أَلْعِرَاقُ ضَحِيَّةُ أَحْلَامِ آلسَّاسَةِ آلفَاسِدِينَ! [أَلْجُزْءُ الرَّابِع وَالأَخِير]

لِقَناةِ [بِلادي] الفَضائيَّة لبرنامجِ [ما بَعْدَ الخَبر] عِبْرَ [سكايْب]؛
أَلْعِرَاقُ ضَحِيَّةُ أَحْلَامِ آلسَّاسَةِ آلفَاسِدِينَ!
[أَلْجُزْءُ الرَّابِع وَالأَخِير]
نـــــــــزار حيدر
٥/ في هذا الاطار يجب أَن نُميِّز بين أَمرَين الفاصل بينهُما خيطٌ رفيعٌ؛
الأَمرُ الأَوَّل؛ هو الحقُّ والثَّاني؛ هو الواقع! وفِي عالَم السِّياسة الدَّوليَّة ليس بالضَّرورة أَنَّ كلَّ حقٍّ هو واقعٌ! والعكس هو الصَّحيح فليس كلُّ واقعٍ هو حقٌّ! ولذلك تمَّ تعريف السِّياسة بأَنَّها فنِّ المُمكن أَو بعبارةٍ أَدق، وكما أُعرِّفها أَنا، فن حِماية أَو رِعاية المصالح!.
ولذلك فانَّ مسؤوليَّة وواجب القادة الكُرد هو حماية المُنجَز في ظلِّ كلِّ هذه الأَزمات والمخاطر والتحدِّيات العظيمة التي يمرُّ بها الْعِراقِ والإقليم تحديداً وليس جلب المزيد من الأَزمات وإِحاطتها بالمُنجز وهم الذين يعرفون أَكثر من غيرهِم كم هو عدد الأَعداء والمنافسين والحاسدين لتجربتهِم والذين يتحيَّنون الفُرص لتدميرِها بشتَّى الطُّرق؟! فهل يُعقلُ أَنَّ زعيماً كُرديّاً يُمكِّنهم من تحقيق ذلك بإثارةِ المزيد من الأَزمات والمخاوف؟!.
قد لا يختلف إِثنان على حقِّ الشَّعب الكُردي في تأسيس دولتهِ المُفترضة وهذا ما نصَّت عليه مُعاهدة [سيفر] عام ١٩٢٠ والتي نقضتها مُعاهدة [لوزان] عام ١٩٢٣! إِلّا أَنَّ ما يختلف عليهِ كثيرون بِمن فيهم الكثير جدّاً من قادة الكُرد ومثقَّفيهم ومفكِّريهم وسياسييِّهم، وهذا ما لمستهُ في زيارتي الأَخيرةِ إِلى محافظة أَربيل عاصمة إِقليم كُردستان، هو ما إِذا كان هذا الحقُّ هو جزءٌ من الواقع؟ أَو يُمكن أَن يكونَ جزءٌ من الواقعِ السِّياسي الحالي أَم لا؟! فهذا هو السُّؤال المهمُّ الذي يجب أَن يبني عليه الكُرد تصوُّراتهم وخُطواتهم ومشاريعهُم ورُؤاهم!.
إِنَّ أَخطر ما يمكنُ أَن يرتكبهُ السِّياسي عندما يخطأ في قراءةِ الواقع فيستعجل أَحلامهُ! أَو يستعجل حقوقهُ! ولذلك قيلَ أَنَّ [كلَّ شيءٍ بوقتهِ حلو] فالتَّوقيتُ أَمرٌ في غايةِ الخُطورةِ! وتجارب التَّاريخ مليئة بمثلِ هذه الدُّروس والتي تنبِّئنا بأَنَّ الذي يستعجل حقوقهُ وأَحلامهُ يخسر الواقع!.
٦/ حقيقتان ينبغي أَن لا يغفل عنهُما عاقل بخصوصِ الدَّولة الكُرديَّة المُرتقبةِ؛
الحقيقةُ الأُولى؛ أَنَّها تبدأ من تُركيا وليس من أَيَّة دولةٍ أُخرى فهي لا تبدأ من الْعِراقِ أَو إِيران أَو سوريا وإِنَّما تبدأ حصراً من تُركيا، ولمَن يريدُ معرفة المزيد من الحقائق عليهِ أَن يقرأ تاريخ القضيَّة الكُرديَّة بشَكلٍ دقيقٍ ويعودَ إِلى الاتِّفاقات الدوليَّة بشأنِها!.
الحقيقةُ الثَّانية؛ إِنَّ الذي يُدمِّر المشروع [الحُلم أَو الحقّ] في كلِّ مرَّةٍ هم الكُرد أَنفسهم بسبب إِنقساماتهِم وخلافاتهِم وصراعاتهِم على النُّفوذ والسُّلطة وتضارب ولاءاتهم! فيضربُ الكبار بعضهُم ببعضٍ لتنتهي حركاتهم التحرريَّة في كلِّ مرّةٍ إِلى لا شيء! مخلِّفةً وراءها المزيد من المآسي!.
وهذا برأيي سببهُ قُصر نظر القادة الكُرد والخلط الحاصِل بين المشروع كاستراتيجيَّة بعيدة المدى وبين المصالح الحزبيَّة والعائليَّة الإقطاعيَّة قصيرة المدى والأَمد!.
ولعلَّ في الصِّراعات الدمويَّة بين الأَطراف الكُرديَّة سواء العراقيَّة العراقيَّة منها [وقد عشتُها عن قُربٍ خاصَّةً في التسعينيَّات من القرن الماضي والتي تأجَّلت عام ١٩٩٦ إِلى إِشعارٍ آخر عندما استعانَ الحزب الدِّيمقراطي الكُردستاني بقوَّاتِ الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين لطردِ غريمهِ الاتِّحاد الوطني الكُردستاني من مدينةِ أَربيل] أَو العراقيَّة التُّركيَّة أَو غيرِها خلال العقدَين الأَخيرَين خيرُ دليلٍ وشاهدٍ على ذلك!.
٢٢ آب ٢٠١٧
لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here