تمام الاسدي عاشق الزجل والتراث

شاكر فريد حسن

تميم الاسدي ، الزجال المعروف والشاعر الشعبي الذي طالما احيى الافراح والاعراس ،،وطاف في طول البلاد وعرضها حادياً هاتفاً للحب وحاملات جرار الماء وللعشاق الذين كانوا يلتقون عند الغدير والعين ، ومخاطباً راعي النوق والغنم في الجبال ، ومتغنياً بالزيتونة الرومية وسنديانة دير الاسد وتينة العم ابو شاكرالتي يتفيأ تحت ظلالها ونخلة ابي الفريد الذي يعشق رطبها، معتزاً بمصمص بلد الشعر والثقافة والادب ، ومردداً اغاني تراثنا الشعبي الفلسطيني ، يا زريف الطول وعيني يا زريف حبيتك سنتين ومين اللي عرف ، والدلعونا ، وجفرا عز الدين المناصرة ، وحيد عن الجيشي يا غبيشي، ويا ابن العم ويا ابن العم ان شاء الله الشمل بيلتم ويا شمس غيبي من السما ع الارض في عنا عريس وغير ذلك الكثير.

تميم الاسدي تألق في مهرجان ال حسن في تل المرح ، كان عريس السهرة الى جانب عريسنا الدكتور محمد عبد اللطيف اغبارية ، وبرفقة شاعر المجوز واليرغول عبد محاميد الفحماوي ، وصاحب الانامل السحرية عازف الاورغ وملك الانغام النصراوي الحاج فاروق دراوشة .

حقاً ، لقد تجلى ابو السعود بازجاله واهازيجه الشعبية وحضوره المتميز وصوته الشجي ، مترنماً وهازجاً ، فدغدغ المشاعر وخاطب القلوب والعواطف ، واجاد في القول والاداء ، ونجح في اثارة الشباب ومعانقة احاسيسهم فتفاعلوا وجدانياً مع الكلمة الجميلة واللحن البديع وصوته الخلاب وكلماته المعبرة الممزوجة بعبق الارض وزهور الجليل وزعتر المثلث ، ومع اغانيه المختارة من موروثنا الشعبي الفلسطيني .

فتحية حب للصديق تميم الاسدي ، صوتاً خلاباً شجياً ، وفناناً كبيراً، ومبدعا في الانتقاء والبوح والارتجال والتوظيف والحفظ ، ثابتاً وراسخاً في حقل الغناء والحداء الشعبي ، بحضوره الطاغي في ساحات الابداع والتجلي والالهام ، ومنابر الكلمة الجميلة المرهفة ، وعلى منصات اعراسنا وافراحنا .

بوركت ايها الشبل من ذاك الأسد ، ومن اسود الحداء والزجل الشعبي ابو سعود الديراوي وابو غازي طيب الله ثراهما ، ووالده المعروف الاشهر من نار على علم الشاعر الشعبي الدافئ ، وامير القصيدة الغنائية والكلمة المحكية سعود الاسدي ، الذي طالما اتحفنا بما هو جمالي وابداعي وانساني ، وعاشق الجمال والمرأة الفاتنة التي يناجيها ويناديها ويحاكيها ويتغزل بها ، بعينيها ، وسحرها ، وجمالها ، وشعرها المرسل ، وروحها ، وخدودها الحمراء وقامتها الممشوقة الشبيهة بالطبية والغزالة .

تميم في هذا العرس جاء ليقول ويثبت ان ” مش كل الاعراس اعراس ، ولا كل الناس ناس ” ، وأن ” مصمص ” بلد العز يطيب العيش والغناء فيها تحت افنان التينة والنخلة الباقيتين.

تميم الاسدي ، تألق ، توهج ، ابدع ، اعطى بلا حدود ، فكل الشكر والامتنان ، واصل على هذا الدرب وسوف تصل الى قمة السلم ، ولكي لا تسقط في فخ الاقزام .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here