تطوير مهارتي القراءة والكتابة في ميدان التعليم

ترجمة: هاشم كاطع لازم – أستاذ مساعد (لغة أنكليزية وترجمة) – كلية شط العرب الجامعة – البصرة [email protected]
بقلم: البروفيسور فيرديناند فون بروندزنسكي
ارتبط تاريخ التطور الأجتماعي والصحة العامة والأزدهار الأقتصادي بشكل وثيق بمعدل القدرة على القراءة والكتابة literacy ، فالمجتمعات التي تتمتع بمعدلات معرفية عالية حققت تقدما أجتماعيا وتكنولوجيا واضحا فيما تخلفت المجتمعات الأخرى ذات المعدلات الواطئة. ومثالا على ذلك يبلغ معدل القراءة والكتابة في جمهورية أفريقيا الوسطى نحو 37% مقارنة بألمانيا التي يصل المعدل فيها الى 100% ، الأمر الذي يجعل التباين في رفاهية الفرد أمرا جليا للعيان بين البلدين.
وغدت مسألة القراءة والكتابة أكثر تعقيدا من ذي قبل فالأمر بدأ يتعلق بالقدرة الحسابية أو المقدرة على التعامل مع المسائل الرياضية والتي تؤثر كثيرا على المقدرة العلمية ، وبذا بدأت هذه العملية تشمل قدرة القراءة والكتابة الرقمية في عصر التكنولوجيا والمعلومات. وحتى قضية القراءة والكتابة التقليدية لايمكن النظر اليها بأعتبارها أمرا يسيرا في العادة فأصحاب الأعمال في البلدان المتطورة يشتكون في الغالب من أن الناس الذين يبحثون عن فرص عمل لهم غير قادرين على التعبير عن آرائهم بسلاسة ويفتقدون الى المهارات الكتابية الأساسية. في هذا الشأن يشار في بعض الأحيان الى أن طرق التعلم (المتطورة) قد أثرت سلبا على المقدرة على القراءة والكتابة فالتلاميذ الذين دخلوا المدارس في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي كانوا يتلقون التشجيع لأيجاد صلة بين المفردات المكتوبة والصور مع مراعاة السياق ذي الصلة بالأمر. وهذا برنامج يعرف ب (الكتب الحقيقية) real books. وهناك من يرى أن مثل هذا الأمر يجعل القدرة على القراءة والكتابة يتعلق بتذكر الكيفية التي تبدو بها المفردات اللغوية وليس القدرة على أيجاد روابط بين مجموعات مؤتلفة من الحروف والأصوات. ويذهب البعض الى أن مثل هذا النمط التعليمي أدى في الأقل الى غرس أحترام الكتب وحبها لدى الطلبة اليافعين ، أما مدى تأثير ذلك على القدرة على القراءة والكتابة فمدعاة للتساؤل.
أنا من جانبي لست من أولئك الذين يظنون أن الماضي شهد فترة ذهبية في الخمسينيات من القرن الماضي) على سبيل المثال حيث كان الجميع يحسنون القراءة والكتابة وهو أمر مبالغ فيه. مع ذلك يتعين علينا أن نركز كثيرا على تعزيز قدرة الناس على القراءة والكتابة لأن الكثير من الأمور الحياتية تعتمد على ذلك.
أن أولئك الذين يظنون أن خريجي الجامعات في الوقت الحاضر يفتقرون الى القدرة على القراءة والكتابة يلقون اللوم على الجامعات. هنا أقول أن بمقدور الجامعات أن تبادر الى التعاطي مع مثل هذا الأمر من خلال تقديم يد العون للطلبة الذين يلتحقون بالتعليم العالي ويواجهون مشاكل تتعلق بمهارتي القراءة والكتابة على أن يتم التعامل مع هذا الأمر في مرحلة مبكرة جدا لوأريد تحقيق نتائج ملموسة ، فعلى سبيل المثال تقوم الحكومة الأسكتلندية بدعم بعض البرامج التجريبية pilot programmes في المدارس الأبتدائية بهدف تحسين القدرة على أستيعاب المفردات اللغوية وهذا هو الجانب الذي ينبغي للمبادرات أن تتوجه اليه.

9thlevel.ie/tag/ferdinand-von-prondzynski

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here