حواء لا تعيش مع العرب

حواء لا تعيش مع العرب!
(الاشخاص الضعفاء ينتقمون)
زيج زيجلار
بعض القصص الكوميديا تمطرُ حكماً, ورجل الفكاهة الذي اعتدنا ان نسخر منه ونتهمه بالغباء تبين انه احكم منا جميعاً, بغبائه, رحم الله امرء يُدعى جُحا.
قالوا لجحا ذات يوم الاستهتار بات قريب من مدينتك, فرد: اذن ليس بمدينتي, فقالوا: الاستهتار اصبح في بيت جارك, فرد: اذن ليس ببيتي, فقالوا له: الاستهار في بيتك, فقال: المهم ان مؤخرتي محفوظة!
في الدار البيضاء حل السواد اسماً واجباً لهذه المدينة, او نسميها كما يطلق عليها الفرنسيون (كازا بلانكا) فهو اسم اعجمي لا يحمل شيمة العرب التي ماتت منذ زمن بعيد او بالاحرى تموت يوماً بعد يوم, فهي بسبع ارواح!
امام انظار البشر, وامام الغيرة العروبية والشهامة التي تشبه سحابة الصيف, وامام الدين الاسلامي الذي يرفع المرأة الى المنزلة الاقرب من الاله, ويقر بكل حقوقها ويصفها بالقارورة, علماً انها تُكسَر كل يوم امام ارباب الدين, فتُغتصب حواء!
المستهترون والمغتصبون هم صنيعتنا, فكلنا مسؤول عما حدث في كازابلانكا وما يحدث وبشكل تسلسلي في المدن العربية من اغتصاب لبنات لم يبلغن الرشد, واطفال لم يعتادوا المشي حتى!
فما حدث يوم امس من اغتصاب على مرأى الجميع او كما يُقال بالمصري (على عينك يا تاجر)
لشابة مغربية لم تتحلى بطعم شبابها هو ارهاب لا حل له سوى التعليم الصحي وليس التعليم الصحيح.
قوانيننا العربية مهدومة من اركان عدالتها, فالمحاكم ستقر باعدام المستهترين, لكن هل ثمة حل بعد ان ننهي حياة شباب لا ذنب لهم سوى انهم في بيئة لا تصلح للعيش الصحي؟
قالها دوستوفيسكي بعنوان روايته (الجريمة والعقاب) هذا النهج الذي اعتدنا عليه, لكن يوجد ثمة حل اكثر اماناً واقل خسائراً وهو عدم وقوع الجريمة اصلاً! ولماذا تقع الجريمة؟ والبحث وراء بواعثها..
التعليم والمعلمون, رجال الدين والدولة, المجتمع بصورة عامة هم المسؤولون عما يحدث من كوارث بشرية لا يصح اصلاً ان تظهر لبشاعة منظرها المقزز.
اذن نحن بأنتظار عمل جديد من فلاسفتنا وروائيينا وجال الدين والدولة يحمل عنوان (لا جريمة ولا عقاب!) وعذراَ لدوستوفيسكي.

محمد حسب العكيلي
24-8-2017

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here