اجتمع وزير الدفاع الامريكي جيم ماتيس مع كبار المسؤولين الأردنيين في عمان يوم أمس لمناقشة الحرب ضد تنظيم داعش، والتحالف الدولي لهزيمة داعش، والأمن في الشرق الأوسط.
وقال الوزير في مؤتمر صحفي عقده بعد اجتماعاته، وكان قد انضم إليه بريت ماكغورك، المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لهزيمة داعش، ان “هذه الرحلة تشكل جزءاً من الجهود مع حلفائنا وسنحدد كيف يمكننا تقديم دعم أفضل، وهناك تبادل مستمر للمعلومات بمواجهة عدو تكيفي”.
واضاف ماتيس إنّ “الأردن شريك قوي وقيادته العسكرية والسياسية أحد الأصول المهمة في المعركة ضد داعش”، مشيراً إلى أنه “التقى بالملك عبدالله الثاني ورئيس الأركان المشتركة الأردنية الجنرال محمود فريحات”.
وبين الوزير انه “اجتمعت بالملك وأجريت مناقشة ممتازة مع جلالته، كان النقاش مفيداً جداً لي، نحن حلفاء جيدون ونؤيد جهود الواحد الثاني لتحقيق السلام والاستقرار هنا في الشرق الأوسط وتوحيده بمواجهة الإرهابيين”.
وتابع أنّ “فريحات يثبت أنه قائد رائع في تكييف قواته مع واقع الوضع الأمني الذي يواجهه مع تهديد داعش هنا على الحدود الأردنية، بحيث تداخل حوالى مليون لاجئ في المجتمع الأردني، لإعطائكم فكرة عن حجم المشكلة التي يواجهها هذا البلد”.
كما زار ماتيس أعضاء الخدمة الأمريكية المتمركزين في الاردن ومعهم رجال ونساء من 20 دولة يعملون معاً من أجل هزيمة داعش.
وقال ماتيس “ما زالت الولايات المتحدة ملتزمة بتحمل نصيبنا ضد داعش، وهذا نصيبنا من قيادة شركائنا ودعمهم”، مضيفاً أنّ “التحالف يضم أكثر من 69 دولة وأربع أمم دولية”.
ومن جانبه قال ماكغورك في تصريحاته إنه بالإضافة إلى القضايا الثنائية التي تمت مناقشتها في الاجتماعات مع الملك الأردني، ناقش هو وماتيس المبادرة الهامة لوقف إطلاق النار التي تفاوضت عليها الولايات المتحدة والأردن وروسيا في جنوب غرب سوريا، واستكملها الرئيس دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هامبورغ في 7 تموز.
وقال انه “مرّ حوالى ستة أسابيع على ذلك حتى الآن، وهو صامد وقد توقف القتال إلى حد كبير، وبدأنا نرى الناس يعودون إلى ديارهم، وهذا شيء نريد أن نراه يستمر”.
واضاف إنّ “الأردن، وهو أحد الأعضاء المؤسسين لتحالف هزيمة داعش، قد تكبد خسائر في الحملة، بما في ذلك الخسارة المفجعة للطيار [معاذ] الكساسبة منذ حوالى 18 شهراً، وما زال شريكاً مهماً في هذا الجهد العام لهزيمة داعش”.
وبين ماكغورك إنه زار السعودية وسوريا والعراق قبل انضمامه للوزير في الأردن، ووصف في خلال المؤتمر الصحفي الجهود الناجحة في تلك الدول بما في ذلك ما يلي: “تحاول السعودية والعراق بعد سنوات عديدة القيام بتقارب مشجع وتاريخي، سيفتح معبر عرار الحدودي بين السعودية والعراق للمرة الأولى منذ العام 1990 ويقوم حوالى 1200 حاج يومياً بعبوره، كما يزور وزير التجارة السعودية العراق لمناقشة التجارة عبر المعبر، مما يتيح للعراق الوصول الى البحر الأحمر لأول مرة منذ حوالى ثلاثين عاماً، يجري العراقيون والأردنيون مناقشات نشطة حول فتح معبر طريبيل الحدودي، وهو طريق تجاري لبضاعة تقارب قيمتها مليار دولار شهرياً”.
وأمضى ماكغورك يومين في سوريا على الأرض يجتمع مع الفريق الأمريكي وقادة قوات سوريا الديمقراطية في شمال الرقة، وهي معركة صعبة قال إنها انتهت بنسبة 55 إلى 60 في المئة.
واضاف ماكغورك انه “اجتمعنا أيضاً بالمجالس المحلية وعدد من شيوخ القبائل الذين يعملون عن كثب معنا من أجل هزيمة داعش، ولدينا دبلوماسيون على الأرض يعملون على تحقيق الاستقرار وعناصر إنسانية، كانت الزيارة مشجعة للغاية”.
واجتمع ماكغورك في العراق برئيس الوزراء حيدر العبادي الذي أعلن عن شن حملة أخرى لإخراج داعش من تلعفر، وهي آخر مدينة كبيرة تسيطر عليها الجماعة الإرهابية في شمال العراق.
وقال ماكغورك، “ستكون هذه المعركة صعبة جداً، ولكن حتى في الساعات الـ24 الأولى، تم تطهير حوالى 235 كيلومتراً مربعاً، وكل الأمور تسير على ما يرام”.
وقال مسؤولون في البنتاغون إنّ ماتيس يجري زيارته الأولى كوزير للدفاع إلى الأردن وأوكرانيا، كما سيزور تركيا في خلال رحلة تستغرق خمسة أيام للتأكيد مجدداً على التزام الولايات المتحدة بشراكات استراتيجية في الشرق الأوسط وأوروبا.