مواطنو صلاح الدين بين ترقب التدخل الأميركي والسعي نحو الكونفدرالية

يئسوا من حكومة بغداد:

مثل باقي المدن التي وقعت تحت سيطرة داعش تحاول محافظة صلاح الدين النهوض بنفسها وسط الصراعات الدائرة على السلطة وحلم سكانها بالاستقرار.

تسود الشارع الشعبي والرسمي في محافظة صلاح الدين حالة من الارتباك والفوضى واضطراب امني وسوء الخدمات واضح انعكست جميعها على حياة المواطن منتجةً اتجاهين يمكن رصدهما الأول يعول على تدخل اميركي ودولي مباشر لإعادة التوازن لوضع المحافظة امنيا وسياسيا وحتى خدميا، فيما فضل الاتجاه الثاني التوجه الى اربيل ساعيا لتشكيل حكم كونفدرالي مع الكرد بعيدا عن سلطة بغداد.

في الاتجاه صوب اربيل يؤكد النائب عن تكريت والمثير للجدل مشعان الجبوري في مقطع فيديو منشور على صفحته على الفيس بوك انه خلال زيارته للمناطق المحررة في صلاح الدين “وجدت الناس يفضلون تشكيل كونفدرالية مع الكرد على البقاء في دولة يقودها الشيعة”.

السياسي المستقل ورئيس مشروع إقليم صلاح الدين ناجح الميزان اكد “عدم وجود اي تباعد طائفي بين العرب السنة والكرد كون الاثنين هم سنة بالنتيجة”.

أطراف وشخصيات عربية سنية من محافظات شمال بغداد بدأت مؤخرا بالترويج إعلاميا وفي اوساط شعبية لمشروع الكونفدرالية مع الكرد بسبب تعرض المناطق السنية الى الدمار خلال المعارك مع داعش واليأس من مساعدة الحكومة في بغداد لهم.

تعزز هذا الاتجاه بعد موجة النزوح لمئات الآلاف من ابناء صلاح الدين بعد أحداث 2014 الى اقليم كردستان التي استقبلتهم وقدمت لهم التسهيلات لأكثر من عامين ولا يزال أكثر من مئتي ألف نازح في الإقليم.

شهاب احمد الجنابي (38عاما) موظف يفضل الخيار نحو كونفدرالية مع الكرد ويقول “الخيار حاليا مع الإقليم أفضل فانا منذ اكثر من عشر سنوات لم اشعر بانني انتمي للوطن بل انا متهم دوما من وجه نظر حكومة بغداد”.

العميد إسماعيل محمد (52عاما) احد الضباط الذي عملوا مع القوات الأميركية لعدة سنوات يقول لـ”نقاش” ان “هناك اتصالات جرت وتجري من الجانب الأميركي في شمال العراق ودول اقليمية وبتنسيق اقليمي من اجل اعادة الاستقرار الى المناطق الشمالية والغربية من العراق.

وفيما يتحدث محمد عن ترقب ساسة سنة لتدخل أميركي يمكن ان يسهم في إيجاد حلول للأوضاع منها تشكيل قوات امنية تنضوي تحت سلطة المحافظ ومجلس المحافظة وواجبها هو حماية امن المحافظة وتعويض قوات الحشد الشعبي التي ستنسحب تدريجيا منها، لم يؤكد أي مصدر آخر تلك المعلومات التي يبدو انها محاولات لم تحظَ بالدعم الأميركي بعد.

يقول مصطفى عباس (27عاما) من تكريت ان “حكوماتنا لصوص وليس لدينا ثقة فيها ولهذا نترقب التغيير من الاميركيين وشخصيا سوف اتطوع في حال تم تشكيل القوات الجديدة”.

الخبير الأمني عبد الله محمود الجبوري يرى ان الخلافات السياسية في صلاح الدين للاستحواذ على السلطة تنتج تدهورا امنيا مستمرا انعكس بشكل مباشر على امن ونفسية المواطن مما دفعه للبحث عن ملاذات آمنة من خلال الخيارات المطروحة شمالا او إقليميا.

ويقول “إقليميا ودوليا لا اعتقد ان العراق سيتمزق بل يبقى عراقا موحدا ضعيفا لمصلحة جيرانه”.

متابعة صوت العراق

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here