خطوات تمهيدية لتسهيل اجراء عملية الاستفتاء

عماد علي
منذ البداية، اصطدم الاعلان عن اجراء عملية الاستفتاء في كوردستان مع الاعتراضات الداخلية و الخارجية الكبيرة التي لا يمكن تفاديها بسهولة، و انها بدات بالسير على الطريق المحفوف بالمخاطر و لا يمكن ان ننتظر الخير دون عمل كبير مدي لتلافي العراقيل او اتخاذ خطوات عملية سريعة للفت النظر و اثبات الراي الحقيقي بان عملية الاستفاء ليست ضد احد و الهدف هو احقاق الحق و استعادة المسلوب في كوردستان الجنوبية فقط .
اما اهم الخطوات العملية التي من المفروض ان تقوم بها احدى الجامعات او المراكز الثقافية الحسنة السيرة البعيدة عن الحزبية و العمل في الظل، فيمكن جمع اهدافها في عدة مجالات و منها:
1-محاولة عقد مؤتمر كوردستاني لكافة المكونات التي تعيش في كوردستان مع الاحزاب السياسية لمدة قصيرة جدا, من اجل الخروج بتوصيات و اقتراحات سياسية ثقافية اقتصادية اجتماعية عامة لما قبل و بعد اقرار حق تقرير المصير، لطمانة الجميع على حسن سير العلاقات الاجتماعية و التعاون و السلام الاجتماعي و السياسي . و اصدار وثيقة لدعم منطلبات المكونات الرئيسية كافة في كوردستان لتكون دولة نموذجا للتآخي و التعاون و المساواة و اقرار حقوق الجميع دون استثناء .
2- تفعيل البرلمان الكوردستاني باي شكل كان لاعطاء الشرعية و الدعم القانوني للاستفتاء و الاستقلال و بناء قاعدة قانونية متينة لتاسيس الدولة الكوردستانية .
3- بذل اقصى الجهود للوصول الى العمل المشترك بين الاحزاب الرئيسية او على الاقل السير وفق من يقف مع او يتحفظ عن عن دعم الاستفتاء لا اكثر و توفير الحرية الكاملة لكافة الاراء و المواقف بشرط ان تكون بعيدة عن التدخلات الخارجية .
4- يمكن قطع الوعد على النفس في المؤتمر على اقرار نشيد وطني و علم جديد و الذي يجب ان يمثل كافة المكونات العرقية و الدينية التي تعيش على ارض كوردستان على حد سواء . و ياخذ بالاعتبار تاريخ و حاضر و مستقبل كوردستان و اهدافه الحقيقية .
5- تدشين خطة مدروسة معمقة عن كيفية العمل على الاكتفاء الذاتي زراعيا في باديء الامر و من ثم دعم الصناعة الوطنية، و الاهم هو العمل على استيفاء الضرائب وفق قوانين مناسبة يمكّن كوردستان من الاستناد على الذات بشكل كبير جدا .
6- الاستمرار في النقاش و التفاوض مع بغداد اولا متزامنا او من ثم الدول الجوار بشكل يمكن ان نهدّيء من روعهم ازاء دولة يمكن ان تنقل اليهم التجربة كما يتخوفون منه .
الاهم في الامر هو كيفية اقناع الجميع سواء من دول المنطقة او العالم بان العملية ستؤدي الى الاستقرار و بسط الامن و السلام في المنطقة و تساعد على نشر الاعتدال و العلمانية على عكس كل الادعاءات, و يمكن للدولة المستحدثة ان تدفع الى دعم التعاون و نشر الامان و تجسيد الاخوة المبنية على المصالح المشتركة قبل اي شيء اخر، والاكثر اهمية هو اقناع الجميع بان المصالح المختلفة للجميع ستكون محفوظة و لا يمكن التاثير السلبي عليها، و ان التنمية الاجتماعية المتوقعة في كوردستان يمكن ان تنعكس بخير على جميع شعوب المنطقة، على العكس مما تضرر الجميع من عدم حل القضية الكوردستانية طوال تاريخها . و هذا اهم من اعلان الدولة و محاولة تسجيل مجد شخصي و حزبي و يحتاج لعقل مدبر وواعي لادارته و عمل مضني خلال وقت قياسي و تعامل عصري و خطط مدروسة و تضحيات كبيرة بمصالح حزبية ذاتية ضيقة، و الاخذ يمقترح جميع الجهات بجدية و عدم التعالي و التكبر من قبل من يدير السلطة و الاتصاف بالتواضع و الاتكاء على الجهد المطلوب على تقارب الجميع دون حقد او خلاف و التاكيد بكل ما يمكن عمله على الاعتماد على العمل المشترك دون هوادة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here