هل يتحول الثالوث المدمر للعراق الى مصدر قوته..؟

صادق القيم

عندما نذكر مكونات الشعب العراقي، أول ما يخطر في بالنا الصرعات الطائفية والمذهبية والقومية، كما ونميل حيث تميل بنا تبعيتنا، أن كنا عرب او أكراد سنة أو شيعة أو أحد الأقليات، لكن بشكل رئيسي اللاعبين الأساسين هم السنة والشيعة والأكراد.

بعد تجربة مريره مرت على الشعب العراقي، ذاق فيها الويلات من الصراعات العرقية والطائفية، ايقن الجميع اليوم لايوجد افضل من تجذير الهوية الوطنية، وجعلها الرابط الاساسي الذي يربط مكونات الشعب، سابقا للمسميات الطائفية والعرقية.

يحتاج العراق الى رجال مخلصين يديرون العملية السياسية، يكون همهم الأول الوصول بالبلاد إلى بر الأمان، وتعديل مسار العملية السياسية ووضعها على الطريق الصحيح، كي نستطيع النهوض بعراق جديد ديمقراطي مستقل، مع أقتصاد قوي يحمي أفراد هذا الشعب.

واضح جدا أن العراق مقبل على تغيرات كبيره منها أنفتاح غير مسبوق على دول الخليج، وتغير شامل بالنظام الاقتصادي والأقرب التحول للرأس مالية، وهذا يعني أن الكثير من الأموال سوف تستقطب من المستثمرين العراقين والعرب والأجانب، وهناك مشاريع ستراتيجية سوف تبنى تبع لأهمية المرحله القادمة.

أنتهاء مرحلة داعش والأستقرار الأمني، سوف يجعل من العراق الرابط بين الغرب والشرق، ويكون العراق الطريق الأكثر أهمية لمرور البضائع عبر الموانئ العراقية والقنوات الجافة، وصولا الى أوربا وأفريقيا والعكس من أوربا وأفريقيا الى أسيا، حيث يعتبر الطريق الاقصر والاقل تكاليف والاكثر امان.

التحدي القادم هو تحول عناصر الخلاف الى عناصر قوه، مثلا أذا ما مدت طرق سكك حديد تربط الجنوب بالغرب والشمال بالشرق، وتنتهي التناحرات الطائفيه والعرقية، والتوجه للبناء والعمل يستطيع العراق أعادة العمل بتصدير الفوسفات من المناطق الغربية، عبر قنواتة الجافة مع أوربا، ويضيف دخلا جديد ليس بقليل أبدا، ولا يعتبر أقل من دخل تصدير النفط.

زيادة الأنتاج النفطي، وتصدير الفوسفات وفتح الممرات المائية والقنوات الجافة، يرفع نسبة الدخل القومي العراق الى ما يقارب عشرة أضعافه، أذا ما قارنا مدخلات الامارات منالانتاج النفطي ، والمدخلات اعتمادا على المنافذ التجارية البحرية، والتي كانت نسبة اعتماد موازنتهم السنويه على النفط يكون بنسة ١٥٪‏ ، والمنافذ ٨٥٪‏ من مجمل الميزانية، وذلك يدل على اهمية المنافذ المائيه والقنوات الجافة، التي سوف تفتح للعراق في الفتره القادمة.

التسويات الوطنية مشروع أطلقة الحكيم، والان أصبح تنفيذه واجب، ذلك اذا ما اتفقت الكيانات السياسية على المضي بالعراق الى الامام، هناك منعطفات مهمة جدا وستكون مفصليه في تاريخ البلاد، اذا ما استغلت بشكل صحيح، وسوف يذكر التأريخ أن قادة المرحلة أنقذ البلاد، وحول التناحر الى وئام وتطور وتقدم اقتصادي وسياسي، وسيلعب العراق دور مهم جدا في المنطقة والعالم، وهذا اقل ما يستحقة شعب الرافدين، لما يمتلك من عقول وامكانيات وثروات تؤهلة لان يصبح رقم صعب في القادم القريب.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here