المسئولية ليست وسيلة لسرقة اموال الشعب واذلاله

نعم المسئولية ليست وسيلة للثراء والرفاهية وتحقيق الرغبات الخاصة والمنافع الذاتية المسئولية وسيلة لخدمة الشعب والتضحية بالمال والصحة و الروح للشعب المسئولية يعني اقرار واعتراف بان المسئول خادم وعبد للشعب مهمته وواجبه تحقيق رغبات الشعب وحماية امواله وكرامته المسئول كما وصفه الامام علي ان يأكل يسكن يلبس ابسط ما يسكنه يلبسه يأكله ابسط الناس يسهر من اجل ان ينام الشعب يتعب من اجل ان يرتاح الشعب يموت من اجل ان يحيا الشعب الا اننا للأسف لم نجد مسئولا في العراق ينطلق من هذا المنطلق بل العكس تماما
أثبت بما لا يقبل ادنى شك ان المسئولية في العراق هي وسيلة لمن يريد الثراء والسيطرة والنفوذ والامتيازات والمكاسب التي لا حدود لها و لا شروط
فكرسي المسئولية يحقق لمن يجلس عليه له كل ما يريد وما يبتغي وحسب الطلب المال النساء القصور القوة حتى الشهادات العليا فالكثير من هؤلاء لا يملكون اي شهادة علمية و بمجرد الجلوس على كرسي المسئولية اي كرسي كرسي مجلس النواب مجلس المحافظات المجلس البلدي تنهال عليه الأموال من كل مكان بغير حساب ويمنح قوة لا مثيل لها ويمنح كل الشهادات العليا وحسب رغبته كما ان هذا النفوذ وهذه المكرمات وهذه المكاسب والامتيازات لا تشمله وحده بل تتسع وتمتد لتشمل وتضم افراد عائلته اقاربه اصدقائه عناصر حمايته
وهكذا اصبحت الدولة مؤسساتها اموالها غنائم بين يد المسئولين وحدهم واذا سمعنا وشاهدنا هناك خلافات وصراعات بين المسئولين فانها خلافات وصراعات لصوص خلال توزيع ما سرقوه كل واحد يدعي انه الافضل ومن حقه ان يستلم الحصة الاكبر من اجل الحصول على الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا
لكل مسئول او مجموعة من المسئولين قوة عسكرية وجهاز امن خاصة وعصابات معينة تقوم بسرقة اموال الشعب بالرشوة والاحتيال والوساطات الفاسدة بل لكل مجموعة سجن خاص لا دولة ولا قانون ولا مؤسسات قانونية وهكذا اصبح المواطن لا يدري كيف ينقذ نفسه كيف يحمي نفسه لانه لا يعرف انه امام اي مجموعة وماذا تريد حتى لو وقع بيد القوات الامنية الرسمية فهذه القوات متكونة من مجموعات مختلفة كل مجموعة خاضعة لمسئول او مجموعة من المسئولين وتعمل لصالحهم قال احد المواطنين الابرياء هل تدري نقطة في هويتي الشخصية انقذتني من الموت
كيف
قال اثناء عودتي من الانبار اوقفتني سيطرة فطلبت منا ابراز الهويات فابرزت هويتي ففال لي اهلا ابن عمي استغربت فاعتقد ان لقبي العزاوي بدلا من الغراوي وهكذا نجيت من الذبح على يد الكلاب الوهابية الصدامية
هذه هي حال العراقيين ولسان حالهم الا من منقذ ينقذنا الا من مغيث يغيثنا لكن لا من يسمع ولا من يرى ولا من يهتم بحالهم واذا كان هناك من يتظاهر بالاهتمام بهم انها وسيلة للتضليل والخداع ومن ثم الاجهاز عليهم
هذا يعني لا انقاذ للعراق والعراقيين ولا يمكن وقف هذا الانهيار للعراق والعراقيين طالما رواتب وامتيازات ومكاسب وصلاحية المسئولين مفتوحة بدون حدود ولا شروط وحسب رغبة المسئول وشهوته فلا حساب ولا حسيب ولا مراقبة ولا رقيب لهذا تراهم يتنافسون ويتصارعون من اجل الكعكة فالعراق كعكة وكل مسئول يريد الحصول على الحصة الاكبر
هذا يعني تستمر سيطرة اللصوص والفاسدين على العراق لهذا اذا فعلا اردنا انهاء سيطرت اللصوص والفاسدين يجب اتخاذ الخطوات التالية
اولا على المرشح ان يقر انه خادم وعبد للشعب وانه جاء لتحقيق رغبات الشعب وحماية ماله وكرامته
ثانيا اذا زادت ثروته خلال تحمله المسئولية فانه لص ويجب ان يعدم وتصادر امواله المنقولة وغير المنفولة مهما كانت الزياة
ثالثا ان تلغى المكاسب والامتيازات مهما كانت ويحدد له راتب لا يزيد عن اقل راتب في الدولة
رابعا منع اي مسئول في الدولة سواء كان رئيس جمهورية رئيس وزراء وزير رئيس برلمان عضو في البرلمان مدير عام مدير مؤسسة ان يعين احد افراد عائلته اقاربه عضو في حزبه حتى الدرجة الرابعة
خامسا منع اي من هؤلاء اي كل من يرشح نفسه لخدمة عامة من عضو مجلس بلدي الى مجلس محافظة الى البرلمان الى الحكومة الى رئاسة الجمهورية من مزوالة اي عمل تجاري صناعي او مساعدة من يزاولون هذه الاعمال باي طريقة ومعاقبة من يفعل ذلك بالاعدام ومصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة
قيل ان وزيرة الخارجية الاسرائيلي طبعا انها لا اقارب لها ولا عائلة لانها غير متزوجة لكن لها حزب اكدت بقوة انها لم تعين شخص واحد في وزارتها ينتمي الى حزبها
اعتقد اذا طبقنا اذا فرضنا هذه الاجراءات وامرنا بتطبيقها اغلقنا كل الابواب بوجه اللصوص والفاسدين وفتحنا الباب امام الصادقين المخلصين
ايها الشعب العراقي كيف تصدق من يزور في شهادته من يخدعك بورقة او بطانية او بتحقيق رغبة اعلم انه لص يسرق مالك وكرامتك ويجعل منك مطية فيغتصب عرضك وحرمتك
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here