة بمكان ضبط الفترة الزمنية لهجرة الأكراد إلى بلاد الشام، وظهور ما يعرف في المصادر التاريخية بـ ‹أكراد بلاد الشام› وقد ربط معظم الباحثين المعاصرين تاريخ الكرد في بلاد الشام بالحقبة الأيوبية التي شهدت ذروة الهجرات الكردية إلى بلاد الشام، لكن المصادر التاريخية تشير إلى وجود بعض التجمعات الكردية في بلاد الشام تسبق الحقبة الأيوبية بعقود من الزمن، فقد أشار البلداني أبو عبيد البكري (ولد قرابة سنة 1010م)  في كتابه ‹المسالك والممالك› إلى وجود الكرد في (أرض الدينور وهمدان وبلاد أذربيجان وبلاد الشام وبأرض الموصل إلى جبل الجودي)[1] ولا يعرف على وجه الدقة أي رقعة من أرض الشام يقصدها المؤلف، خاصة ان المفاهيم الجغرافية كانت عرضة للتغيير وتتأرجح بين مد وجزر وتتبدل بتبدل الأزمنة.

(الصورة تظهر شعار الأيوبيين على جدار قلعة دمشق التاريخية)

شهدت كردستان أوسع هجرة كردية باتجاه مصر وبلاد الشام زمن الأيوبيين، وتلتها هجرات أخرى بعد سقوط عاصمة الخلافة العباسية، إثر اجتياح المغول للعالم الإسلامي. إذ يذكر الموسوعي فضل الله العمري (1301ـ1347م) في كتابه ‹مسالك الأبصار في ممالك الأمصار›[2] أن قبيلتي اللوسة والبابيرية الأكثر رجالاً ومالاً في نواحي شهرزور رحلتا إلى مصر والشام  بعد خراب البلاد على يد المغول، بل وصلت بعض القبائل الكردية حتى إلى المغرب في شمالي أفريقية، وتناثرت القبائل الكردية في المدن والبلدات الشامية: دمشق، حلب، الكرك، جبيل،…. حمص، حماه، فامية (أفامية).. إلخ، محتفظة بذاكرتها الكردية إلى أجل مسمى، ومن ثم انصهرت هذه القبائل في المجتمع الشامي، تاركة أسماءها على بعض المنشآت المدنية أو العسكرية، لتحول دون موت الذاكرة الكردية في أرض الشام.  ولتفسح الطريق أمام موجات جديدة من الهجرات.

تباينت دوافع هجرات الكرد إلى بلاد الشام وغيرها من الأماكن على مر القرون، ففي القرن التاسع عشر نزحت بعض الأسر والقبائل الكردية باتجاه المناطق الداخلية لبلاد الشام كالقبيلة البرازية، التي تعد من كبريات القبائل في عموم كردستان، إذ ورد ذكرها في كتاب “شرفنامه”[3]  كما ذكرها المؤرخ علي أكبر كردستاني (ت 1899م) في كتابه ‹الحديقة الناصرية في تاريخ وجغرافية كردستان›[4] كما سكنت أسرة آل برمدا في منطقة حارم (وهي أول أسرة شهيرة في قصبة حارم) وهم (في الأصل أسرة كردية من عشيرة البرازية،  كانت متوطنة في نواحي سروج من أعمال مدينة الرها”أورفه”).وفي نحو سنة 1824م، اضطرت بضغط من الحكومة العثمانية إلى الرحيل فتوجهت إلى جهات الجومة، ثم استقرت بشكل نهائي في منطقة حارم أما “آل برازي”  في مدينة حماة فيذكر الباحث أحمد وصفي زكريا، أنهم (جاؤوا منذ قرن ونصف من أنحاء الرها) وقد استعربت معظم القبائل والأسر الكردية التي نزحت  من  موطنها الأصلي، واستوطنت المناطق الداخلية في بلاد الشام، بما فيها بعض الأكراد اليزيدية الذين (جلوا عن بلادهم في أنحاء سروج منذ قرن أو أقل) .

وقد قام “آل برازي” في مدينة حماة بدور سياسي بارز بعيد فترة الاستقلال في سورية، ووصل محسن برازي إلى منصب رئيس الوزراء في عهد الرئيس حسني الزعيم، وقد وصفت بعض الصحف العربية خارج سوريا آنذاك حكومة محسن برازي بـ ‹الجمهورية الكردية العسكرية›.

من مجمل ما سبق يتبين أن الكرد وطئوا أرض الشام منذ ألف عام أو أكثر، استناداً إلى المصادر العربية، واندمجوا تدريجياً في محيطهم العربي.

أهم الأحياء التي يقطنها الأكراد في دمشق

يقطن الأكراد في كل الأراضي السورية لكن كثافتهم تزداد في بعض المناطق التي تواجدوا تاريخيًا فيها كالمنطقتين الشمالية والشمالية الشرقية من سوريا وخاصة في بعض المدن مثل القامشلي (قامشلو) والدرباسية وعامودا وغيرها. أمّا وجودهم في دمشق فيتركز بشكلً كبير في حيِّي “ركن الدين” و “وادي المشاريع – زورآفا” أو كما يطلق عليه جبل الرز  بالإضافة إلى توزّع طفيف في أحياء أخرى كالصالحية.

ويعتبر حي ركن الدين من الأحياء العريقة في دمشق[5]، ويسمى أيضاً ب حي الأكراد ويشكل على امتداد العاصمة دمشق أكبر تجمع للأكراد بالمدينة من مئات السنين ويعود تاريخ هذا الحي إلى الهجرة الايوبية  عام 1149 للميلاد عندما قدم كل من شيركوه وأخيه نجم الدين أيوب ولدي شاذي بن مروان الكردي لنصرة الخليفة العاضد بأمر الله الفاطمي حاكم مصر ولتوحيد مصر وبلاد الشام لصد جيوش أوربا بعدّتها وعتادها وأحرز النصر عليها بفضل حنكة السلطان الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي وبطولة جيشه الذي كان قد عين أكثر قواده بنفسه كما يشير عز الدين ملا وربحان رمضان.

عاش فيه أعلام ومشاهير سوريون وعرب عبر تاريخه قديما وحديثا، به الكثير من المدارس التاريخية والأثرية والمقامات منها ضريح ركن الدين في جامع النابلسي وحديثا عدد كبير من المجمعات الدينية مثل مجمع أبو النور الإسلامي وهو مسجد مفتي سوريا السابق أحمد كفتارو ومسجد محمد سعيد رمضان البوطي وغيره.

تنتشر المباني والعمارات الحديثة والمجمعات السكانية الراقية في ركن الدين بجانب المباني التاريخية والعديد من المعالم. ومن أهم المناطق في ركن الدين:[6]

حارة الوانلي:

وتتألف من 5 حارات متفرعة.

