بطولة العيش في العراق

بطولة العيش في العراق
نعم …
أعني بكلمة البطولة المعنى العادي والواضح جدا لكلمة البطولة هذه :
ففعلا : إن العيش في العراق قد اضحى حاليا ضربا من ضروب البطولة الحقة .ليس كل بشر لقادرين عليه ، إلا من جُلب على مصائب ونوائب وكوارث وويلات حروب وحصار و تفجيرات يومية وتشييع ودفن قتلى وضحايا صباحا ومساءا كالعراقيين ..
ليس فقط لأن هذا العيش المرير و المزري قد أصبح يستمد ديمومته وقوته من صبر أيوب بل ولأنه بات أكثر تفوقا وصبرا و تحملا من صبر أيوب ذاته ….
وإنما لا يوجد شعب آخر في العالم لئن يستطيع تحمل أعباء و أهوال هذ العيش المضني والمعذب المتواصل يو المحمّل بكل أنواع وأصناف معاناة يومية لا تعرف للوهلة الولى سبيلا إلى النهاية .
و إلا فقولوا لنا من فضلكم : أي شعب يستطيع أن يتحمل وضعا تاليا : حيث درجات الحرارة ما فوق الخمسين بينما التيار الكهربائي يأتي لنصف ساعة ليختفي ــ بعد ذلك ـــ لساعات طويلة في وسط هذا القيظ الجهنمي الذي لا يطاق ؟..
و كذلك الأمر بالنسبة لإسالة المياه التي هي الأخرى أخذت تنقطع ــ مثل التيار الكهربائي ــ لتعود بعد غياب طويل وهياب مديد في بلد عُرف ـــ تاريخيا ـــ ببلاد ما بين الرافدين ؟!..
فتصوروا هذا الوضع غير المعقول والخرافي العجيب لأناس يعيشون في بلد يوجد فيه نهران عظيمان ومع ذلك فأن سكانه يعانون من شحة مياه سواء كانت عذبة او حتى تلك التي غير صالحة للشرب !!.
هذا فضلا عن قلة و رداءة الخدمات سواء منها الصحية والتعليمية والمعيشية الأخرى ، زائدا سيف الإرهاب المتسلط على رؤوس العراقيين بين كل ساعة و لحظة .
فأليس كل هذا دلالة على بطولة العيش للعراقيين المستسلمين ــ بغالبيتهم ــ لمصيرهم ، كأهل الكهف الغافين من شدة تعبهم معاناتهم وتخدرهم الروحي بقات العقائد ؟!.

مهدي قاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here