الرياض 2 – مهرجان كولن – حق تقرير المصير

( الرياض 2 – مهرجان كولن – حق تقرير المصير )
صلاح بدرالدين

أهم دبلوماسيين غربيين مطلعين السفير الهولندي الضليع بالمسالة السورية والمسؤل عن الملف قبل تقاعده مؤخرا الصديق – فان دام – وآخر السفراء الأمريكيين في سوريا السيد- فورد – وفي لقائين صحفيين منفصلين ومتزامنين مؤخرا يستخلصان نتائج متطابقة حول مستقبل بلادنا : بقاء نظام الأسد ولن يسقط الا بوسائل القوة حيث تفتقدها الثورة بسبب خذلانها من جانب ( أصدقائها ) الافتراضيين من العرب والأتراك والغرب وفشل المعارضة وعجزها عن توفير شروط الانتصار ورضوخ أمريكي كامل بعهد – ترامب – لروسيا والتسليم بكونها اللاعب الرئيسي ولايهم الأوروبيين سوى التنسيق الأمني مع دمشق الذي يتم من دون سفارات وأن النظام وباسم محاربة الارهاب سيزيل كل الادارات وسلطات الأمر الواقع بجميع المناطق مع الاشارة الى مقايضة قبول النظام العربي بنحر الثورة مقابل تقليص النفوذ الايراني فهل سيجسد مؤتمرالرياض 2 ” التصفية ” النهائية ؟
– 2 –
لاحظت من التعليقات المنشورة حول مهرجان – كولن – التضامني مع استفتاء تقرير المصير بكردستان العراق و” دس ” العلم الاسرائيلي أن هناك تحامل عدائي ( قد يكون عفويا ) لدى قطاع من شبابنا الكرد السوريين ضد الآخر وخصوصا العربي قد يكون نتيجة ردود الفعل ضد المواقف العنصرية من الأنظمة الحاكمة المقسمة للكرد وممارسات حكومات البعث الاجرامية وتقصير حركات شعوبها في اتخاذ الموقف الديموقراطي السليم تجاه الحق الكردي ولاشك أن قضايا شعبنا لن تحل عبر معادلة الفعل ورد الفعل ومواجهة العنصرية بمثلها لأسباب موضوعية وذاتية وأخلاقية معروفة ولابد من الانصياع للغة العقل بدلا من المشاعر ولنأخذ النهج الحكيم لقيادة اقليم كردستان العراق ( وهي بمثابة أم العروس ) نموذجا فلها علاقات دبلوماسية وتجارية حسنة ومتطورة مع معظم البلدان العربية والمسلمة وتحتضن أربيل حوالي عشر قنصليات عربية بمافيها الفلسطينية وحوالي ثلاثين قنصلية أجنبية بينها التركية والايرانية وليس بينها ( الاسرائلية ) .
– 3 –
البوست الذي نشرته بخصوص مهرجان – كولن – يدور حول شأن عام ويهم جميع المعنيين بقضاياهم القومية والوطنية وقد نال قسطا وافرا من المداخلات والحوار وكم يسعدني أن ارى بين المداخلين من يوافق رأيي ومن يعارضه والقضية تحتاج الى المزيد من النقاش الآن وفي المستقبل لقد وصفت رفع العلم الاسرائيلي با ” الدس ” لأنه لم يكن في برنامج ادارة المهرجان ولم يرفع علم آخر حتى الألماني الذي اقيم المهرجان فيها وذكرت بعدم وجود علاقات رسمية مع دولة اسرائيل لانه ليس هناك دولة كردية كما أنني ذكرت أيضا ان مصلحة شعبنا وقضيتنا الاستراتيجية مع الشعوب التي نتعايش معها وانني اذ استميح البعض عذرا بالذهاب بعيدا حسب مخيلاتهم فلم أذكر انني ضد الشعب اليهودي ولم امنح حسن سلوك لأية حكومات أو أنظمة التي تحكم الشعوب التي نتعايش معها لأن الحركة الوطنية الكردية عامة تكافح ضد تلك الأنظمة الشوفينية العنصرية منذ أكثر من قرن وكنت ومازلت ومنذ خمسين عاما في صفوف هذه الحركة واذ يريد البعض أن يذكرني بما فعلته تلك الأنظمة الغارقة في الاجرام وأنا من ضحاياها لم أقرر شخصيا أن نتعايش مع هذا الشعب أو ذاك بل التاريخ والجغرافيا هما من يقرران ثم أن قدرنا أن نواصل الحوار مع الشعوب العربية والتركية والفارسية وأن نكون أصدقاء ومتعايشين ان بقينا في ظل دولة واحدة وأن نبقى جيرانا متحابين ان تقرر مصيرنا باقامة دولتنا المستقلة وللجميع الشكر والتقدير على مرورهم .