حارة الميقري:

منطقة راقية في ركن الدين سمية بهذا الاسم نسبة لان أكثر سكانها من عائلة الميقري وهم عائلة كوردية فيها محل سيفين للاتصالات وحلويات الايوبي وبقالية السكري.

حارة الكيكية:

طلعة الهوندايات ومن أشهر أنواع الهوندايات التي فيها ASIA، CHANA، SUZUKI وفيها نوعين هوندايات مغلقة وهوندايات قفص وهوندايات إذا أردت الصعود إلى أعلى الجبل.

جادة ادم:

نسبة إلى رجل كريم جداً كان يسكنها اسمه ادم من عائلة الميقري وتشتهر هذه المنطقة بمخبز ادم.

جسر النحاس:

وهي المنطقة الواقعة بين جادة ادم وساحة شمدين وفيها خط للهوندايات أيضا مثل الكيكية
ساحة شمدين: فيها جامع أبو النور.

ساحة الميسات: فيها ملعب الوحدة ومطعم المايز والنمر الوردي.

( الصورة لحي الأكراد ملتقطة عام 1935)

ويحوي الحي  العديد من الجوامع التي ما تزال منتصبة في ذلك الحي تجسد مراحل تاريخية عدة مرت عليها، حيث منها ما بنيت في العهد الأيوبي والعباسي، ومنها ما شيّدت في العهد الأموي.

وعن تاريخ هذه الجوامع وأهميتها، قال السيد خليل دحه[7] لـ ARA News: «إن حي الأكراد وتحديداً شارع أسد الدين يحتضن إلى الآن الكثير من الجوامع والمساجد التي لها تاريخ عريق، فهناك عدة جوامع تتحدث عن حقب عديدة من التاريخ الذي ترك لنا تراثاً غنياً بالحضارات، منها جامع الكردان، الدقوري».

كما يوجد بهذا الحي مقام الشيخ خالد نقشبندي ومقبرة ملحقة به وفيها رفاة الأمير جلادت بدرخان والشاعر قدري جان والعديد من الشخصيات البارزة بهذا الحي وايضاً هنالك مقبرة الأيوبية وعدد من أولياء الله حسب ما يطلق عليهم.

وتم تغيير اسم الحي عقب الوحدة السورية المصرية بسبب السياسة الشوفينية لإلغاء كلمة الأكراد وسميت بركن الدين نسبة لركن الدين منكورس الموجود مقامه بساحة شمدين بجامع الركنية.

أما الحي الآخر الذي يتكلم معظم سكانه باللغة الكردية فهو حي زورآفا حيث يعتبر هذا الحي العشوائي من حيث البناء التجمع الأكبر للأكراد الذين قطنوا دمشق بعد الهجرة من المدن والقرى في الجغرافيا الكردية في سوريا ، والتي بدأت بشكل رسمي في بداية الثمانينات من القرن الماضي بسبب الفقر والتردي في الحالة المعيشية جراء السياسات المتبعة من قبل الحكومة السورية.

لقد بني الحي عندما كان مشروع دمر في حيز التنفيذ حيث كان الكثير من الكرد يعملون في بناءه ، ومكان الحي  كان عبارة عن جبل يفصله عن مشروع دمر وادٍ صغير على طول المشروع وامتداد الجبل نحو القصر الجمهوري سمي بجبل الرز الذي اتخذه العلويون حياً لهم مع نسبة قليلة من الكرد.
فغالبية الكرد كانوا يسكنون ما بين المشروع وجبل الرز لذا سميت تلك المساحة بوادي المشاريع الغربية والتي سماها الأكراد (زورآفا).

وبناء الحي  لم يستغرق وقتاً طويلاً حتى تشكل في صورته التي هو عليها الآن ،لقد بني على عجل خوفاً من مطرقة عامل البلدية  التي لا تعرف سوى الهدم فكان حاله حال الكثير من أحياء العاصمة دمشق وضواحيها الأمر الذي جعله وجعل باقي ضواحي دمشق بهذه الصورة العشوائية .فعبرت عن هندسة رُسمت خطوطها في جنح الظلام ، وبعد تنامي الحي مع الزمن بلغت نسبة الأكراد فيه ما يزيد على 95 بالمئة من عدد السكان.

والمهن التي كانوا  يمارسونها تعددت بتعدد الشرائح والفئات العمرية المختلفة فمعظم الرجال كانوا يمتهنون أعمال البناء والاكساء وغلبت على شريحة الشباب العمل في مطاعم دمشق ومقاهيها وانبرى قسم منهم إلى جانب فئة قليلة ممن لم يبلغوا السن القانونية للعمل في الملاهي الليلية . كما انحصر عمل بعض النساء والفتيات في مشاغل الخياطة ومعامل البسكوت وغيرها من المهن الخفيفة.

وفي بدايات الهجرة وعندما كان الحي يبنى في ليله المعتم خوفاً من صيادي البلدية وتهديدات الهدم المستمرة كان الفقر يخيم على معظم المهاجرين لكن كان النشاط في أوجه من جهته والذي أدى في السنوات الأخيرة قبل قيام الثورة إلى ارتفاع ملحوظ في مستوى الدخل والمعيشة.

لكن هذه الحالة لم تدم طويلا لأن الثورة قد بدأت وبدأت معها الهجرة  المعاكسة نحو الوطن ، رويداً رويداً حتى أُفرغ الحي من الكرد إلى أن وصل إلى حاله في الوقت الراهن فنسبة الأكراد فيه اليوم حسب إحصاءات  من بقي في الحي  ما بين 20 إلى 25 بالمئة من عدد السكان  فالحي صار ملجأً للنازحين من المحافظات الأخرى إلى جانب جلب النظام لكثير من عوائل الجيش وكتائب الدفاع الوطني.[8]

أهم العائلات الكردية في دمشق

تبرز في دمشق العديد من العائلات والأسر الكردية الأصيلة والتي تعتبر جزءاً لا يتجزّأ من المجتمع الدمشقي، حيث لا يمكن الحديث عن العائلات الدمشقية دون ذكر العائلات الكردية الأصيلة فيها ومن أبرز هذه العائلات :

أجل يقين:[9]

من أسر الأكراد الشهيرة, كان جدهم علي باشا (1254- 1314هـ / 1838 – 1896م) من كبار تجار الخيل في الدولة العثمانية، وتولى وزارة الحج، وهو أول من لقب بهذا اللقب ( أجل يقين) لأقدامه على ترويض أحد خيول السلطان عبد الحميد المستعصية، فنادى الناس: أجل يقين, أي: الموت المحتم. وممن اشتهر ونبغ منهم: – محمود باشا ابن علي باشا (- 1286هـ / 1869م): محافظ الحج الشامي، عُيِّن في هذه الوظيفة من قبل الدولة العثمانية بعد أن كانت ضمن وظائف ولاة دمشق. – واحمد طاهر بك ( 1356 هـ / 1937 م ): الفاضل الوجيه.

