واحد يبخر .. وعشرة ……

واحد يبخر .. وعشرة …….
مؤيد حميد

كل ما يجري في العراق تتحمل وزره , الاحزاب السياسية الفاشلة التي خلقت كل هذه الفوضى الممنهجة , والشعب الذي ظل ساكتا طيلة أربعة عشر عاما من الضياع والاخفاقات المتوالية في كل شئ , حتى صار الوطن مجرد أطلال خربة تتناثر هنا وهناك .. تلك الاحزاب الكسيحة التي أسست الحكومات العراقية المتعاقبة ما بعد الاحتلال , وأن كانت شرعية , ألا أنها لا تمتلك الخبرة والواقعية في إدارة شؤون العراق , وضعف وهشاشة الشخصيات السياسية التي تسلمت السلطة والمال في بلد يعد الرابع عالميا في إنتاج النفط , ألا أن فئات كثيرة من شعبه , تقتاد على الفضلات وجمع النفايات , في حين أنشأت طبقة من العوائل الاقطاعية المتسلطة من أموال السحت الحرام , أصبحت تتحكم وتدير وتتلاعب بأوضاع هذا البلد , وتتجه به الى الانقسام والتناحر ما بين مكوناته , التي عاشت فيما بينها , قرونا من الايجابية والسلام ..
هذه الاحزاب الوقحة التي صاغت لنفسها قوانين دكتاتورية , وأسست جيوشا لحمايتها , ونهبت أموال الشعب تحت فتاوى سخيفة , نست أو تناست أن تأريخ الطغاة المستبدين الذين يتحولون كالفئران , بمجرد أن يعبر الشعب أسوار قصورهم الكارتونية , ويلوذون بالفرار الى سفارات الدول التي قدموا منها ..
ومن أجل ذلك , فأن حيدر العبادي وحده , لا يمكن له أن يبني دولة بمؤسسات رصينة من بقايا دولة ضائعة ومفككة , وسرطان الطائفية والفساد والتنظيمات الارهابية والجريمة المنظمة , التي ما زالت تلك الاحزاب الدخيلة تسعى لتقويتها , بعد نفاذها جماهيريا , ما لم يكن هنالك من يملك الوطنية والغيرة , يساعده في إداء المهمة , لاصدار قوانين وتشريعات مدروسة وسريعة , وتفعيل دور القضاء العراقي , لان يحد ( ولو بالادنى ) من كل الظواهر السلبية والدخيلة على المجتمع العراقي , بعد أن سئم الشعب من دور مجلس النواب التكتلي والحزبي , وفضائحه المستمرة في بيع وشراء أصواته , وألا فحرب المكونات وإنتشار الجريمة وإنشطار البلد , قادم لا محالة ..
والمتابع للشأن العراقي يستطيع أن يتلمس بحواسه , على مدى أكثر من ثلاث سنوات مضت , حكومة ظل تسير بجانب مفاصل الحكومة الاتحادية , تحاول جاهدة عرقلة وإرباك مسار وخطوات حيدر العبادي في الاصلاح والتغيير , وأن تضع العصا دوما في دواليب مشاريع كثيرة , جل غاياتها خلط الاوراق والاستفادة من هذه الفوضى , لاستمرار بقاء تلك الاحزاب الوقحة قدر الامكان , والتي تعتاش على خلق الازمات والفتن لديمومتها وسر وجودها , سيما بعد أن أدرك الشعب العراقي فشل هذه الاحزاب ( إسلامية كانت أم علمانية ) , والحاجة الى وجود تيار مدني وطني يقود المرحلة المقبلة ..
ومن الغريب هنا , أن نجد أن رئيس مجلس الوزراء لا يستطيع أن يعاقب أو يستبدل محافظا أو رئيس مجلس محافظة , وحتى قائد شرطة , وهو من صلاحياته القانونية , بسبب تسلط هذه الاحزاب التي ينتمي اليها هذا المحافظ أو ذاك , مما يضعف من هيبة الدولة , ويحط من قدرة المنصب , ويخلق فجوات للتدخلات الاقليمية لان تأخذ طريقها بكل يسر ..
المواطن العراقي وحده , وبعد أربعة عشر عاما من الفقر والمرض والعوز , بأمكانه جمع كل الشخصيات الفاسدة والتي أسأت للعراق والعراقيين , في كيس القمامة ورميها في مكب النفايات , ثم حرقها , خوفا من إعادة تدويرها مرة أخرى .. وقد تحاول هذه الشخصيات القذرة وكعادتها دائما , وقبل أيام من موعد الانتخابات , أستخدام السلطة والمال الحرام , بتقديم الهدايا والهبات الى البسطاء والمحتاجين من العراقيين , لان يصوتوا لهم , والمجرب لا يجرب ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here