هل بات النازحون في طي النسيان ؟

محن و ويلات تعصف بالعراقيين وعلى مرأى و مسمع قياداته التي لم و لن تعبأ لما يمر به هذا البلد الجريح و كأنه قد خط على جبينه العيش وسط عالم من المآسي و النكبات ولا من ضمير سياسي او ديني يتحرك و يضع حداً لما يتجرعه العراقيون و خاصة النازحون وما يتعرضون له من حيف و ظيم لم تشهد البشرية مثيلاً له من قبل وكأنها ضريبة دمٍ يدفعونها جراء ما يرتكبه الفاسدون من سرقات و غسيل أموال فاقت الخيال كشفت عن حقيقة الوجوه التي تكالبت على حكم العراق فكانت تلك الحكومات مصدر الفساد و الإفساد الذي ألقى بضلاله على كاهل النازحين حتى أدخلهم في دهاليز الفقر و الحرمان من ابسط الحقوق التي شرعتها سنن السماء و النواميس الاجتماعية و التي حفظت كرامة الإنسان و حرمته لكن من المؤسف أننا نجد أن الوجوه الكالحة السياسية الفاسدة قد اصمت آذىنها تجاه ما يجري على النازحين من مآسي و ويلات أذهبت بماء وجوههم جعلتهم في أوضاع مأساوية لا يُحسدون عليه ، مما يجعلنا أمام جملة من التساؤلات المهمة لعلها أبرزها يكمن في التصريحات الإعلامية التي يخرج بها قادة العراق و بشتى عناوينهم القيادية من أنهم قد خصصوا مليارات الدنانير لدعم النازحين لتخفيف عن كاهلهم ، و انهم قد خصصوا المراكز المناسبة لإيوائهم لكن في الحقيقة الواقع المرير الذي تعيش فيه تلك الشريحة المظلومة يكشف حقيقة المزاعم و التهويلات الإعلامية لسياسي العراق ، فالبطالة و انعدام فرص العمل في مخيمات النازحين و إن كانوا موظفين فإنهم و تحت ذرائع كثيرة لا يتمكنون من استلام رواتبهم الشهرية مما تسبب في انتشار الفقر وسط العوائل النازحة أما بالنسبة لمراكز الإيواء فإنها لا تسمن من جوع لأنها عبارة عن خيمٍ رثة لا تقي من برد الشتاء ولا تحمي من حر الصيف فالمصيبة واحدة فأين المليارات المخصصة لدعم النازحين ؟ و أين المراكز الجاهزة للسكن و التي تفتقر لمستلزمات العيش الكريم ؟ واقع يوحي بأن أهل الحل و العقد قد جعلوا من قضايا النازحين في طي النسيان في حين أننا نجد أن الكثير من العراقيين الذين حملوا هموم النازحين على أكتافهم و عاشوا مختلف الأوضاع المزرية التي يواجهونها يومياً وفي مقدمتهم الأستاذ المعلم الصرخي الحسني وما قدمه من دعم غير محدود تجلى في الحملات الكبيرة لقوافل الدعم الغذائي و الصحي و الإنساني التي قدمتها مكاتبه الشرعية التابعة لمرجعيته الأصيلة وفي أكثر من مناسبة ولم تقف عند حدٍ معين بل لا أنها جعلت من النازحين القضية المصيرية التي تشغل ضميرها صباحاً و مساءاً .
بقلم // احمد الخالدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here