– واحمد بك ابن محمود باشا(1341هـ / 1922م): تولى قائم مقامية القنيطرة، ثم مديرية الشرطة بدمشق، وأنجب ذرية كبيرة.

 آغري بوزي (اغري بوظ(:[10]

من الأسر الشهيرة بالمجد، والثراء، كان جدهم احمد ابن محمد أغريبوزي السلامي ( 1126هـ / 1714م): من أعيان دمشق وعلمائها، ومن أمراء الجند، له مصنفات في الأدب والفلك. ومعنى الآغريبوزي: صاحب العنق الغليظ ( في اللغة التركية ). وكان مسكن رجال هذا البيت في حي سوق ساروجة. واشتهر أبناء هذه الأسرة بالثراء الشديد حتى صاروا مضرب المثل في ذلك. وممن نبغ واشتهر منهم: – مصطفى آغا كان حياً سنة (1225هـ / 1810م): من الأعيان. – واحمد بك (1338 هـ / 1859م): أحد أعيان دمشق . – وولده يحيى باشا (1338هـ / 1919م): من الأعيان، تقلَّد عضوية محاكم العدلية، ثم عضوية مجلس إدارة الولاية الكبير، ثم عضوية المجلس العمومي. – وولده حمدي بك: أحد حكام أقضية دمشق زمن الملك فيصل. – وسلوى بنت احمد نديم بن يحيى باشا، ولدت سنة (1349هـ / 1930م): داعية، مرشدة، نشطت في الدعوة إلى الله في المجتمع النسائي، وهي من تلميذات الحاجة درية الخرفان النقشبندية.

 الإيبش:[11]

من أسر الأكراد الشهيرة في حي الأكراد، وهم من عشائر الظاظا، وجدهم احمد بك، كان يشتغل في تجارة الخيل بين مصر ودمشق، وله مكانة لدى الحكام والأمراء. وممن نبغ واشتهر منهم:
حسين بك بن احمد: أحد أعضاء المجلس التمثيلي الذي أمرت بتشكيله السلطة المنتدبة بعد ذهاب العثمانيين, والصياد العالمي الشهير وحفظت الحيوانات التي اصطادها في متحف خاص في بيت السباعي في مأذنة الشحم، وكان اشترى مساحات واسعة من أراضي المرج وزرعها بالبطيخ فامتلأت به أسواق دمشق. – ونوري بك بن احمد (1309 – 1395هـ / 1891 – 1975م): مدير الهجانة، وزير الزراعة ( 1949م)، والداخلية (1953 – 1954م). – وولده احمد: باحث، مؤرخ، مصنف، محاضر في الجامعة الأمريكية ببيروت.
– ومنهم يوسف، ولد سنة ( 1355هـ / 1936م): طبيب، مفكر، مصنف.

الأيوبي وحمو ليلى الأيوبي ( الأكراد ([12]

من أسر الأكراد الشهيرة بدمشق بنو الأيوبي، نسبة إلى السلطان صلاح الدين يوسف ابن أيوب ( 532 – 589هـ / 1137 – 1193م)، وأخيه الملك العادل. – ومنهم محمود بن صالح، ولد سنة ( 1450هـ / 1931م): إجازة في اللغة العربية، وزير التربية، نائب رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء (1972ـ 1976م) نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية.
– ومحمد زهير بن عبد الوهاب بن محمد صالح, ولد سنة (1358هـ / 1939م): أعلامي ناجح، نشا في رعاية سماحة المفتي العام الشيخ احمد كفتارو فتفتقت مواهبه على يديه، وخطب في عدد مساجد دمشق، تخرج في كلية الحقوق بدمشق، وقدم مجموعة برامج ناجحة في الإذاعة السورية، ثم تنقل في دول الخليج إلى أن عين مديرا للبرامج في إذاعة الرياض سنة (1393هـ / 1973م)، وشغل غيرها من المناصب الإعلامية الهامة, منها رئيس تحرير مجلة (المسلمون )، ألف عدد من الكتب، وأسس المدارس العربية الإسلامية الأهلية في الرياض.
– وأخوه محمد زياد: خطيب مسجد انس بن مالك في حي المالكي, ومستشار في وزارة الأوقاف.
– وأخوه علاء: إعلامي، معد ومقدم عدد من البرامج الإذاعية، والتلفزيونية. – ومنهم محمد حسن (- 1345هـ / 1926م) من مجاهدي الثورة السورية. – ومنهم خالد بن حمدي الكاكا الأيوبي, ولد سنة (1354هـ / 1933م): مؤلف تلفزيوني، مدرس اللغة العربية. – والدكتور مصطفى بن عبد الرزاق، ولد سنة (1351هـ / 1932م): حصل على درجة الدكتوراه في الأطياف النووية والليزرية من موسكو، ودرس في عدد من الجامعات العربية، وتولى رئاسة قسم الإشعاع والأمان النووي في هيئة الطاقة الذرية، ومؤلف ومترجم عدد من الكتب العلمية الهامة . – ومنهم ( محمد ) حمو آغا الأيوبي: جد أسرة حمو ليلى، من وجهاء الأكراد. – وولده عبد الله آغا: من الوجهاء الصلحاء، باني جامع حمو ليلى في جسر النحاس في ركن الدين، كانت له بنت صالحة عابدة اسمها ليلى تزوجها الشيخ محمد صالح بن موسى كفتارو.
آل بدر خان:[13]

من أسر الأكراد الشهيرة, كان أجدادهم من أمراء بلاد الأكراد في جزيرة ابن عمر ( بوطان)، قدم جدهم بدرخان باشا إلى دمشق بعد عصيانه على الحكومة العثمانية لأجل استقلال الأكراد في بلادهم في عهد السلطان عبد المجيد، وبقي هارباً إلى أن أعطته الدولة الأمان على نفسه وسلامة حياة أولاده، فسلم نفسه إليها، وأتى به إلى دار السلطنة في اسطنبول، ومنها اخذ إلى جزيرة ( كريت)، ثم اختار الإقامة بدمشق، وتوفي بها سنة (1286هـ / 1869م)، وأعطته الدولة بعض القرى. وقد أعقب ذرية كبيرة (إحدى وأربعين) شخصاً بين ذكور وإناث، شغل أكثرهم وظائف مهمة في الدولة العثمانية، منهم: بدري باشا، ونجيب باشا، وعثمان باشا، وبحري باشا، ومصطفى باشا، وعلي شامل باشا، وأمين بك، وعبد الرزاق بك، وخالد بك، والدكتور كاميران بدرخان، وجلادت بدرخان، ومقداد بدرخان وغيرهم من مشاهير الرجال.

