مرتضى الخفاجي
يرى بعضهم وهم كثرة كثيرة، ممن تطرح ارائها بلا تدقيق، ان الحقل السياسي يتجه اكثر نحو الانغلاق، وانه يسير نحو المجهول، وهو انتهاء العراق كوجود، وذلك بتقسيمه الى دويلات يختص بها كل مكون بدويلة.
هذه الاراء التي تجتاج وسائل الاعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل لافت، لا تتوفر بها الموضوعية، ولا تنتمي الى المعايير العلمية بالطرح، وذلك لاسباب واضحة في مقدمتها لا يتوفر بهم القدر الكافي لفهم المجريات، او ارتباطها بحركة التاريخ.
هؤلاء الذين يتحدثون برعب عن تقسيم العراق، وفناءه، لا ينظرون بعين الحرص للعراق، ولو نظروا قليلا لشاهدوا حقائق الميدان، فالعراق يتعافى من كوبته يوما بعد يوم، وهو ينتصر، ويحقق الانتصارات على الحلف الوهابي، ودولة الخرافة، وبدأت الانتصارت تتحقق ، بهمة الغيارى من ابناء الوطن الواحد.
فأن اهم سمة سياسية للمرحلة الراهنة، هي استمرار القوى المجاهدة بالعمل، واستمرار العب الدور الفاعل الرئيسي في المحافظة على وجود العراق، ككائن حي عمره بعمر التاريخ، برغم ازمة السياسة العامة، والازمة الاقتصادية التي رافقتها، والتي صنعتها السياسات الخاطئة الفاسدة.
تفشي الفساد المالي والاداري، والسياسي، واحجام النخب عن القيام بدورها، وهذه الاسباب اثرت سلبا، وافضت الى اهتزاز ثقة العراقيين بالحياة السياسية ككل، مما ادى الى ضعف التفاعلات الشارع مع الحكومات.
ان الحديث عن ازمة الدولة، او حتى ضعفها، هو تحليل غير منطقي، لانه يقيم وضع الدولة من مواقعها السلبية، وبمنطق بعض الاحزاب وضعفها، مما يجعل القوى السياسية التي تعيش الازمة تعتقد بأن الدولة تعيش نفس الازمة.
العراق هو بلسم الجراح، هو مفتاح النجاح لكل شخص يعشق العراق، اذا اردنا ان نجعله بلسم لجراحنا
ان القوى المجاهدة بكافة فصائلها من الحشد والقوات الامنية، هم من جعلوا هذا الوطن يعيش، لذلك يجب قراءة دورهم جيدا في كل مرة ، وعلى كل من يلجأ من الاطراف السياسية الى العنف والفساد، ووفر له الظروف واوحى ليه، ومن يلجأ الى قتل العراقيين، ولتحقيق اهدافه السياسية، فهو خاسر لا محال، ولن يكون من ضمن المنظومة المجتمعية.