الشحنات ح5 الاخيرة

الشحنات ح5 الاخيرة
الفراغ القلبي
حالة تنتاب الانسان يكون فيها القلب فارغ تماما من نوعي الشحنات (الموجبة والسالبة) , أي يصل الى حد التصفير أبرز حالة ذكرها القرآن الكريم عن ام موسى “ع” {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }القصص10.
أعراض الفراغ القلبي:
في حالات الفراغ القلبي يفقد المرء الحواس , وتتوقف عنده الذاكرة , ويتعطل التفكير , حتى زوال المؤثر ومن ثم تعود الامور الى مجاريها .
زمن الفراغ القلبي:
الفراغ القلبي لا يدوم طويلا , ولا يستغرق اكثر من عدة ثوان على بعض التقادير , والا يكون الانسان قد هلك , كبطاريات الشحن تتعرض للتلف أن تركت بدون شحن لفترة من الزمن , فلابد من رفع المؤثر بأسرع وقت ممكن .
حالات يتجلى فيها الفراغ القلبي:
هناك حالات كثيرة يتجلى فيها الفراغ القلبي التام ونصف التام , منها :
1- الاشراف على الموت , تحت اي مؤثر , كحادث سيارة او هجوم حيوان مفترس , يوقن المرء عندها بالهلاك , لكن تشاء الاقدار ان يكون هناك سبب يحول دون وقوع المحذور , وتكتب النجاة , فلو سئلت الشخص عما كان يدور في ذهنه في تلك اللحظة , سيكون رده “لا شيء” , حتى انه يفقد الشعور بما حوله.
2- السقوط من مكان مرتفع : وهذا يتم بعدة طرق منها :
أ‌) سقوط ارادي : أي ان يقفز الشخص من مكان مرتفع كالمظليين او القفز من الجسور المرتفعة او القمم الجبلية , في هذه الحالة يكون الفراغ الذي ينتاب القافز نصف تام .
ب‌) سقوط اجباري: عكس الطريقة السابقة , حيث يكون السقوط اجباريا , كأن يقدم شخص بقتل شخص اخر برميه من مكان مرتفع , في مثل هذه الحالة يكون الفراغ القلبي تاما , وقد يفارق ذلك الشخص الحياة قبل ان يلامس الارض , أي تكون وفاته بسبب الفراغ القلبي لا الارتطام بالأرض .
3- الانتحار: يقدم الكثير من الناس على الانتحار بالقفز من مكان مرتفع او بطرق اخرى كثيرة , بعضهم ينجح , وبعضهم يفشل , في جملتهم يعانون من حالة التذبذب في الشحنات السالبة التي تدفعه الى الانتحار ,والفراغ القلبي الذي يطلب الراحة عن طريق الموت كما يظن.
4- الصدمة: حين تطرق الاسماع اخبار صادمة بشكل فجائي , سواء كانت مفرحة ام محزنة , شيء من ذلك يتسبب بتفريغ شحنات القلب الى درجة الصفر , الامر الذي ان لم يتداركه صاحبه لاإراديا قد يتسبب بالوفاة , او الاصابة بإعاقة جسدية , غالبا ما يبادر الشخص الى الصراخ او البكاء والعويل او لطم الوجه او أي شيء أخر , كل ذلك كاف لإعادة تنشيط القلب وانعاشه واعادته للعمل .
5- الضياع او الفقدان: عندما يفقد المرء شيئا ثمينا , فأنه يصاب بالفراغ القلبي لحظة الفقدان , فيجفل من غير حراك لثوان , ما لم يبادر الى أي حركة او اصدار أي صوت قد يخسر حياته او يصاب بعاهة دائمة , من هنا تتأتى أهمية اصدار الاصوات (الصراخ والعويل) والحركات الاخرى التي اعتادتها الكثير من الشعوب في تفريغ الشحنات السالبة كلطم الوجه او ضرب باطن الكف على الفخذ وغيرها.
6- الجفول المفاجئ: مما لا يدركه الكثيرون خطورة مفاجئة أي شخص غافل او منشغل بأمر ما بأي حركة او صوت مفاجئ يعرضه للجفول كمزحة بيضاء , واقعها مؤلم وخطير , حيث يتعرض الجافل الى الفراغ القلبي لثوان , ما يعرض حياته للخطر او يجعله عرضه لأمراض خطيرة كالسكري مثلا .
7- العطاس: يفرغ شحنات القلب لثانية او ثانيتين , لكن اول حركة للعاطس بعد العطاس تعيد نشاط القلب وتوازنه .

الكائنات الاخرى:
الكائنات الاخرى التي تعج بها المعمورة هي ايضا تصدر شحنات خاصة بها , كل منها يصدر شحناته التي تتناسب مع كتلته وحجمه وسرعته , لكنها أقل بكثير من شحنات الانسان .

المفترس والفريسة:
صراع المفترس والفريسة تكون فيه الغلبة لصاحب الشحنات الاقوى , ولا يشترط ان يكون لأصحاب المخالب والانياب , فكم من فريسة أفلتت من مفترسها لضعف شحنته وغلبة شحنتها عليه ! .

صراع الحيوانات:
يحسم الصراع بين حيوانيين لأيهما أقوى شحنة , مهما اختلفا في الحجم والوزن.

الكون:
رحب وواسع , يعج بالشحنات , وتغلفه الجاذبية , ما من جرم الا وله جاذبية وشحنة تؤثر فيه وفي ما حوله من الاجرام الاخرى .

الحياة والكون:
ليست الارض مجرد كوكب يتأثر بمعطيات هذا الكون , بل هي عنصر فعال فيه أيضا , رغم صغر حجمها مقارنة بالأجرام الاخرى , نشاط الحياة فيها ليلا ونهارا يمد الكون بالشحنات الضرورية لديمومة الجاذبية .
كما ان الانسان ليس مجرد كائن يعيش على سطحها , بل هو الاكثر نشاطا وتوليدا للشحنات , بل هو الكائن الوحيد القادر على تلقيها من الكون و ضبطها والتحكم فيها .
“أتحسب ان جرم صغير , وفيك أنطوى العالم الاكبر” ــ علي بن ابي طالب “عليه السلام”ــ .

حيدر الحدراوي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here