ومنهم الأميرة روشن بنت صالح بدرخان (1327 – 1413هـ / 1909 – 1992م): مربية أديبة، أسست الاتحاد النسائي الكردي في مدينة حاجي عمران.
بوظو:[14]

من أسر الأكراد الشهيرة في حي الأكراد بدمشق، من عشائر الشيخانية، ومعنى بوظو بالكردية: الأبيض كالثلج. وممن اشتهر ونبغ منهم: – علي باشا ( 1287 هـ / 1870 م ):من كبار زعماء الأكراد وأمير الحج الشامي. – وولداه الدكتور خالد (1323 – 1417هـ / 1905 – 1996م): من كبار رجال التربية والتعليم، عميد كلية العلوم في جامعة دمشق، وآمين عام وزارة المعارف، والملحق الثقافي في السفارة السورية في القاهرة، ثم خبير شؤون التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية. – وعبد الغني ( 1324 – … هـ / 1906 ـ… م): محام، قائم مقام قضاء قطنا.
– ومنهم محمود باشا (1341هـ / 1922م): تقلد كثيراً من الوظائف الرفيعة زمن العثمانيين، وكان قصره على نهر يزيد مكان مدرسة ست الشام في ركن الدين. – ومنهم صالح بك ومحي الدين بك: من وجهاء الأكراد والأخلاق الحسنة وترك كل منهما ذرية نجيبة. – وعلي بن عبد الوهاب (1335 – 1407هـ / 1915 – 1986م): تخرج من معهد الحقوق، وعمل في النضال السياسي ضد الفرنسيين في حزب الشعب، نائب دمشق لعدة دورات، ووزير الداخلية ( 1954, 1955م)، والزراعة والاقتصاد والعدل ( 1955ـ 1956 م). – ومنهم أديب ( 1335 – ….هـ / 1916 -…م ): نائب، ومحام. – وحيدر: حقوقي، وزير الشؤون الاجتماعية والعمل خلال السنوات ( 1987 – 1992م). – وابنته مجد ( ماجدة )، ولدت سنة ( 1376هـ / 1956م): أديبة وصاحبة دار نشر. – ومنهم هولو بن محمد عادل بن عارف (1414هـ / 1993م): معاون رئيس مديرية الرقابة والتفتيش المالي. – وأخواه: عدنان (1355-1416هـ / 1936- 1995م) حقوقي,معلق رياضي شهير، وحكم دولي، له مؤلفات رياضة (3).

– وأخوه فاروق، ولد سنة (1357 هـ / 1938م): حكم دولي في كرة القدم, عضو لجنة التحكيم في مباريات كاس العالم (الفيفا), ورئيس لجنتي الحكام الآسيوية والعربية. – ومالك بن هولو: طبيب اختصاصي بأمراض الغدد. – ومحمود بن هولو: طبيب اختصاصي بأمراض الأطفال.
الزركلي:[15]
من أسر الأكراد الشهيرة بالزعامة. وممن اشتهر ونبغ منهم: – خير الدين بن محمود بن محمد الزركلي(1310 – 1396 هـ / 1893 – 1976م): علم الإعلام، أديب شاعر، مؤرخ كبير، صاحب المطبعة العربية ومكتبتها في مصر، له آثار كثيرة مطبوعة اشهرها موسوعة ( الأعلام ). – وسليم بن كامل ( 1321 – … هـ / 1903 – … م): أديب، شاعر، من مجاهدي الثورة السورية، خريج دار المعلمين. – وخليل بن خليل: من الفضلاء استشهد سنة (1402هـ / 1981م) في حادثة تفجير محلة الأزبكية.
الزعيم:[16]
من أسر دمشق القديمة الشهيرة، اشتهر منهم:
– الشيخ رضا بن محمد يوسف الدقاق الشهير بالزعيم ( 1274 – 1334هـ / 1857 – 1915م): عالم، مجاهد، جريء، مفتي آلاي (لواء)، أحد كبار علماء دمشق، كان يتولى امتحان طلبة العلم في دمشق وحلب وحماة وحمص، توفي شهيداً مجاهداً في الهجوم على قناة السويس في الحرب العالمية الأولى . – وولداه : صلاح الدين (1300 – 1390هـ / 1882 – 1971م): عالم مرشد، مجاهد، داعية كبير، من مؤسسي الكلية الشرعية ببيروت . – وحسني :زعيم في الجيش السوري، وزير الدفاع، وقائد الجيش، ورئيس الجمهورية بعد انقلابه على الرئيس شكري القوتلي. – ومنهم أحلام، ولدت سنة ( 1366هـ / 1946م): دكتوراه في الأدب.

السيروان:[17]

من الأسر الشهيرة، ومعنى السيروان في اللغة الكردية : راعي الجمل . وممن اشتهر ونبغ منهم :
– وجيه : من كبار تجار ومصنعي السكريات في البزورية، أسس معمله سنة ( 1891م(
– احمد بن خالد بن احمد ( 1349 – 1414هـ / 1930 – 1993م ) : صوفي شاذلي .
– الحاج ديب بن يوسف : من كبار تجار الأقمشة في دمشق وبيروت .
– وولده ابراهيم : من التجار المحسنين .
– ومنهم عمر : من كبار تجار وصناع الألبسة العربية الجاهزة، واشتهر عدد من أولاده في تجارة وصناعة الأقمشة ومن أحفاده :
– جمال بن مصطفى : خطيب مسجد القصور سابقاً، مقيم في جدة .
– وإخوته : نذير وحكمت : من صناع الألبسة الجاهزة .
– وحكمت : من الأطباء العلماء .
– وعمر : عضو غرفة صناعة دمشق، وعدد من الجمعيات الخيرية .
– ومن أولاد سليم بن عمر : نصوح وممدوح : من تجار وصناع التريكو، والألبسة النسائية، وأخوهما خالد : من كبار متعهدي الألمنيوم .
– ومنهم مأمون وعدنان : من رجال الأعمال والصناعيين .
– وعز الدين بن عبد العزيز بن حسن بن محمد، ولد سنة ( 1367هـ / 1947 م ) : ماجستير الدراسات الإسلامية من جامعة كراتشي، محقق، ومصنف.

