صراعات مثل حمم البراكين

صراعات مثل حمم البراكين
لعل المرحلة التي نعيشها هي الأكثر قسوةً في تاريخ البلد، وجود مخاطر في طريقها الى التفاقم، يفرزها صراع خفي بين القوى السياسية، يتحرك هذا الصراع خلف ستار يسمى (ديمقراطي )هش، ليأخذ مكان التنافس السليم ، لا ينبغي أن يخفي حقيقة أن الطريق لا يزال صعبا أمام الجميع والمخاطر لازالت تطرق الابواب بقوة لان علاقات السياسيين تقوم على الاحتراب الداخلي والانقسام الوطني، مهرجان الفوضى وتطورات ساخنة مثل حمم البراكين التي يتوقع لها ان تنفجر في اي لحظة لتعصف بما تبقى من الاطلال المايلة للسقوط تحت ضالة لعبة التوازن السياسي والتعقيدات المتكاثرة على سطح الازمات وغياب الحكمة السياسية والرؤية البعيدة النظر سواء في الافكار او الاهداف أو في وسائل العمل السياسي، لأن تحوّل التنافس الى صراع وتقاطع كلّي، يعني العودة الى اساليب الاستحواذ على السلطة بالقوة ، تقضي بشكل تام على تطلع العراقيين لبناء الدولة الجديدة المتحضرة التي تنتمي الى روح العصر، وهذه نتائج سيئة تقضي على حلم الشعب بقيام الدولة المدنية والنظام السياسي الشعبي .
والحواراتٌ الجارية الفاشلة لصدع الامر وإنهاء الانقسامات الكثيرة و من المتناقضات لايمكن جمعها حتى في كلمة خجولة والتسريبات المختلقة والمختلفة ، ما يوجع الرأس، ويتعب النفس، ويخلق الحيرة والبلبلة ويتسبب في انتشار الإشاعات وتعدد القراءات وتباين التفسيرات الغير المجدية والبعض يتكئ على الفساد والتآمر والخيانة ، وتفريط في الحقوق ولا يحافظ على الثوابت، ولا يقدس الدماء ولا يحترم تضحيات الشهداء، ولا يراعي قيماً وطنية ولا مصالح شعبية، حيث لا يمكن ان تكون للتوافقات من مكان في الساحة السياسية واذا كانت فانها بعيدة عن المصداقية ، ولاتجمعهم مصالح وطنية ، ولا عدوهم الارهاب المشترك يوحدهم، ومستقبل مجهولٍ ينتظر الجميع دون استثناء، ولا هدف مشروعٍ يقرب بينهم وينسق جهودهم. “ وفرض خيارات التشظي والاتقسام ببساطة شديدة في ظل ملامح التنافر والتباعد والانقسامات المجتمعية التي تتجلى اليوم بين الاحزاب والتكتلات الوهمية في ظل الخطابات التنظيرية والشعارات الملمعة ” وعدم الاعتراف بحقيقة المعضلات التي يعاني منه المجتمع وبوجود أزمة اتصال خطيرة لا تساعد على التقريب في وجهات النظر وعلى إيصال الحلول بأقل تكلفة ممكنة من سوء الفهم، الذي ينتج آليا سوء تفاهم. والشعب الذي يدفع الثمن ويؤدي الضريبة، بل يتحدى ويستبسل، ويتقدم ولا يتقهقر، لكنه وحده من يصمد ويثبت، ويكابر ويعاند، ويعطي ويقدم ويضحي، ويصر على استلال القوة وصناعة النصر.ويتصدى للعدو بصدر رحب وينوب عن العالم في التسابق للقتال، فهو وحده الذي يكتوي بنار الحرب الظالمة التي فرضت عليه ، ويشكو من غول التبعثر والتعثر ، و ظلمة العوز الى الامن ، والخدمات الضرورية البسيطة ويعاني من نقص المال والتألم من الجوع والعجز والفقر والفاقة والبطالة وقلة فرص العمل، وانعدام المستقبل وفقدان الأمل، في الوقت الذي لا يتأخر فيه عن التضحية والفداء، والمقاومة والجهاد، إذ يهب عند كل نداء بتحرير الارض من دنس المجموعات الارهابية نتاج اخطاء السياسيين والعدو المشترك للعالم المتحضر وهو وليد ثقافة كراهية تناقض كل القيم الانسانية ، واصبح المواطن من باب المسؤولية يلبي كل دعوة لصده ومواجهته، ويشترك في اي ممارسة لصالح امن الوطن ويقدم الغالي والنفيس، ويتقدم في مواجهة العدو، دون يأس او قنوط ايماناً بالله سبحانه وقال تعالى: وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ[7]،سورة يوسف وقول الرسزل الكريم “المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه”
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here