عدم مصداقية الدراسات الاستراتيجية الامريكية

احمد كاظم
الدراسات لمعاهد و (هيئات) البحوث الامريكية عن العالم و منه العراق لا تعد و لا تحصى و لكنها غير مجدية لأنها تبرّر الاخطاء الحقيقية و (الاخطاء المتعمّدة) للسياسة الامريكية و تلقي باللوم على الاخرين.
اخر دراسة قامت بها (مجموعة مهام مستقبل العراق) اشرف عليها رايان كروكر السفير الامريكي السابق في العراق و اعضاؤها خليط من الامريكان الاقحاح و من الامريكان العرب و العراقيين المهاجرين.
التقرير لهذه الدراسة (المعمقة) تحت عنوان “تحقيق استقرار دائم وضمان القضاء على داعش” و تسلط الضوء على مستقبل العراق بعد داعش وتحقيق الأمن والاستقرار الدائمين وقطع الطريق أمام عودة التطرف.
ويكشف التقرير أن “مجموعة مهام مستقبل العراق” الأمريكية منهمكة في التحقيقات الدقيقة والمعمقة منذ عام 2016 لمعرفة كيفية الحفاظ على المصالح الأمريكية الدائمة في العراق”.
الغرض من هذه الدراسة المعمقة (لمعرفة كيفية الحفاظ على المصالح الامريكية الدائمة في العراق) فاين مصلحة العراق و يشارك في اعدادها عراقيون باعوا وطنهم الاصلي؟
ما لمقصود بالمصالح الامريكية الدائمة؟
هل المقصود تحقيق المصالح الدائمة بالاحتلال العسكري المباشر ونهب النفط ام بواسطة عملاء الرئاسات الثلاث و شبكاتها الاجانب ام بكليهما؟
هذه الدراسة تشير الى انهاء ارهاب داعش و التطرف و تتغاضى عن ذكر الخليج الوهابي الذي احتضن داعش و صدّرها و عن الشرير اوباما الذي استغلها (لتدخل امريكا غير المباشر للحفاظ على ارواح الامريكان).
يا سيادة السفير كروكر و من معك: كيف تمنع عودة داعش الى المنطقة و ترامب قال ان الخليج الوهابي مصدر الارهاب و مصدّره ثم تراجع عن ذلك برشوة 400 مليار دولارا؟
يا سيادة السفير كروكر و من معك: انت نفّذت )استراتيجية عش الدبابير( و دخلت داعش العراق عندما كنت سفيرا في العراق لضمان مصالح امريكا الدائمة و الان تريد عدم عودة داعش لضمان نفس المصالح الامريكية فاين مصلحة العراق؟
اشار العفيف الشريف الامريكي ادوارد سنودن ضابط ال CIA الى ان امريكا و اسرائيل و بريطانيا شاركت في ادخال داعش الى العراق و سوريا باسم (استراتيجية عش الدبابير) لجمع الارهابيين في مكان واحد للسيطرة عليهم.
ما يؤكد استراتيجية (عش الدبابير) التي اشار اليها سنودن:
اولا: كبار قادة داعش بينهم قائدهم البغدادي كانوا سجناء في سجن امريكي في العراق حيث تم تدريبهم و تجهيزهم بالخبرة و المعلومات و المال .
ثانيا: اعترفت هيلاري كلنتون بذلك في مذكراتها (خيارات صعبة).
ثالثا: اعترف الشرير اوباما بذلك بملء فمه.

اسباب عدم مصداقية الدراسات الامريكية ومنها التي ذكرت :
اولا: غالبية الذين يعدّون الدراسات سياسيون و عسكريون متقاعدون كانوا فاشلين في وظائفهم ثم كتبوا مذكراتهم او اسّسوا مكاتب للدراسات او الاثنين. امثلة: كونداليزا رايس و جورج بوش و هيلاري كلنتون و سيتبعهم اوباما.
مذكراتهم يكتبها محترفون في الكذب و التزوير و التبرير يكحّلونها بالاعتراف بالخطأ لإضفاء مصداقية عليها لخداع القراء و لتسويقها بملايين الدولارات.

جورج بوش اعترف و اعتذر عن كذبة اسلحة الدمار الشامل لاحتلال العراق في 2003 كمن يعترف و يعتذر عن قتل حشرة مع انه دمّر العراق و قتل نصف مليون عراقي و جرح مليونا منهم كما جاء في دراسة لجامعة جونز هوبكنز الامريكية.
الشرير اوباما اعترف و اعتذر (بخطأ اصدار امره لحلف الاطلسي بقصف ليبيا) الذي قتل آلاف الابرياء و دمّر البنى التحتية و حتى المنشئات النفطية كمن يعترف و يعتذر عن قتل حشرة.
ثانيا: عدم خبرة كاتبي الدراسات بالأحوال الدينية و الاجتماعية و السياسية للمجتمعات و معلوماتهم من الانترنيت او من (خبراء) غير محايدين او مهاجرين.
الباحثون المهاجرون من العراق فقدوا (عراقيتهم) بمرور الوقت لا يعرفون عنه شيئا الا جوازهم العراقي ليزوروا العراق كرتل خامس و يرافقوا القوات الامريكية كمترجمين.

ثالثا: تعد الدراسات لتحقيق هدف معد مسبقا بضغط و تمويل من لوبي اسرائيلي او لوبي شركة سلاح او لوبي سعودي او لوبيات اخرى و الدافع هو المال.
فمثلا دراسة تلقي باللوم على ايران فيما يحدث في الشرق الاوسط الغرض منها تبرئة الخليج الوهابي بقيادة السعودية و امريكا من نشر الارهاب في المنطقة.
رابعا: تحقيق الهدف الامريكي بسبب القوة العسكرية او النفوذ الاقتصادي و السياسي لأمريكا يوحي للإدارة الامريكية بصحة الدراسة مع انها خطأ في كثير من الاحيان.

خامسا: كثرة الدراسات و الخيارات حول هدف واحد يسبب الحيرة و التردد و عدم اختيار الاصلح في الكثير من الاحيان.
في الحرب على العراق في 2003 اشار ضابط كبير في وزارة الدفاع الى رف فيه 23 خطّة عسكريا لاحتلال العراق و كانت النتيجة اختيار الأسوأ.
كثرت الخيارات تسبب الحيرة و التردد في اختيار الاصلح عند شراء حذاء او شن حرب على حدّ سواء.

ملاحظة: الدول الرصينة مثل روسيا و الصين و اليابان تحقق مصالحها في الدول الأخرى بالحفاظ على مصالح هذه الدول ايضا ليستمر التعاون المتبادل الاّ امريكا فتحقق مصالهما بتدمير الدول الاخرى ما يضرّ بمصالح الطرفين.
باختصار: هذه الدراسة كغيرها تبريء ذمة امريكا من داعش و تلقي باللوم على الضحيّة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here