شمدين أغا ( الدقوري([18]

من الأسر الشهيرة في حي الأكراد، ومؤسس مجد هذا البيت شمدين باشا ، مات في حوادث ( 1277هـ / 1860م ) الشهيرة، وكان صاحب ثروة عظيمة، وله مواقف عظيمة في المدافعة عن دمشق أيام إبراهيم باشا خديوي مصر، وقد شكره على عمله ذاك السلطان عبد المجيد . وقد أعقب ستة أولاد هم :
– عبد الله آغا .
– وسعيد باشا ( 1318 ه/ 1900 م ) : أحد أعيان دمشق، وصدر صدورها، تخرج في مدارس استنبول، وعين حاكماً في بغداد، وأمير للحج الشامي، وهو المجدد لمجد هذا البيت، وله مواقف شهيرة في حماية النصارى في حادثة الستين، ورث ثروته الكبيرة سبطه عبد الرحمن باشا اليوسف أراض واسعة في ( الجولان ) ( وبرزة ) (الخيارة ) و ( وزبدين ).ودارة الشهير في ساروجا التي أعاد بنائها ابراهيم باشا المصري على هيئة تشبه دار ابراهيم باشا في مصر ومن آثاره الباقية إلى اليوم مسجد سعيد باشا في ركن الدين .
– والأخ الثالث خالد آغا ( 1327 هـ / 1909 م ) : أحد أعيان الأكراد .
– وولداه رشيد آغا : أحد أمراء العسكرية .
– وعجاج آغا ( 1335 هـ / 1916 م ) : من زعماء الأكراد .
– وقد أعقب عمر آغا : من الوجهاء وعضو المجلس البلدي، نشأ في رعاية عبد الرحمن باشا اليوسف، وكان وكيلاً عنه، وتولى زعامة الأكراد ( 1385 هـ / 1964م (
والرابع رجب آغا والخامس حسن آغا : من وجوه دمشق .
 العابد:[19]

من الأسر القديمة الشهيرة بالزعامة والثورة، ذكر أجدادهم صاحب ( الروض البسام ) وغيره من المؤرخين وأثنى عليهم .
وقال الحصني : والذي علمته انهم من قبيلة أبو ريشة المدفون ( بالقريتين ) : من عشيرة الموالي، قال في تاريخ ( همبر ) المستشرق الألماني، المترجم للفرنسية : لما جاء السلطان سليم ساعده على فتح الشام إدريس بك، رئيس عشيرة الموالي في ذاك العصر، وهو أحد أقرباء هذا البيت .

نزل جدهم محمد بن قانص دمشق سنة ( 1112 هـ / 1700 م ) وأعقب بها هذه الذرية . وممن اشتهر ونبغ منهم :
هولو باشا ابن عمر بن عبد القادر بن محمد : من كبار الأعيان .

ومصطفى باشا ابن هولو باشا ( 1348هـ / 1929م ) : تقلد وظائف عالية، أولها القائم مقامية، ثم المتصرفية، ثم ولاية الموصل، وشُهد له بمكارم الأخلاق، شيد قصره في المهاجرين، وقام ورثته بإهدائه لمحمد علي العابد عندما تولى رئاسة الجمهورية سنة ( 1932 م )، ثم هدم هذا القصر عام 1974م.

وابنته نازك (1305-1379 هـ/ 1887=1959م) : من سيدات المجتمع، من وراء الحركة النسائية, أنشأت مصنعا للسجاد اليدوي لمصلحة مدرسة بنات الشهداء، وأنشات مجلة نور الفيحاء.

واحمد عزت باشا ابن هولو باشا (1272-1343هـ /1855-1924م). من وزراء السلطان عبد الحميد، نشط لمد الخط الحديدي الحجازي، وإيصال السلك البرقي من الشام إلى الحجاز، وقد ترك ثروة بلغت مليون ليرة من الذهب، وتبرع بخمسة آلاف ليرة لبناء مدرسة بدمشق، توفي في مصر ونقل إلى دمشق .

وولداه : عبد الحمن بك :من مشاهير وقدماء المهندسين.

ومحمد علي بك (1248-1358هـ/1867=1939م):من خيار الزعماء، وفضلائهم، كان في زمن الدولة العثمانية سفيراً لها في أمريكا، ثم المدير العام لمالية سورية، وهو أول رئيس للحكومة السورية بعد الاستقلال.

ومحمود باشا بن عمر بن عبد القادر(…-1327هـ/000-1909م):أحد الأعيان، وقد انجب ذرية كثيرة : عبد الغني باشا , ورضى بك، ورئيف بك، وفوزي بك : وكلهم من الوجهاء، وجمال بك من موظفي المالية .

وهلال بك ابن عمر بن عبد القادر من وجوه دمشق، وقد ترك ذرية كبيرة منهم :علي بك، وجميل بك، وعمر بك، وسعيد بك ،وقد مُدحت سيرتهم.

ومنهم رياض بن محمد, ولد سنة (1336هـ/ 1917م): تخرج من مكتب عنبر، ثم في معهد الحقوق بدمشق، مؤسس عدد من الأندية الرياضية والكشفية، نقيب المحامين، وعضو مجلس الأمة زمن الوحدة السورية المصرية، من رواد الدعوة إلى مشروع أسبوع التسلح في سوريا، وأسبوع التسلح في الجزائر، نال وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى، من وجوه المجتمع الفضلاء. ومصطفى (1277-1347هـ/1860-1928م).
 عرفات:[20]

من الأسر الشهيرة في حي الأكراد من عشائر الأومرية ,كان أحدهم ملا رسول (1218هـ/1803م) متصرف لواء حوران, وقد ولد له ولده (عرفات آغا) في موسم الحج على جبل عرفات فسُمي به, واليه نسبة الأسيرة .
وممن نبغ واشتهر منهم:
عرفات آغا ابن ملا رسول بن يوسف (1184-1264هـ/1770-1847م) من زعماء حي الأكراد، ومن أصدقاء شمدين آغا ، ويونس آغا الدقوري.
وصالح آغا : مختار حي الأكراد في أواخر القرن (13هـ) . وولده ياسين آغا من وجهاء الأكراد.
وياسين بن مصطفى بن ياسين أغا (1317-1422هـ/1899-2001م): من وجهاء حي الأكراد ومن المحسنين، له عدد من الأعمال الخيرية منها توسعة مسجد الركنية، وبناء السدة الأولى والثانية في مسجد أبي النور، وتوسعة عدد من المساجد في ركن الدين.
وولده محمد مختار، ولد سنة (1936م): دكتور في العلوم الجغرافية من لندن وأطروحته بعنوان: (الإعجاز القرآني في العلوم الجغرافية)، رئيس الدائرة الإدارية في مؤسسة الهاتف، وعضو مجلس الإدارة في الجمعية الجغرافية السورية .
ومروان بن وحيد الدين بن عبد الرحمن بن ياسين آغا ولد سنة ( 1365 هـ/ 1945م )، ليسانس في الآداب قسم الجغرافية، ودكتوراه في التربية، مدير المعهد الرياضي وحكم دولي، ورئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي .
ومحمد بشار بن محمد بن بدر الدين بن عبد الرحمن، ولد سنة ( 1381 هـ /1961م ) تخرج من المعهد الشرعي للدعوة والإرشاد، وكليتي الشريعة والدعوة الإسلامية، سافر إلى الولايات المتحدة وعمل في مجالات مختلفة في الدعوة إلى الله، وحاضر في عدد من الجامعات، وعدد من المؤتمرات في أمريكا وأوروبا واليابان، وأسس منظمة تبادل الحضارات في بالتيمور في ولاية ميرلاند سنة ( 1421 هـ /2001م).

