غادر فلوريدا للدفاع عن وطنه مفضلا ً الشهادة لأجل العراق هو ذا الشهيد البطل تحسين عبد الرضا الروضان

كثيرة هي المقولات التي تتحدث عن مفهوم حب الوطن ، فهو ليس مجرد شعور تكتسبه بل هو شعور يولد معك ويكبر معك مع رحلة حياتك الانسانية ، وقد قيل أن حب الوطن من الايمان وهو كذلك أيضا ً فضلا ً عن أن حب الوطن ينبع دوما ً من خلال الانتماء لهذا الوطن الذي تحبه ولشدة إنتمائك له يصل حبك حتى حالة العشق الذي يعتبر أعلى مراتب الحب الذي من أجله قد تضحي بأغلى ما تملك تلك هي حالة العشق الذي نشأ بين الشهيد البطل تحسين عبد الرضا الروضان وهو أحد ابناء البصرة الفيحاء ، وكان قد إنخرط مع أفواج الثوار خلال إنتفاضة العام 1991 ضد النظام الدكتاتوري البائد معلنا ً رفضه لسياساته ليترك العراق الى مركز إحتجاز معسكر رفحاء السعودي ، ومن ثم ليغادر المحتجز المذكور الى الولايات المتحدة الامريية وذلك في العام 1994 ليستقر به المطاف في ولاية فلوريدا الامريكية ، وبرغم سنوات الغربة الطويلة وبرغم مفردات حياة المنفى الجديدة بالنسبة له فقد ظل متأبطا ً وطنه العراق وحاملا ً همه في مختلف المحافل ، ومتفاعلا ً مع آلام شعبه ووطنه ، ولاسيما الألام التي نتجت عن إجتياح تنظيم ( داعش ) الارهابي لعدد من المدن العراقية وما خلفه ذلك من مآسي مختلفة ، فلم يبقى مكتوف الايدي إزاء هذه المأساة التي تستدعي توحيد جهود جميع أبناء الوطن لتحرير الارض والعرض من دنس هذا التنظيم المجرم الذي إستهدف الانسان والطبيعة وكل ما له صلة بالحياة الانسانية لشدة ظلاميته وإنتهاجه منهجا ً إجراميا ً يناهض الحياة والانسانية والتمدن ، فلاحظنا كيف سعى هذا التنظيم الارهابي الى محو الذاكرة الانسانية التاريخية حينما إستهدف آثار الحضارات العراقية القديمة ومنها الحضارة الاشورية وذلك حينما حطم تلك الاثار الموجود في متحف الموصل ، بعد أن أجهز على الانسان هناك ، وحيال هذا المشهد المأساوي الذي يمر به الوطن هرع الشهيد المرحوم البطل تحسين عبد الرضا الروضان ليلبي نداء الواجب الوطني ويعلن الانخراط في مسيرة الدفاع الوطن فإنضم الى احدى قطعات الحشد الشعبي تنفيذا لفتوى الجهاد الكفائي ، لينال شرف الشهادة في يوم الثالث والعشرين من آب الجاري معلنا ً إنضمامه لقوافل شهداء العراق وذلك على جبهة تلعفر التي يجري تحريرها الآن من براثن تنظيم ( داعش ) الارهابي وهو بذلك يعبر عن أعلى درجات الوجد والحب والعشق لوطنه العراق المنتمي له روحا ً وفكرا ً والذي لا يعتبر بالنسبة للشهيد البطل الروضان أنه مجرد جغرافيا معينة تعيش عليها بل أن العراقكان يمثل به هوية وإنتماء وثقافة ، يحرص على صونها حتى لو تطلب ذلك منه تقديم أعز ما يملك وهي حياته ، هو ذا الشهيد البطل تحسين الروضان الذي وجد ما يثبت به ولاءه لوطنه فإختار منصة الدفاع عنه مقدما ً نفسه قربانا ً لهذا العراق العظيم .

قاسم ماضي – ديترويت

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here