مع المعترضين على اتفاق حزب الله مه داعش

د.فخري مشكور

لم يعقد السيد حسن نصر الله اتفاقاً منفرداً مع المستسلمين من داعش دون التنسيق خطوة خطوة مع الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية عبر اللواء عباس ابراهيم ومع الحكوكة السورية التي تسيطر على البادية المنقول اليها المجموعة المستسلمة مع عوائلهم ( ٣٥٠ امراة وطفل، وحواي عشرين جريحاً)، لكن الاعتراض توجّه الى السيد نصر الله وحده!!

الذين أساؤوا تفسير موقف السيد حسن نصر الله قسمان:-

١- قسم حريص على الدم العراقي يرى ان نقل الدواعش المهزومين المستسلمين الى دير الزور يشكل خطراً على العراق، هؤلاء محل احترام وتقدير، ولاشك في سلامة نواياهم، لكنهم يقيّمون فصلاً واحداً من رواية لم تكتمل فصولها لمؤلفٍ لا شك في مهنيته ، أو يحللون عسكرياً معركة واحدة في حرب لم تنته بعد، وقد اشار القران لهذه الحالات بقوله:-” الا متحرفاً لقتال او متحيزاً الى فئة” حيث يبدو الانسحاب في موقع مقدمةً للتقدم في موقع آخر.

وقد اعترض بعض اصحاب رسول الله على توقيع النبي صلح الحديبية بعد ان ضعفت قريش واصبحت على ابواب الهزيمة، ويومها قال المعترضون على الصلح:” لماذا نعطي الدنية من انفسنا؟”. في صلح الحديبية انسحب النبي عسكرياً امام قربش المهزومة تاركاً الحج ! كما وقع لهم على عدم ايواء المسلم الهارب من قريش !!

كما اعترض الخوارج على الامام علي في التحكيم في صفين، واعترض اصحاب الامام الحسن على صلحه مع معاوية وخاطبوه بقولهم : يا مذل المؤمنين…..

لكن المعترضين ادركوا لاحقاً ثمرات صلح الحديبية وصلح الحسن .

عندما يعقد القائد المعروف بنزاهته اتفاقاً لا ينبغي الاسراع الى ادانته قبل فهم الموقف الجزئي في اطار الموقف العام، فقد تكشف الايام القادمة فائدة تلك الخطوة وربما ضرورتها.

٢- الصنف الاخر من المستائين هم المعترضون في واشنطن والرياض وحلفاؤهم الاقليميون ، والحاضنة السنية لداعش ومن مولها وسلحها من الخليج، وسياسيو السنة الذين ادخلوا داعش والعشائر التي باعتها وارسلت ابناءها للقتال معها ، هؤلاء موقفهم معروف في دعم داعش واعاقة محاربتها بحجة ان الامر يتطلب عشر سنوات او اكثر!! هؤلاء هم الذين سكتوا عن قوافل داعش العسكرية التي كانت تتنقل بين سورية والعراق تحت نظر طائرات التحالف دون ان تقصفهم، بينما تقصف قوافل الحشد اشعبي بالخطأ!!!

الصنف الثاني من المعترضين ( حلفاء اميركا واسرائيل) اصبحوا اليوم حريصين على الدم العراقي، وهم اليوم يتسترون بالصنف الاول ( المعترضين المخلصين)

ماذا لو اجهز نصر الله على الدواعش المستسلمين مع عشرين جريحاً و٣٥٠ طفلاً وامرأة ؟

قليل من الانتظار سيكشف مآل الاتفاق ومصير الدواعش المنقولين من جبهة الى اخرى ويفضح الصنف الثاني ويفرح الصنف الاول…. ولتعلمنّ نبأه بعد حين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here