كرد علي :[21]

من الأسر القديمة الشهيرة، أصلهم من السليمانية في العراق، وينتسبون إلى الأكراد الأيوبية. وممن نبغ واشتهر منهم:
عبد الرزاق : كان من أهل الوجاهة والأخلاق الحسنة. وهو والد مؤرخ دمشق ومؤسس ورئيس مجمع اللغة العربية بدمشق العلامة محمد كرد علي ( 1293 -1372 هـ / 1879 – 1953 م ) : بحاثة أديب لازم الشيخ طاهر الجزائري، والشيخ محمد المبارك، والشيخ سليم البخاري، ثم سافر إلى مصر واصدر فيها مجلة المقتبس، وحرر في جريدتي ( الظاهر ) و ( المؤيد )، وأخذ عن الشيخ محمد عبده، ثم عاد إلى دمشق، وتولى وزارة المعرف سنة ( 1920 -1922 , 1928 – 1931 م) وأخوه احمد ( 1346 هـ /1927 م ) : كان يرأس تحرير جريدة المقتبس اليومية التي كانت تصدر في دمشق، وكان من المناضلين لنيل الاستقلال . ثم تولى بعده رئاسة تحرير الجريدة أخوه عادل .
ولهم أخ اسمه محمود : أقام في مصر .
وبلقيس بنت احمد : من رائدات العمل النسائي مدرسة في تجهيز البنات الأولى والثانية .
ومن أبناء عمهم محي الدين : مؤذن مسجد دمشق، وكان يشتغل في صنعة الخياطة .
وطريف بن محمد ،ولد سنة ( 1338 هـ /1919 م ) : رئيس ضباط المراقبة الجوية في مديرية الطيران المدني .
وريمة : رئيسة الندوة الثقافية النسائية بدمشق.
كفتارو: [22]

من أسر الأكراد الشهيرة، ولهم نسبة عمرية . كان جدهم الملا موسى بن علي نظير أفندي ( 1311 هـ /1894 م ): من كبار علماء الأكراد، هاجر إلى دمشق من بلدة كرمة على الحدود السورية التركية قرب عامود سنة ( 1296 هـ / 1878م )، ونزل في مقام الشيخ أبي النور في حي الأكراد ، وكان مصلى صغيراً . وممن نبغ واشتهر منهم :
علي بن ملا موسى : أمام وخطيب بلدة يلدا .
ومحمد صالح بن ملا موسى ( 1292 – 1355 ه/ / 1875 – 1936م ) : صوفي نقشبندي،ومن المجاهدين ضد الفرنسيين، عمل في الدعوة إلى الله في الميدان وبيروت، واستقر أخر مرة في بلدة ببيلا .
وولده عبد الحكيم، ولد سنة ( 1334 هـ /1915م ) : صوفي نقشبندي، إمام وخطيب ببلدة ببيلا .
وسيدي محمد بن موسى ( 1294 – 1357 هـ / 1877 – 1938م ) : علامة كبير، شافعي مرشد مجدد، شيخ الطريقة النقشبندية ومن خلفاء الشيخ عيسى الكردي .
وولده سماحة سيدي العارف بالله المربي المرشد المجدد الدكتور الشيخ احمد كفتارو ولد سنة ( 1330هـ /1911م ) : المفتي العام للجمهورية، ورئيس مجلس الإفتاء الأعلى، ورئيس ومؤسس مجمع أبي النور الإسلامي الذي يضم عدداً كبيراً من المعاهد والكليات الجامعية، ورئيس ومؤسس جمعية وجماعة الأنصار التي كان لها الأثر الأكبر في الدعوة إلى الله في النصف الثاني من القرن العشرين من خلال تخريج مئات العلماء وبث الدعاة في كل إنحاء العالم، وقام بتربية عشرات الألوف من الرجال والنساء والشباب على محبة الله ورسوله، زار أكثر بلدان العالم داعياً ومبلغاً، وحضر عشرات المؤتمرات العالمية، وحاز على ثلاث شهادات في الدكتوراه الفخرية، وهو أشهر من أن يعرف، وصدر عنه مؤلفات كثيرة، وصدر لمحمد الصواف عن مكتبة بيت الحكمة بدمشق (المنهج الصوفي في فكر ودعوة سماحة الشيخ احمد كفتارو).
 النقشبندي ( الصاحب )[23]   
من الأسر القديمة التي اشتهرت بالطريقة النقشبندية، من ذرية مولانا الشيخ خالد ابن احمد بن الحسين النقشبندي الكردي العثماني ( 1193 – 1242هـ /1779 – 1826م )، الذي يتصل نسبه بأمير المؤمنين عثمان بن عفان : كان شيخ مشايخ الطريقة النقشبندية، مجدد القرن ( 13 هـ).هاجر إلى دمشق سنة ( 1238هـ / 1828م ) واستقر في حي القنوات، واقبل عليه أعلام علماء دمشق من أمثال الشيخ عبد الرحمن الكزبري، والشيخ محمد أمين عابدين، والشيخ عمر، وأخوه الشيخ إسماعيل الغزي. وتزوج شقيقتهما السيدة عائشة، ونشر الخلفاء والمريدين في الشام والعراق وبلاد الأناضول ،حتى قيل أن عددهم زاد على مئة ألف خليفة ومريد. وترك مؤلفات عدة في الفقه والعقيدة والتصوف والشعر، وتوفي ودفن في جبل قاسيون، ثم أقيمت على قبره التكية الموجودة الآن.

