الكورد لا يفقد إلا قيوده يا شعب كوردستان قولوا نعم للإستقلال

جوامير مندلاوي
بعد خسارة دول المحور الحرب العالمية الاولى والتي كانت الدولة العثمانية حليفة لها قررت برطانيا العظمى دمج ولاية الموصل(اقليم كوردستان) مع ولايتي بغداد والموصل (العراق) لتشكيل الدولة العراقية الحديثة عام 1920.
منذ ذلك الوقت والشعب الكوردي مقيد باشكال الاجحاف من ظلم اجتماعي الى التسفير والترحيل والمقابر الجماعية مرورا بالقصف بالطائرات والمدفعية, الى ان وصل حكومة البعث الى اعتى درجات الوحشية عندما قصف مدينة حلبجه الامنة بالصواريخ الكيميائية ضمن جريمة الانفال.
مئة عام من الاجحاف لم يحصد الكورد غير فنابل النابالم وغاز السارين والترحيل , مئة عام من القيود والسلاسل التي ادمت معاصم الكورد الشعب المسالم المحب للحياة.
الكورد لم يرضوا بهذا الاندماج بل رفضوها عبر الشيخ محمود الحفيد فردت بريطانيا – راعية الدولة الحديثة – بقصف مدينة السليمانية بالطائرات ونفي الشيخ محمود الحفيد الى خارج كوردستان, واستمر الكورد بالرفض على شكل انتفاضات وثورات كان اشهرها ثورة كولان في الستينات بقيادة الزعيم الخالد ملا مصطفى بارززاني والذي سيطرالبيشمركه على 90 % من اراضي كوردستان اي من زاخو الى خانقين.
وقد اثمرت هذه الثورات باتفاقية اذار عام 1970 والذي حصل الشعب الكوردي على بعض الحقوق القومية لكن صدام المقبور التف على الاتفاقية وافرغها من فحواها عبر اتفاقية الجزائر المشؤومة عام 1975, فاندلعت شرارة ثورة كولان مرة اخرى, الى ان جاء الانتفاضة الربيعية عام 1991 والتي توجت بالفيدرالية وكان الاقليم شبه مستقل عن بغداد.
وبعد عام 2003 اختار اقليم كوردستان الانضمام الاختياري الى العراق الديمقراطي التعددي الاتحادي, لكن ما حصده الكورد هو التحايل على المادة 58 من ورقة التفاهم حول المناطق المستقطعة من كوردستان وتم ترحيل هذه المادة وثبت في الدستور العراقي بالمادة 140 والتي تحايل الشركاء عليها ايضا, ولم يكتفوا بذلك بل تحايلوا على نسبة الـ 17% من ميزانية الاقليم, لا بل حشد القوات على حدود كوردستان!
تيقن الكورد بان الشركاء الجدد لا يختلف كثيرا في سياساتهم عن الحكومات الشوفينية السابقة, لذا لابد للكورد ان يعلنوا دولة مستقلة كي يفقدوا قيود الشركاء المفترضين.
تمهيدا لذلك قرر السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان اجراء استفتاء على الاستقلال يوم 25 سبتمبر 2017, والاستفتاء عملية ديمقراطية مباشرة اي ان المواطن يمارس حقه الديمقراطي مباشرة دون ان ينوب عنه نائب برلماني.
ان الاستفتاء صك من الشعب للحكومة والراي العام العالمي مضمونها نحن شعب كوردستان قررنا ان نستفتي برأينا حول الاستقلال والحق بتقرير المصير حسب مبادئ ودرو ولسن الاربعة عشر ومبادئ الامم المتحدة .
سيدخل هذا الجيل التاريخ لانه سيكتب نعم للاستقلال, لكن نحن لم نصنع التاريخ بل نحن فقط نسجلها من صنع التاريخ هم شهداء الثورة الكوردية والمدافعين عنها, لذا لا بد ان يتمتع ذويهم بحقوقهم.
ستلد الشرق الاوسط دولة جديدة كان مفترض ان تلد قبل قرن من الان, سيرتفع علم كوردستان في المحافل الدولية بعد ان اغمض المنظمة الدولية عينيه عنه.
اقليم كوردستان ازدهرت في ظل الفيدرالية, ترى كيف ستكون درجة الازدهار في زمن الاستقلال التام ؟؟ بالتاكيد افضل فكوردستان تنعم بحقول النفط والغاز والمعادن والانهار واراضي زراعية خصبة وبنية تحتية وشعب محب لارضه.
يا ملا مصطفى ويا ادريس يا مام ريشه يا جوامير مندلاوي ويا ليلى قاسم يا شهداء كوردستان, ان الذي استشهدتم من اجله سيرى النور قريبا فناموا قريري العين .
غدا سنقول لابناءنا بفخر نحن من استفتينا على الاستقلال, ترى ماذا سيقول اصحاب تاجيل الاستفتاء لابنائهم؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here