وزير الخارجيّة التركي يعرض الوساطة بين بغداد وأربيل

أعرب وزير الخارجية التركي مولود تاووش أوغلو، امس، عن استعداد بلاده للعب دور في حل الخلافات بين بغداد وأربيل. وأكد تاووش أوغلو دعم أنقرة لوحدة العراق والمشاركة في إعادة إعمار المناطق المحررة من داعش.

والتقى وزير الخارجية التركي، في زيارة معلنة الى العراق، رئيسي الجمهورية ومجلس النواب، إضافة إلى نظيره إبراهيم الجعفري، وبحث معهم العلاقات الثنائية وآخر المستجدات على المستوى الإقليمي والدولي. وفي وقت لاحق التقى رئيس الوزراء بالوزير التركي.
وتضمن جدول زيارة أوغلو إلى أربيل، لقاء عدد من المسؤولين في الإقليم، والتباحث معهم حول بعض القضايا، من بينها قرار الاستفتاء والملفات العالقة بين بغداد وكردستان. بحسب بيان لوزارة الخارجية التركية.
وأجرى تاووش أوغلو أول لقاءاته في بغداد، مع نظيره إبراهيم الجعفري، وعقد بعدها مؤتمراً مشتركاً، تطرق خلاله الى أهم المواضيع التي بحثت مع نظيره العراقي.
وأكد وزير الخارجية التركي رغبة بلاده بزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري وتبادل الزيارات بين البلدين. وقال انه “سيقوم بنقل دعوة من رئيس الوزراء بن علي يلدرم ومن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى العبادي لزيارة أنقرة”.
وأبدى الوزير التركي “ترحيبه لبدء عمليات تحرير قضاء تلعفر”، مشدداً على اهمية “الحفاظ على هوية تلعفر التركمانية”. واكد “سنعمل على دعم الوحدة الوطنية العراقية وإعادة إعمار المناطق المحررة من داعش”.
وحول استمرار تواجد القوات التركية في معسكر بعشيقة، قال اوغلو “تناولنا مع الجعفري بشكل مفصل هذا الأمر” مشيرا الى ان “المعسكر لم ينشأ لخرق وحدة أراضي العراق وتهديد سيادته ،وتم تدريب أبناء العراق في هذا المعسكر وتجهيزهم لمحاربة داعش”.
ونوه وزير الخارجية التركي الى ان “قرار غلق هذا المعسكر وسحب قواتنا سيتم معاً مع الجانب العراقي، ولدينا ممثلون خاصون بشأن ذلك ويبحثون الموضوع مفصلاً”.
وحول الاستفتاء في إقليم كردستان، أوضح الوزير موقف بلاده بالقول “نرفض ذلك القرار ونتطلع إلى أن تتراجع أربيل عن ذلك الامر”، مبدياً في الوقت ذاته دعم بلاده للمباحثات الجارية بين المركز والإقليم.
وتابع تاووش أوغلو بالقول ان “مصلحة الكرد تبقى دائما مع الوحدة العراقية، وجئت هنا الى بغداد للتأكيد على وحدة العراق وسلامة أراضيه”، مبدياً “استعداد تركيا للعب دور الوساطة بين بغداد وأربيل لحل المشاكل إذا ما طلب الطرفان ذلك منها”.
من جانبه، قال وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، خلال المؤتمر الصحفي المشترك، إنه “بحث مع وزير الخارجية التركي، تطوير العلاقات بين العراق وتركيا وتحريك ملف التجارة لتقلصه بعد سقوط مدينة الموصل ووصل الآن الى 12 مليار دولار، مع فتح الاستثمار لاسيما في المناطق المحررة من داعش الارهابي”.
وأضاف الجعفري ان “الاجتماع تطرق الى وضع المنطقة وسبل تحقيق الاستقرار فيها، ونتطلع لمزيد من التعاون الاقتصادي وأن تأخذ تركيا دورها في عملية الإعمار والبناء”.
وحول الاتفاق التركي الإيراني على مطاردة حزب العمال الكردستاني داخل الاراضي العراقية، شدد الجعفري بالقول “لن نسمح بأن يكون العراق منطقة صراع إقليمي”، لكنه أكد “إمكانية التنسيق والتعاون بما لا يخل بسيادة العراق، ومستعدون للتفاهم لكل ما من شأنه ان يحقق الاستقرار، لكن نرفض مثل هذا التدخل”.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية التركي ان “تواجد حزب العمال الكردستاني في العراق يشكل خطراً على وحدته”، واضاف “سنتعاون مع الحكومة العراقية على مواجهته ونعمل على زيادة تطويقه”. واشار تاووش اوغلو الى ان “حزب العمال الكردستاني وداعش عدوّان مشتركان للعراق وتركيا يجب الخلاص منهما، ونستطيع بعمل مشترك بين البلدين القضاء على هذه المنظمات الإرهابية”.
والتقى وزير الخارجية التركي برئيس الجمهورية فؤاد معصوم، وناقش معه تعزيز التعاون بين البلدين وآخر المستجدات السياسية.
وذكر مكتب رئيس الجمهورية، في بيان تلقته (المدى)، ان الرئيس معصوم أكد للوزير التركي “حرص العراق على تطوير علاقاته التاريخية والحيوية مع تركيا وشعبها الصديق”، مؤكدا أن “التعاون البنّاء بين البلدين ينعكس إيجابا على تحقيق المصالح المشتركة ويسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة”.
كما التقى تاووش أوغلو برئيس مجلس النواب سليم الجبوري.
ونقل بيان لمكتب رئيس البرلمان تأكيده على “أهمية إجراء مزيد من الحوارات المستفيضة مع الأصدقاء والجيران لبلورة تصورات واقعية تجاه مرحلة ما بعد داعش”. واشار الجبوري الى ان “الحوار من شأنه ان يفضي لحلول ناجعة وحقيقية لمشاكلنا جميعا ، فمشاكل المنطقة مرتبطة ببعضها والجميع سيتأثر سلبا في حال استمرار هذه المشاكل وستنعكس آثار ‏الحلول لها إيجابا على الاستقرار في المنطقة والتقدم والتطور”.
وفي وقت لاحق التقى العبادي بالوزير التركي، مشددا على “اهمية التعاون الاقليمي في محاربة الارهاب وتكثيف الجهود من اجل استئصال افكاره لما يمثله من خطر على المنطقة والعالم”، مؤكدا “ضرورة الاسراع بانسحاب القوات التركية من الاراضي العراقية”.
ونقل وزير الخارجية التركي تهنئة الرئيس التركي ورئيس وزرائه بالانتصارات التي تحققت على داعش مؤكدا استعداد تركيا لمساعدة العراق في جهود الإعمار والاستقرار وموقفها الداعم لوحدة العراق واستقراره .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here