–  اليوسف :[24]
من الأسر القديمة الشهيرة بالمجد والفضل، وقد أفرد المؤرخ عبد القادر ابن بدران كتابا سماه  ( الكوكب الدرية) ، ذكر فيه تراجم مشاهير رجالهم، وذكر سبب سكناهم في دمشق، وقال :كان جدهم محمد بك ابن يوسف ( 1250 ه / 1843 م ) من أعيان أكراد ديار بكر، من عشيرة الزركلية، أحب تجارة الغنم، واختار دمشق موضعاً لتجارته، فاتسعت ثروته، وجعل منزله منهلاً للقاصد والوارد . وممن نبغ واشتهر منهم :
احمد باشا ابن محمد بك (000ـ 1280هـ/000ـ1863م ) : سلك مسلك أبيه في التجارة، وقد اشتهر بالشجاعة، ورجاحة الرأي، واتصل بالأمير بشير الشهابي حاكم جبل لبنان، فعينه مديراً في أحد النواحي، ثم جعله وكيلاً له في أموره، ومنحه قسماً من قرية ( مجدل عنجر )، ثم قلدته الدولة العثمانية وظيفة ( الكلار )، ومحافظة ركب الحج الشامي، وتزوج من أبنة أحد كبار ضباط الجيش العثماني من آل البرازي .
وتنتمي للعائلة زهراء بنت محمد سعيد ( 1303 – 000 هـ / 1885 – 000م ) : زوجة محمد علي العابد ( أول رئيس للجمهورية السورية سنة 1939م )، نشأت في قصر السلطان عبد الحميد، من رائدات العمل النسائي، رئيسة جمعية ( نقطة الحليب )، و (الهلال الأحمر )، و ( والصليب الأحمر )، و ( حلقة الزهراء)، و ( الندوة الثقافية النسائية ).

الاندماج في المجتمع السوري وضياع الثقافة الأم

إن هذا الامتداد التاريخي والعميق للوجود الكردي في المجتمع الدمشقي أدى إلى انصهاره في هذا المجتمع ولم يكن هذا الوجود وجوداً سلبياً  من خلال التأثر بالثقافة الإسلامية والعربية الدمشقية بل إن الثقافة الكردية تركت أثرا كبيراً في المجتمع الدمشقي ويعدد الكاتب عز الدين علي ملا في  كتابه (حي الأكراد في مدينة دمشق ) بين عامي ( 1250-1979) [25] الألبسة التي كانت سائدة سابقا في الحي كالقفتان والشروال والميتان والصدرية تحت الجاكيت والفروة والعباءة والبكدلية (وأضيف انه كان البعض يلبسون المزوية أيضا).

الأحذية كانت : القبقاب الخشبي – القبقاب العادي – القبقاب العرايسي – القبقاب الحمامي – الحذاء الحلبي – الصندل أو الشاروخ – المست.

أما النساء فكانت تلبس : الروب – الملاية الزم – الملاية الفلت – إضافة إلى الثوب الفضفاض التي كانت تلبسه المرآة الكردية المهاجرة .

ويقول السيد خليل دحه من أهالي حي ركن الدين لـ ARA News: «رغم أننا نسينا لغتنا الأم لكن ثقافتنا باقية هنا، فاللباس الدمشقي الفلكلوري هو نموذج للباس الكردي وصورة عنه».

وهذا تأكيد على أصالة الوجود الكردي في دمشق ويضيف السيد دحه:  «كما أن الأكراد أدخلوا معهم العديد من المهن إلى دمشق مثل النجارة والديكورات المنزلية والنقوش النحاسية والذهبية».

ولا بد أن نعرف أن هناك أسباباً جمة أدت إلى نسيان أكراد دمشق القدماء للغتهم الأم تتلخص في السياسات الممارسة من قبل السلطات المتوالية على المدينة وتهميش الثقافات الغير عربية بالإضافة إلى عدم تدريس اللغة الكردية في المدارس ومنعها بشكل مطلق في دوائر الدولة كما أن التزاوج بين المكون الكردي والعربي والمكونات الأخرى في دمشق أدى إلى المزيد من الصهر والاندماج يقول السيد رحه: «لا يوجد أي عائق في ذلك فالكردي يتزوج العربية وبالعكس أيضا فالأخلاق هي الأساس في أمور كالزواج».

وتجدر الإشارة إلى أن دمشق احتضنت الكثير من الأدباء والمفكرين الكرد والذين أغنوا الثقافة الكردية بإنجازاتهم كجلادات بدرخان واضع الحروف اللاتينية للغة الكردية كأبجدية معتمدة عام 1932 حيث أصدر جريدة هاوار بالأحرف اللاتينية في 15 /5 من نفس العام وأصدر بعدها جريدة روناهي التي استلم أخوه كاميران بدرخان أمر إصدارها من بعده.

كان العدد الأول من هاوار يضم قسماً لـ بدايات تعليم اللغة الكردية و كان يحتوي على قاموس كردي مصغر و أشعار و مقالات.[26]

(وهذه الصورة تعود للعدد الأول من مجلة هاوار )

وقد قدم وجهاء وآغوات الأكراد المساعدة المادية والمعنوية للأمير ، ومنهم على سبيل المثال ، شمدين آغا الدقوري، علي زلفو آغا، حسين بك إيبش ، وغيرهم من الأكراد الوطنيين المخلصين لشعبهم الكوردي .

وتظهر وطنية الكرد السوريين واندماجهم في المجتمع السوري بشكل واضح من خلال اشتراكهم بشكل فعال في المقاومة الوطنية السورية ضدّ المحتل الفرنسي فيكفي أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض الأسماء التي ذكرها كمال ديب في كتابه تاريخ سوريا[27] المعاصر من الانتداب الفرنسي يوسف العظمة بطل معركة ميسلون وإبراهيم هنانو، محو ايبو شاشو، احمد بارافي، احمد الملا، إبراهيم الشيخاني، علي آغا بن زلفو، علي بوظو، ،خليل بكر ظاظا، قدري جميل باشا، أديب الشيشكلي، خالد البرازي، نجيب آغا البرازي، خير الدين الزركلي… الخ من أبطال الثورة السورية الكبرى 1926م، ومن صانعي استقلال سوريا الحديثة.

عودة الهوية الكردية إلى الواجهة مع الثورة السورية

مع انطلاقة ثورة الحرية والكرامة في سوريا كانت العين على كرد سوريا للخروج ضد النظام وذلك لكونهم أكثر شريحة عانت من بطش النظام الحاكم، ولم يخب ظن السوريين بهم فأوائل المظاهرات التي خرجت في دمشق كانت في حي الأكراد وسقط العديد من أبناء الحي شهداء برصاص رجال الأمن وشبيحته.

يقول الشاب بوطان قادر لـ ARA News: «خرجنا في المظاهرات لا لكوننا أكراداً بل لكوننا سوريين، صحيح أننا لا نتنكر لهويتنا الكردية بل نفتخر بها لكن هويتنا السورية تبقى الأساس».

( الصورة لإحدى المظاهرات الليلة في حي ركن الدين)

وبوطان كان أحد سكان حي الأربعين في ركن الدين هرب من بطش النظام في دمشق وهو الآن مقيم في مدينة عفرين الكردية في شمال سوريا.

