عيني عليك يا عراق

أحمد رامي
شدني اليوم عنوان في احدى المواقع مفاده ” تراجع سعر الدولار في مصر” وكان مفاده بحسب تحليل الموقع ان زخم التحويلات من العائدين المصريين العاملن في الخارج هو وراء ذلك حيث اكدت الاحصائيات انهم ادخلوا الى مصر من نوفمبر 2016 لغاية مايو 2017 ( اي ستة اشهر فقط ) ما حصيلته 11 مليار دولار بمعنى 22 مليار دولار سنويا !! تنهدت وقلت لنفسي عيني عليك يا عراق ما يحصل فيه العكس تماما حتى أنا العبد الفقير فعلتها لكنني مضطرا والله ولست مختارا !! ففي اوائل التسعينات غادرت العراق مضطرا كباقي خلق الله الذين اختاروا الخارج كمرحلة لحين فرج الله وبعد الاحتلال عدت ايضا كمن عاد من خلق الله الذين صدّقوا بخرافة بناء عراق جديد مزهر وفعلا بدأت اخطط للبناء والاعمار والانتاج بحسب امكانيتي المتواضعة فكانت العراقيل والروتين والرشوات والعمولات تأكل هامشا من رأس المال اللازم لبداية أي مشروع بل الادهى من ذلك ان بعض البنوك التي ادخلت فيها ارصدتي جمدت هذه الارصدة وما عدت انالها بسبب فساد البنك وسوء ادارته ( مصرف الاقتصاد في بغداد والنجف), وتجنبا لهذا الاشكال اتجهت للعقارات فاشتريت بضعة دور سكنية في احدى مشاريع البناء في النجف وتحديدا في مجمع الشافعي فكانت المأسات الثانية أن صاحب المشروع افلس وتلكأ في الانجاز وها هي الدور والقرية كلها متوقفة عن الانجاز ولا من رقيب ولا مسؤول يتابع, اتجهت الى المشاريع الزراعية لأنشاء حقول دواجن واسماك واعلاف وغيرها في الاراضي التي ورثتها عن ابي فكانت مأسات الروتين والعمولات والرشوات والبلاوي الزرقاء والحمراء لدرجة اننا مللنا المتابعات بعد مرور اكثر من سنتين ولم ننجز اجازة واحدة من اربعة مشاريع وحتى تجربتنا بانشائها على مسؤوليتنا دون انتظار الاجازات جابهتنا مافيات الاتاوات الموقعية التي تعرقل عملنا حتى في املاكنا الشخصية مما يضطرنا لأن نلجأ لمافيات مضادة تحمينا بسبب غياب القانون والسلطات الامنية الرادعة وبخلافه لم يبق لي من خيار غير العودة لدار الغربة بما تبقى لي مما خف حمله وغلى ثمنه مرددا ” عيني عليك يا عراق”.
أبو رامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here