أَلْعِرَاقُ ضَحِيَّةُ أَحْلَامِ آلسَّاسَةِ آلفَاسِدِينَ! [أَلْجُزْءُ الثَّالِث]

لِقَناةِ [بِلادي] الفَضائيَّة لبرنامجِ [ما بَعْدَ الخَبر] عِبْرَ [سكايْب]؛
أَلْعِرَاقُ ضَحِيَّةُ أَحْلَامِ آلسَّاسَةِ آلفَاسِدِينَ!
[أَلْجُزْءُ الثَّالِث]
نـــــــــزار حيدر
٣/ إِنَّ كلَّ مشاريع الانفصال في العالَم هي مشاريع فاشلة بامتياز آخرها إِنفصال جنوب السُّودان عن دولة السُّودان أَلأُم! حتَّى قيل أَنَّ كل مشروع إِنفصال هو مُؤامرة لتدميرِ البلاد يخطِّط لها وينفِّذها الكبار لابتلاع الدُّوَل الصَّغيرة أَو المُشاكسة!.
فما يتعرَّض لَهُ شعب الدَّولة الجديدة [دولة جنوب السُّودان] على يدِ بعضهِم من قتلٍ وذبحٍ وتشريدٍ وتهجيرٍ ونزوحٍ أَضعاف ما تعرَّض لَهُ على يدِ القُوَّات الحكوميَّة قبل الانفصال!.
قد يسرد البعض تجارب [إِنفصاليَّة] عديدة ناجحة مثل الاتحاد السُّوفياتي السَّابق ويوغوسلافيا السَّابقة وغيرِها!.
إِن سرد مثل هذهِ التَّجارب هي مَحاولة مفضوحة لخلط المفاهيم والمعاني! لتضليلِ الرَّأي العام! فانَّ مثل هذه التَّجارب النَّاجحة لا تُسمَّى إِنفصالاً أَبداً وإِنَّما تقسيماً، فعندما إِنهارت هذه الدُّوَل عادت دُوَل سابقة كان قد تمَّ ضمِّها إِلى دولةٍ ما قسراً وبالقوَّة المسلَّحة إِلى وضعِها السَّابق! كما هو الحال مع الجمهوريَّات السُّوفياتيَّة السَّابقة مثلاً أَو الدُّوَل الثَّلاث التي عادت إِلى وضعِها السَّابق بعد إِنهيار الاتِّحاد اليوغسلافي! وكذا الدُّوَل التي إِنسلخت من الامبراطوريَّة العُثمانيَّة عند انهيارها بعد الحَرْبِ العالميَّة الأُولى مطلع القرن الماضي! وكلُّ ذلك بمظلَّة دوليَّةٍ حصراً وهي شرط نجاح التَّجربة! أَيَّة تجربة من هذا النَّوع! وما دون ذلك فهو خرطُ القتاد! ولذلك لا ينبغي أَبداً أَن نعقد مثل هذه المُقارنة مع الحال التي يفكِّر فيها بعض السَّاسة الكُرد! فما يُحاولونَ تسويقهُ هو إِنفصالٌ عن الوطن الأُمِّ وليس مُحاولة منهم للعودةِ إِلى حالٍ سابقٍ كانت فيه الدَّولةُ الكُرديَّةُ قائمةً بالفِعل!.
وأَنا شخصيّاً كنتُ أَتمنَّى أَنَّ هناك، فيما سبقَ من الأَيَّام، دولةٌ كرديَّةٌ تضمُّ الشَّعب الكُردي الذي قسَّمهُ الحُلفاء على عدَّة دُول في المنطقة ظُلماً وعُدواناً! لكنتُ اليوم أَوَّل مَن يُساعدُ على إِعادة الأُمور إِلى سابقِ عهدِها ويُحيي تلك الدَّولة من جديدٍ! ولكنَّنا نعرف جيِّداً فانَّ ذلك اليوم من الخَيال بغضِّ النَّظر عن الأَسباب والمُسبِّبات!.
إِنَّ تجربة إِقليم كُردستان في البِناء والإِعمار والتَّنمية والاستقرار لجديرةٌ بالفخرِ والاعتزاز من قِبل كلِّ العراقييِّن ولذلك هم يدافعونَ عنها برفضهِم مشروع الاستفتاء لحمايتِها من خطر التَّدمير والفشل الذي تتعرَّض لَهُ اليوم بسببِ أَهدافٍ حزبيَّةٍ ضيِّقةٍ ونزواتٍ شخصيَّةٍ أَضيق!.
لقد قدَّم [المُناصرون] الدَّوليُّون الاستفتاء كطُعمٍ لاستدراجِ الإقليم إِلى التَّدمير والفشل وللأَسف الشَّديد فلقد ابتلعهُ بعض قادته! وكادوا أَن يقودوهُ والبلاد إِلى المجهول!.
٤/ كالعادةِ، وكما هي صفة العراقييِّن السَّخيفة في أَنَّهم لا يقرأُون التَّاريخ وإِذا قرأُوه إِستثنى كلُّ جيلٍ نَفْسهُ من دروسهِ وعِبَره! فانَّ قادة الكُرد الذين تبنَّوا مشروع الاستفتاء لم يقرأُوا تاريخ القضيَّة الكُرديَّة جيِّداً وللأَسف الشَّديد! وإِلّا لما ارتضَوا لأَنفسهِم أَن يكونوا حِصان طَروادة لتدميرِ الإقليم وتجربتهِ الرَّائدة في التَّنمية والإِعمار والبِناء والاستقرار ولما قبِلوا أَن يكونوا أَدوات بيدِ المُضلِّلين من القِوى الخارجيَّة التي ظلَّت تسخِّر القضيَّة الكُرديَّة لمآربها ومصالحِها مُدَّة قرنٍ كاملٍ وأَكثر!.
لو كانوا قد تذكَّروا التَّاريخ وهم يتبنُّون المشروع لعرِفوا أَنَّهُ من المُستحيل في ظلِّ المُعاهدات الدوليَّة السَّابقة التي قسَّمت دُوَل المنطقة بحدودِها الحاليَّة! والتي تعمَّدت تقسيم [دولة] كُردستان المفترضة على عِدَّة دُوَل لتكونَ أَداةً من أَدوات صراع الإرادات في المِنطقة كما هو شأن الكثير من مشاكِل الحُدود التي خلقها الكبار في المِنطقة والعالَم!.
*يتبع
٢٢ آب ٢٠١٧
لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here