بيد أن الشعور القومي لكرد سوريا تصاعد بشكل كبير وتعالت المطالب الكردية للحصول على حقوقهم القومية ، وقد رضح النظام السوري لبعض تلك المطالب وذلك لتهدئة الشارع الكردي فبالإضافة إلى قانون الجنسية تم افتتاح قسم اللغة الكردية في في معهد اللغات في جامعة دمشق. وشهد القسم إقبالاً من قبل الطلبة الكرد الذين لا يجيدون التكلم بلغتهم الأم وهذا إن دلّ على شيءٍ فإنّما يدلّ على عودة الهوية الكردية إلى الواجهة الدمشقية.

وقد لاقت خطوة النظام الحالي بتدريس اللغة الكردية، ردود أفعال متباينة، حيث اعتبرها البعض أنها جاءت بهدف «امتصاص الاستياء الكردي المتصاعد ضد سياسة الإقصاء التي كان يتبعها ضد الكرد»، وأنها أتت في «إطار سلسلة من الخطوات لمحاولة رشوة الكرد بغية تحييدهم عن الثورة السورية»، فيما رأى البعض الآخر أنها «خطوة إيجابية على الرغم من أنها متاخرة»، بحسب ما يعتقد أحد الطلاب الكرد المسجلين في المعهد في حديثه لـ ARA News[28]، مشترطاً عدم الإفصاح عن هويته.

أمّا بوطان قادر فيقول: «لسنا بحاجة إلى النظام ليعلمنا لغتنا فأنا تعلمت لغتي الأم وأنطق بها بشكل جيد، من خلال تعرفي على مجموعة من الشباب الوطنيين في زورآفا وهم الذين ساعدوني على القدوم إلى عفرين».

وكما ذكرنا فإن أكراد زورآفا ظلوا محافظين على ثقافتهم الأم لأن أغلبهم من المهاجرين إلى دمشق في فترة الثمانينيات على عكس أكراد دمشق القدماء الذين حافظوا على الهوية لكنهم فقدوا الثقافة.

ويبقى السؤال هل يستعيد الأكراد في دمشق لغتهم وثقافتهم القومية أم أنّ ذلك أصبح من الماضي ؟

______________________________________

المصادر والمراجع:

  1. أبو عبيد البكري، المسالك والممالك، الجزء الأول، ص574 ، حققه وقدم له: ادريان فان ليوفن واندري فيري، منشورات، الدار العربية للكتاب والمؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسات ، طبعة 1992م.
  2. فضل الله العمري ـ مسالك الابصار في ممالك الابصار ـ مخطوطة مصورة ـ السفر الثالث، ص 124، يصدره فؤاد سزكين بالتعاون مع علاء الدين جوخوشا، ايكهارد نويباور، 1988ـ منشورات: معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية.
  3. شرفخان البدليسي – شرفنامه، ص258.
  4. علي أكبر كردستاني، الحديقة الناصرية في تاريخ وجغرافية كردستان، ترجمها عن الفارسية جان دوست. دار آراس للنشر 2002م.
  5. عز الدين علي ملا -(حي الأكراد في مدينة دمشق ) بين عامي ( 1250-1979)  –  دار اوسو  للطباعة والنشر
  6. محمد شريف عدنان الصواف: معجم الأسر والأعلام الدمشقية، دمشق: بيت الحكمة،2003م.
  7. جلادات بدرخان – مجلة هاوار – دمشق 15 – 5 – 1932
  8. كمال ديب – تاريخ سورية المعاصر من الانتداب الفرنسي إلى صيف 2011 – الطبعة:الثانية 2012 – دار النهار للنشر – بيروت
  9. بالإضافة إلى بعض المواقع الإلكترونية وهي : (آرانيوز – بوير – صفحة أكراد دمشق )

_______________________

الهوامش:

[1] أبو عبيد البكري، المسالك والممالك، الجزء الأول، ص574 ، حققه وقدم له: ادريان فان ليوفن واندري فيري، منشورات، الدار العربية للكتاب والمؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسات ، طبعة 1992م.

 

[2] فضل الله العمري ـ مسالك الابصار في ممالك الابصار ـ مخطوطة مصورة ـ السفر الثالث، ص 124، يصدره فؤاد سزكين بالتعاون مع علاء الدين جوخوشا، ايكهارد نويباور، 1988ـ منشورات: معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية.

[3] شرفخان البدليسي –  شرفنامه، ص258.

[4] علي أكبر كردستاني، الحديقة الناصرية في تاريخ وجغرافية كردستان، ترجمها عن الفارسية جان دوست. دار آراس للنشر 2002م.

 [5] عز الدين علي ملا  -(حي الأكراد في مدينة دمشق ) بين عامي ( 1250-1979)  –  دار اوسو  للطباعة والنشر

[6] صفحة أكراد دمشق على الفيس بوك .

[7] أحد كبار حي الأكراد من شارع الأربعين في الحي.

[8] تحقيق/ هوزان همكي – 5 – 1 – 2015 على موقع بوير برس.

[9] محمد شريف عدنان الصواف: معجم الأسر والأعلام الدمشقية، دمشق: بيت الحكمة،2003م

[10]  محمد شريف عدنان الصواف: معجم الأسر والأعلام الدمشقية، دمشق: بيت الحكمة،2003م

[11] المصدر السابق نفسه

[12] المصدر السابق نفسه

[13] محمد شريف عدنان الصواف: معجم الأسر والأعلام الدمشقية، دمشق: بيت الحكمة،2003م

[14] المصدر السابق نفسه

[15] المصدر السابق نفسه

[16] محمد شريف عدنان الصواف: معجم الأسر والأعلام الدمشقية، دمشق: بيت الحكمة،2003م

[17] المصدر السابق نفسه

[18] المصدر السابق نفسه

[19] محمد شريف عدنان الصواف: معجم الأسر والأعلام الدمشقية، دمشق: بيت الحكمة،2003م

[20] محمد شريف عدنان الصواف: معجم الأسر والأعلام الدمشقية، دمشق: بيت الحكمة،2003م

[21] المصدر السابق نفسه

[22] محمد شريف عدنان الصواف: معجم الأسر والأعلام الدمشقية، دمشق: بيت الحكمة،2003م

[23] المصدر السابق نفسه

[24] المصدر السابق نفسه

[25] عز الدين علي ملا  -(حي الأكراد في مدينة دمشق ) بين عامي ( 1250-1979)  –  دار اوسو  للطباعة والنشر

[26] جلادات بدرخان – مجلة هاوار – دمشق 15 – 5 – 1932

[27] كمال ديب – تاريخ سورية المعاصر من الانتداب الفرنسي إلى صيف 2011 – الطبعة:الثانية 2012 – دار النهار للنشر – بيروت

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here