– 4 –
بشأن اللغط الحاصل حول ” دس ” العلم الاسرائيلي خلسة بمهرجان – كولن – المقام للتضامن مع استفتاء تقرير المصير بكردستان العراق وردا على أية أقاويل واتهامات أرى التالي : حتى الآن لاتوجد علاقات رسمية وتبادل دبلوماسي بين اسرائيل كدولة والكرد حيث ليس لهم دولة وان كانت هناك صلات فردية قديمة وحديثة فهي تمر بدون شك في القنوات الأمنية السرية الاسرائيلية بغالبيتها ولاتحسب على الحركة الوطنية الكردية فالشعب الكردي جزء من نسيج المنطقة الحضاري ومن مصلحته الاستراتيجية التعايش بسلام وصداقة مع الجميع وخصوصا مع غالبيته المسلمة والعربية خاصة في البلدان التي يتوزع فيها كشعب ووطن ويتشارك مع شعوبها في المصير حاضرا ومستقبلا .
– 5 –
مبدأ حق تقرير مصير الشعوب فوق الشبهات والتمايزات والألوان والأجناس وعابر لحدود الدول والقارات ونحن في حركات التحرر الوطني لدى شعوب المنطقة جميعها كردا وعربا وتركا وفرسا وسائر الأقوام نشترك في تقديسه والعمل من أجل تحقيقه ومنذ عقود وخلال التحول العميق في حركتنا عام 1965 رفعنا هذا المبدأ مطلبا وشعارا في وجه النظم الشوفينية والتيارات الانهزامية الكردية وتربينا على اعتباره محور نضالنا القومي والوطني ومنطلق التأسيس للحياة الديموقراطية والعيش المشترك بسلام والاعتراف بالبعض الآخر فلاغرابة أن يتصدر بناتنا وأبناؤنا من الكرد السوريين في الوطن والمهاجر الذين نهلوا من تلك الثقافة النقية نشاطات الدعوة لانجاز هذا المبدأ ودعم واسناد ارادة شعب كردستان العراق وقيادته في استفتاء تقرير المصير .
– 6 –
” إنهم مع أي قرار يتخذه السوريون ” انها عبارة تضليلية فضفاضة وذرائعية نسمعها ونقرؤها منذ اندلاع الانتفاضة السورية وحتى الآن من مسؤولي الأطراف الاقليمية والدولية المتعاملة مع الملف السوري والداعمة للمعارضة والفصائل والأحزاب في حين كلنا نعلم أن لكل طرف معني مصالح لها الأولوية وشروط سياسية تفرضها وماتقهقر وتراجع سياسات كل من ( المجلس والائتلاف والهيئة التفاوضية ومؤخرا الفصائل المسلحة وغيرها ) والتناغم على ايقاع الداعمين والأصدقاء ؟! الا دليلا على مانقول ثم ماهو مقياس تلك الأطراف في معرفة قرار السوريين ؟ وهي تعلم أن السوريين بغالبيتهم قرروا اسقاط النظام وهي من لم تساعد في تحقيق ذلك .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here