الصواب المطلق ونقيضه في الاتفاق مع الإرهابيين

سالم سمسم مهدي

وجدت وسائل الاعلام المحلية والعالمية ذات التأثير في الرأي العام بالاتفاق الذي عقد بين حزب الله وداعش مادة دسمة للترويج والتسقيط هذا الاتفاق الذي سمح للإرهابيين بالتحرك داخل الاراضي السورية قرب الحدود العراقية لمسافة تجاوزت مئات الكيلو مترات من دون ان يعترضهم احد …

حصل هذا في وقت يخوض فيه ابناء الرافدين اشرس المعارك مع هذا العدو الوحشي الهمجي الذي لا يعرف الرحمة واقل ما يُقدم عليه إذا ما وقع جندي أسير بين يديه هو الذبح أن لم يكن الحرق أو غيره من الأساليب المريعة …

ولوجود تناقض رأي واضح واختلاف بين العراقيين بشان هذه الصفقة فان من المفيد الاخذ بنظر الاعتبار الحقائق التالية : –

أولاً / حزب الله هو الجهة العربية الوحيدة الذي خاض حرباً طاحنة مع إسرائيل من دون أن يخسر أراضي وأن أعادة أعمار ما تم تدميره بسبب هذه الحرب أُنجز بمهنية عالية أعترف بها العدو قبل الصديق ومن دون مؤشر فساد يُذكر حتى ولو بالمليمات وأن على من يتعاطف معه أن يعمل بالأخلاق ذاتها …

ثانياً / أن العراقيين قاتلوا إلى جانب حزب الله والقوات السورية وجادوا بأرواحهم ودمائهم ولهم دور مشهود في منع الانتقال إلى المرحلة الثانية بعد سقوط سوريا وهي وجه معلومة للجميع …

ثالثاً / أن بشار الأسد لم يعترف بالدماء العراقية الزكية التي سقت الأراضي السورية لدرجة أنه تقدم في أحد خطاباته بالشكر لكثير من الأطراف التي قدمت دماء لا تذكر قياسا بدماء أبناء الرافدين من دون ان يذكر العراقيين بخير ولو في كلمة واحدة كذلك فأن هناك الكثير من ابناء شعبنا الذين قدموا شهداء ما زالوا يتذكرون معسكرات اللاذقية التي تدرب بها الإرهابيين الذين قدموا للعراق للتفجير والتدمير …

رابعاً / أن عدد الإرهابيين الذين سُمح لهم بمغادرة الأراضي اللبنانية مساوي لعدد أولئك الانتحاريين الذين أسقطوا الموصل مما سبب ضياع مدن عدة لاحقا وادى الى خسائر بشرية بآلاف الضحايا وسيظل العراق يعاني من تبعاتها لسنين طويلة …

خامساً / أن ما يؤسف له أن بعض الساسة أدار ظهره للنعيم الذي يعيش فيه على أرض الوطن سواء كان هذا النعيم بالحلال أو بالحرام ليصطف الى جانب من يفاوض الإرهابيين ويهاجم معارضي هذا التفاوض …

سادساً / أن القافلة ألإرهابية بالرغم من تعرضها للضغوط والتهديدات إلا أن الكثير من عناصرها استطاعوا الهروب والوصول إلى وجهتهم المتفق عليها في دير الزور وما هي إلا ساعات حتى لا نجد فيها غير نساء الدواعش وأطفالهن …

سابعاً / أن تعاطفنا أو علاقتنا الإستراتيجية مع أخر لا يعني أن نعطيه الموافقة المسبقة على كل قراراته وان لا نجعل هذه القرارات في دائرة الصواب المطلق البعيد عن الخطأ وان تكون اراءنا وقراراتنا مدروسة تحمل رؤيا واضحة لكل حالة …

من هنا رأينا من المناسب الابتعاد عن المجاملات على حساب الثوابت والدم العراقي لأنه ليس هناك صواب مطلق في المواقف وعلى المواطن الغيور ان لا يتخلى عن مصالح شعبه عند اتخاذ قرارات مهمة وان لا ينساق وراء العواطف لان الوطن اعلى قيمة وان من يقدم الدم غير الذي الذي يقدم دعما معنويا في محيط اقليمي ساخن .

سالم سمسم مهدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here