وعاظ السلاطين ..أدوات الشياطين

من المؤسف أن يبقى التأريخ الإسلامي منوط بأؤلئك الذين كتبوه أو أولئك الذين عايشوه وقايضوا على فساده وأفساده ولم يلتفت أحد الى قبح وفساد ومجون مماليكه ممن ينتسب للعرب أو غيرهم .. ومايثير الدهشة أكثر كيف يمكن أن تنشىء الأجيال على أيدي مربين هم الأصل في الفساد والأفساد كــــ (عبد الصمد فقيه الأمويين ) المشهورباللواط واتيان الذكران ؛ كيف ستكون الأخلاق التي ستوصل للاجيال ؛ وكيف لك ايها القارىء والمتطلع للتأريخ ان ترسم في ذهنك من صورة وتحملها للآخرين ؛ وكيف سيكون الآبناء الذين يتربوا على ايدي أمثال عبد الصمد ” في كل عصر ومصر!؟ هذا ما أشار اليه المرجع الصرخي الحسني في بحثه وقَفَات مع.. تَوْحيد ابن تَيْمِيّة الجِسْمي الأسطُوري.في محاضرته 32 قائلاً نقلا عن ابن الاثير ( وَلَمَّا عَهِدَ الظَّاهِرُ إِلَى وَلَدِهِ بِالْمُلْكِ جَعَلَ أَتَابِكَهُ وَمُرَبِّيَهُ خَادِمًا رُومِيًّا، اسْمُهُ طُغْرُلْ … لاحظ ايها القارىء كيف لجأوا الى غير العرب من المماليك في التربية وللبيان اكثر فإن لفظ الأتابكة، هي جمع أتابك، وهي كلمة مركبة من لفظين تركيين “أتا” أي الأب أو المربي، و”بِك” أي الأمير، فيكون معنى الكلمة “مربي الأمير”، ثم صارت مع الأيام تستعمل لدلالات أخرى بينها الملك والوزير الكبير والأمراء البارزون الذين يمتون بصلة القرابة إلى السلاجقة والأمراء الأقوياء؛ وعلى هذا

يعلق الصرخي الحسني على هذا الامر قائلاً( لا نعلم لماذا التجؤوا إلى مماليك غير العرب ؟! مع ملاحظة بأن أتابك الأمويين ومربي الأمويين كانوا من العرب، لا ننسى، لكن هل ابتعد هؤلاء المماليك عن خط الأتابك الأموي لأن خط الأتابك الأموي قد تميز بعبد الصمد المشهور باللواط والذكران؟! فهل ابتعدوا عن هؤلاء وأتوا بمماليك غير العرب، أو أتوا بمماليك على غير نهج عبد الصمد المشهور بإتيان الذكران مربي وعالم وفقيه الأمويين ؟!

وهكذا ظل وعاظ السلاطين يتملقون ويتزلفون ويداهنون لأصحاب النفوذ والقوة والسلاطين ويلمعون الوجوه ويجملون العبث ويدارون الفسق ويسوقون للفاحشة عن طريق قلب الحقائق والتلاعب بالدلالات الشرعية والآيات والتفاسير … فأينما سرح السلطان فإن هؤلاء يسرحون وأينما مال يميلون وحيثما شطح ذو القوة والجاه يشطحون وحيثما هام الاستبداد والظلم يهيمون..اخلاقيات فاسدة نتجت عن حكم المماليك واصبحت للاسف سلعة رائجة حتى يومنا هذا.

ــــــــــــ

هيام الكناني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here