الشوربة خانه ..وأوضاع النساء العراقيات التعبانة !!

احمد الحاج
ألفيتها تفترش الرصيف على غير عادتها ” أم فاضل ” ، وجه شاحب و عينان ذابلتان مغرورقتان بدموع ليست جديدة وﻻغريبة على نساء العراق اللائي قضين الـ 37 عاما اﻷخيرة من أعمارهن بكاء x بكاء ، كنت قد فرغت للتو من تناول شوربة العدس التركي بالبصل الايراني والفجل السوري – ﻷن ارض العراق الخصبة ، هب بياض – كعقول تجار الحروب ، في مطعم ” التبليط الحر ” حيث تناول الفطور وسط شارع فرعي مغلق بالحواجز الكونكريتية من الجانبين أمام المارة حفاظا على أرواح وأجساد السابلة من التمزيق إربا إربا بعجلة مفخخة ﻻ ادري كيف تتمكن من اجتياز أجهزة كشف المتفجرات اليدوية – الفالصو – وفصائل الكلاب البوليسية k9 وعجلات السونار ، مفخخات عادة ما توضع للمدنيين حصرا وتحديدا على حين غفلة منهم في صبيحة أو ظهيرة أو عشية يوم دام لتعلن كلاب اﻷرض مسؤوليتها عن التفجير وعن زيادة أعداد الارامل والثكالى والايتام والمعاقين واضافة اسماء جديدة الى مقابر تغص بقوافل القتلى ونعوشها المحمولة على الاكتاف على مدار الساعة لتتكاثر بالانشطار .
سألتها ” خيرك أم فاضل ..مالذي جرى هذه المرة زوجك قضى قبل عامين بحادث مروري ، ابنك فاضل قتل برصاص طائش قبل عام ؟؟” قالت ابني الاوسط يعاني من مرض سرطان الكبد ولاعلاج له في العراق ، وكل الاطباء قد اجمعوا على ان علاجه في الهند ” بكذا وكذا الف $” وانا لاملك غير 500 الف دينار ” 350 الفا بدل ايجار الشقة + 120 الفا ثمن كهرباء المولدة السحب + 30 الف دينار – مصرف جيب – حتى نهاية الشهر !!” .
كانت بيدي قنينة مياه معدنية – يقال انها معقمة بالاوزون وأكص إيدي اذا صدك – فرميتها لا إراديا على صورة – قررررد- يمتهن خداع القطيع معروف بقفزه من غصن أيدولوجي الى ثان في الغابة العراقية منذ الاحتلال الاميركي الغاشم عام 2003 وهي معلقة فوق 100 متر من الاسلاك الشائكة المليئة بأكياس النايلون الملونة فوق بركة من المياه الآسنة ، تعود ﻷنتخابات 2014 لم يتشرف أحد بتمزيقها وﻻ بالبصق على صاحبها حتى الان مع انه يستعد للترشح مجددا ﻷنتخابات 2018 وبذات الاكاذيب التي يردد الجمهور ، أزاءها صباح مساء، عبارة : ” أكاذيبكم صارت مفضوحة ولن تنطلي على أحد بعد اليوم ..الشعب واع ويعرف طريقه !!” لو بس اعرف، كيف يكون واع ويعرف طريقه ثم يثق وينتخب نفس الشكولات ، لكنت ألفت كتابا والحقته بلمحات اجتماعية للدكتور ” علي الوردي ” عن طبيعة الشخصية العراقية العصية على الفهم حتى اﻻن ، بالنسبة لي على أقل تقدير !
ذهبت الى كشك الجرائد القريب حيث تختلط صحف الاحزاب المتناحرة علنا، المتفقة فيما بينها سرا ، القابضة من دول وحكومات تسبها نهارا أمام الجمهور وتقبض منها ليلا وبالعملة الصعبة بكل سرور والعكس بالعكس ، صحيفة تحط من قدر ضبع وأخرى ترفع من شأنه ، صحف تلعن خنزيرا وأخرى تمجده ، جنبا الى جنب ،بلاحياء ولاخجل ، لفت انتباهي عنوان عريض يتحدث عن اختطاف نساء نازحات في كركوك ثم قتلهن وإلقاء جثثهن على قارعة الطريق يتصدر صحيفة ، وقيادة شرطة كركوك تكذب الخبر في صحيفة اخرى ، برغم تأكيد مفوضية حقوق الانسان العراقية على لسان احد ابرز عضواتها في صحيفة ثالثة …عنوان آخر يتحدث عن ابادة الشعب العراقي عن بكرة ابيه بحلول عام 2035 بسرطان الدماغ بسبب ، رابع أثيلات الرصاص المحرم دوليا و المخلوط بالبنزين محليا لزيادة معامل الأوكتان – معيار لقياس سلامة الوقود من الانفجار – والذي يتحول بدوره الى ثاني اوكسيد الرصاص السام الذي يلوث كل مانأكله ونشربه وﻻيزول بالتعقيم وﻻيخرج من الجسم بعد دخوله اليه ويسبب السرطان منشور في صحيفة .. ووزارة النفط تكذب في صحيفة اخرى تستلقي الى جانبها !!…عنوان ثالث يتحدث عن سبع محافظات ومدن عراقية تسجل بكل فخر واعتزاز أعلى معدل لدرجات الحرارة حول العالم بحسب مقياس محطة “بلاسيرفيلي” الأمريكية ، تتقدمها الناصرية وتتذيلها الديوانية من اصل 15 مدينة تضمنها التقرير..بمعنى ان نصف المدن الاشد سخونة حول الكرة الارضية عراقية …طبعا ﻻتكذيب للخبر ﻷن ” الشمس شمسي ..وآب اللهاب الذي يذيب المسمار بالباب ولم يكثر الاعناب والارطاب – ﻷنها غير موجودة بفعل تجريف الاراضي الزراعية وحرق البساتين والحشرات – ولن يفتح من الشتا كما يقولون في الامثال بابا ..آآآآآآبي !!
مرت كشريط سينمائي أمام ناظري وأنا – أخوط – السكر المستورد بالملعقة المستوردة داخل الاستكان المستورد ﻷتناول الشاي السيلاني المستورد بالصحن الصغير الصيني المستورد ، صور محزنة بالاسود واﻷبيض لمئات الاف النساء الارامل والنازحات والمهجرات والعوانس والمطلقات والمختطفات والمنتحرات والمهجورات في المنازل والمضاجع والمريضات والمعنفات واللاجئات والمتقاعدات، القاصرات ، المراهقات ، وقلت في نفسي وانا انظر بخجل تام وأتصبب عرقا الى ” أم فاضل ” وقد طبق صوت نحيبها اﻵفاق : ” منظمات حقووووق المرأة النسوية ومخشلاتهن الذهبية وسياراتهن الرباعية وحفلاتهن المليونية وصالوناتهن البديكيرية والمنيكيرية ومجالسهن المخملية ، ووووين وهزي يانواعم – خصرك – الحرير وخلي العقل الفاهم مع صور المرشحين واصوات الناخبين وثروات المواطنين مع الرررررريح كما طار الوطن بأجمعه …يطير ؟؟؟اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here