هل أكره الحكيم على الخروج من المجلس الأعلى..؟

صادق القيم
“الصبر عند المكاره من حسن اليقين”
إعلان الحكيم الخروج من المجلس الأعلى الاسلامي، خبر هز الشارع العراقي وأحدث صدمة في الأوساط السياسية، لكن لم يكن جديدا بالنسبه “للمجلسيين”، أو باقي المؤسسات التابعة لتيار شهيد المحراب.

لوح الحكيم بورقة الخروج من العمل السياسي، والعودة الى النجف بين أوساط طلبة الحوزة تارة، ولوح بتأسيس تيار جديد والبدء من الصفر تارة أخرى، وكذلك خطى الحكيم خطوات جاده، عندما أسس تجمع الأمل تحسب لمثل هذه الظروف.

الكثير من المنعطفات مع الشركاء في النضال والجهاد في سنوات الغربه، ادت بالحكيم الى ان يتجه بأتجاه الانسحاب، لكن الاستفهام لمذا الان، لماذا وهوه في أوج التقدم السياسي وأستعادة دور المجلس الأعلى.

تسنم عمار الحكيم قيادة المجلس الأعلى وهوه ما يزال شابا، وكان بعمر التاسعة والثلاثين ان ذاك، في فترة كان فيها أعلى مستويات الأنحدار في التمثيل الحكومي، حيث أنخفض عدد النواب من قرابة الستين مقعدا، الى ستة عشر مقعدا فقط، ومن ستة محافظين الى لا شيء، ومن أغلبية في مجالس المحافظات، الى كتل صغيره غير مؤثره في القرار.

راهن البعض على فشل الحكيم في أدارة المجلس الأعلى، كما وراهن على عدم أستمرارة لدوره انتخابيه واحده، لكن ما لم يتوقعه الجميع أن الحكيم عمار قام بثورة، غير فيها الكثير من مجريات الامور، ورفض أن يكون مشترك بحكومة المالكي الثانيه، التي قدم فيها لهم اغراءات كبيرة، لكن الشاب عمار الحكيم أصر على عدم الأشتراك معتقدا أن هذه الحكومة ستجلب للعراق الدمار وأكتفى أن يبقى في صف المعارضة.

بمجرد ظهور مشاكل و أعتراضات في المجلس الأعلى، عمل الحكيم على أنشاء طبقة سياسية جديدة، لم تكن بمفهوم الازاحة الجيلية، لكن اراد الحكيم أن يعتمد على أناس تثق بأمكانيات وقدرات القائد، كي يستطيع المضي قدما في أنجاز مشروعة الوطني، وأسس هنا الحكيم تجمع الامل، الذي كان مختلف عن المجلس، بأنه يعتمد على نوعية التنظيم لا عدده.

خاض الحكيم انتخابات” ٢٠١٤”، وحصل على نتيجة كانت تعادل ضعف ما كان عليه نواب المجلس في البرلمان، وهذا كان نجاح كبير وأشترك في الحكومه، ولعب دور بيضة القبان في ازاحة المالكي عن ترأس الولاية الثالثة، وعمل خلال هذه الفتره على أسناد الحكومه، ودعم رئيس الوزراء وأسناد موقفه، تبعا لضروف الحرب والوضع الأقتصادي.

نشوب الخلافات الداخلية في المجلس الأعلى من قمة الهرم، في هيئه القرار مع عمار الحكيم، حيث علت التصريحات من الشخصيات المهمة، وتوجية الاتهامات وعدم حضور البعض للاجتماعات، والتصريح ضد مؤسسته الجديدة تجمع الامل، جميعها كان لها وقع في نفس الحكيم، لكن الصبر والصمت كان حليفا لعمار.

أكره الحكيم على ترك المجلس وترك التاريخ النضالي لوالدة وعمة، وتأسيس تيار جديد بعد توسع مساحة الخلافات، وباتت تسبب مشاكل في اتخاذ القرار، ومن ثم تشكيل وفد وزيارة الجمهوريةالاسلامية، بنية أخذ الأذن من السيد الولي بأزاحة الحكيم عن قيادة المجلس الأعلى، مدعين أن الحكيم خرج من الخيمة الأيرانية ليرتمي في أحضان الخليج، وذلك بعد أنفتاح الحكيم على المحيط العربي وزيارة بعض الدول.

تعالت التصريحات من أيران حول أقالة الحكيم، أو العودة وتكوين حزب جديد، لكن ما أن وصلوا حتى تشبث الكل بالمجلس، مع طرح شروط للضغط على الحكيم، لم ينصاع الحكيم للضغوط أنما قرر أن يحرر قراره السياسي، ويتحرك بمساحة كافيه من الحرية، وأعلن عن الخطاب التاريخي، في الساعة الثامنة من مساء يوم الرابع والعشرين، أعلن فيه الحكيم تأسيس تياره الجديد “تيار الحكمه الوطني”.

قرار الانسحاب لم يكن سهل، لكن كان أفضل من البقاء تحت الضغط وتقيد القرار السياسي، وتحديد الصلاحيات وأفشال شخص الحكيم، كما وجعل المجلس وقائدة تبع لأجنده واجبة التنفيذ، عكس ما خرج به الحكيم تماما.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here