حكام مسلمون و اضاحيهم العزل و الابرياء

ونحن نعيش الآن في أيام غرة شهر الطواف حول بيت الله تعالى العتيق ، شهر السعي الشريف بين الصفا و المروة ، شهر تقديم القرابين من اضاحي و غيرها كلها شعائر تهدف إلى التقرب بها إلى الباري جلت قدرته وما لها من نتائج ايجابية تدخل السعادة و السرور على قلب كل حاج أتى للديار المقدسة تلبية لنداء السماء الذي فيه سعادة الدارين وتلك سنة حسنة لا زال المسلمون يسعون في تعظيمها كل سنة و عام وهم يأتون افواجاً افواجاً سعياً في طلب مرضاة الله سبحانه و تعالى و اقامتها على أكمل وجه ، ولعل من الفروض الواجبة في ايام الحج هو نحر الذبائح و تقديم الاضاحي من الحيوانات وهذا طبعاً مما لا شك فيه لكن العجب العجاب في منهج حكام يُحسبون على الاسلام بل أنهم لا يمتون بصلة إلى قيم و مبادئ و تعاليم ديننا الحنيف التي نصت على ان الاضاحي تكون من الحيوانات التي لا غبار عليها من وجهة نظر الاسلام وفي المقابل لم يرد نص سماوي يجيز ذبح الانسان كأضحية فهل هذا هو منهج سماء يا مسلمين ؟ هل هذا ما جاءت به شريعة الاسلام يا منصفين ؟ فها هم قادة و حكام التنظيم الارهابي داعش يقدمون اضاحيهم بذبح الفقراء و الابرياء كي يتقربون بها إلى ربهم الشاب الامرد الجعد القطط ليبارك بجرائمهم التي تقشعر منها الابدان وبحجة مخالفة آرائهم و معتقداتهم السقيمة و هذا إن دل فإنما يدل على حقيقة المنهج و السلوك الوحشي الذي يتعبد به دواعش الفكر المتطرف و أئمتهم الخوارج مما يكشف لنا اصول منهجهم العقيم القائم على القتل و سفك الدماء و انتهاك الاعراض و هدم المقدسات و الخروج عن المألوف و المتسالم عليه عند سائر المسلمين هو ما ارتكبه خالد القسري من جريمة بشعة ضد الانسانية بحق الجعد بن درهم خير شاهد على وحشية هؤلاء الحكام و مدى حجم الاجرام الذي يمارسونه بحق العلماء و اهل العلم و الفكر و المعرفة المختلفين معهم في الرأي و الاراء التي يتبناها الفكر و المبنى الداعشي و قادته الارهابين , فمتى كان الاختلاف بالرأي يُفسد في الود قضية ؟ و متى كانت جريمة قتل الابرياء و سفك الدماء جزاء كل مخالف للرأي ؟ فهذا القسري يدعو الناس إلى سُنةٍ تخالف سنن و شرائع السماء و دينها الحنيف فقال بعد صلاة عيد الاضحى : (( يا أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فاني مضحٍ بالجعد بن درهم )) فأي منهج هذا يجيز انتهاك حرمة الفقراء و الابرياء من علماء و مفكرين و حملة لواء العلم و المعرفة لمجرد الاختلاف معهم بالرأي و الفكر ؟ جريمة يا لها من جريمة يا مارقة الفكر و خوارج العصر .

بقلم // احمد الخالدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here