نعيب على ألزمان وألعيب فينا!!

وما عيب ألزمان ألا سوانا !!تشكوا معظم شعوب ألدول ألعربية من حكامها سابقا ولاحقا!!ولكن ألحقيقة أن ألحكام هم نتاج مجتمعات متناحرة تتقاتل فيما بينها على ألمناصب وألمكاسب ؛وتتصارع فيما بينها على حطام ألدنيا ؛وكما جاء في ألأثر ؛ومهما تكونوا يول عليكم !!. فأذا كان رب ألبيت للدف ضاربا فشيمت أهل ألبيت كلهم ألرقص!!.فالعلاقات فيما بيننا على ألمصالح ؛فالأخ يقتل أخيه بدم بارد ويرفعون شعار {أنما ألمؤمنون أخوة}.ألصديق يتحول ألى عدو بين ليلة وضحاها ؛ينسب لنفسه ألكرامات وألعفة وألصدق وألعفاف ؛ويرمي بكل ألصفات ألدنيئة لصديقه وقريبه ؛وينسى ألماء والملح واللحضات ألجميلة ألتي قضاها مع أصدقائه وأصحابه !!.يتنمر على مجتمعه لأرضاء ألسلطان وصاحب ألقرار ؛بديل أن حزب ألبعث في ألعراق وصل عدد ألمنتمين أليه ألى أكثر من أربعة ملايين؛وأخذ ألناس يقتل بعضهم ألبعض ألأخر بدم بارد من أجل ألحصول على حطام ألدنيا ؛فهم يتلونون ؛ويتحولون بسرعة البرق من علماني ألى متدين والعكس بالعكس ؛حتى وصل ألأمر أن يأخذ ألأب أو ألأخ أوالزوجة أو ألزوج ؛أفراد عوائلهم الى حبل ألمشنقة للحصول على مكرمة ألأب ألقائد!!.لم يتغير ألأمر بعد ألسقوط؛وبسرعة ألبرق أطلقت أللحى ووضعت ألمحابس في ألخنصر والبنصر ؛وتحولوا من عبادة ألقائد ألضرورة ألى آيات ألله وألمراجع ألعظام ؛وبدلا من ألمسيرات ألمليونية ؛ أصبحت مناسبات دينية لاحصر لها أو عد !! .وبقدرة قادر يتحول شارب ألخمور ألى واعظ ومنظر في أمور ألدين والدولة ؛ولايحتاج ألى دراسة أو عناء ؛فقط يطلق لحيته ويحفظ بعض قصارى ألسور ؛ ويستغل فاجعة كربلاء للحصول على ألمال والجاه!!.ألعلاقات بين ألناس ؛تقوم على ألمصالح ؛يكون صديقا ردحا من ألزمن ثم يتحول ألى عدو لدود ؛بين لحظة وضحاها.وبدلا من ذكر ألمحاسن ينسب ألى أصدقائه ألمثالب فيحوله من ملاك ألى سارق ومزور وكذاب!!وينطبق هذا على الناس في ألداخل وألخارج ؛أنظر ألى ألجاليات ألعربية في ألخارج ؛تتناحر فيما بينها في دور ألعبادة وفي حانات ألخمور ؛وكل منهم يدعي ألقدسية ويتهم ألأخرين بالفسق والفجور !!ولا غرابة أن يقول أحد ألكتاب {أحذر من صديقك مئة مرة ؛واحذر من عدوك مرة!!}وألحر تكفيه ألأشارة ؛فكيف يستقيم أن نقول نحن {خير أمة أخرجت للناس}ونحن نقتل بعضنا بدم بارد!!وكما جاء في ألقرأن ألمجيد {أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه!!!}.ألنفاق والتلون أصبحت تجارة رابحة في عالمنا ألعربي . أن بعض ألناس يتلون ؛عندما يجلس مع علماني يتباهي بفسقه وفجوره وعندما يلتقي بمتدين يفاخر بزهده وأيمانه ؛{عندما يسرق يعتبرها شطارة ؛وعندما يسرق ألأخرين يعتبرها حقارة !!} .مجتمعاتنا مليئة بمثل هذه ألطفيليات ؛ألتي تحولت ألى مستنقعات تعيش فيها ألكائنات ألضارة وتنطلق منها ألروائح ألكريهة !!.في طفولتي كنت شاهدا على مثل هذه ألظواهر ؛في مدينتي توجد مقهى يحضر اليها ألزبائن عصرا ؛ومنهم من أبناء ألأغنياء ؛ألذين كانوا يحتقرون ألفقراء ويعتدون عليهم ؛وخاصة ألعاملين في ألمقاهي ؛في أحد ألأيام ؛قام عامل ألمقهى بتوزيع ألمياه على ألزبائن ؛قام أحد ألمترفين ؛بضربه على قفاه {عجل بالعامية } ؛ضحك من حوله من ألرعاء على هذا ألمسكين ؛فرد عليهم ؛أنه لايحق لكم أن تعتدوا علي ؛فأنا أقوم بواجبي تجاه ألزبائن ؛وكوني من عائلة فقيرة فهذا لاينتقص من أنسانيتي ؛لكن عقولكم متعفنة ومتخلفة ؛وسأثبت لكم هذا؛ فرما بحجر في بركة ساكنه ؛فخرجت منها رائحة كريهة!! ؛ فقال لهم هذه ألروائح متوطنة في ظمائركم وعقولهم ؛وغادر ألمقهى ولم يعد!!.فما نعيشه في عصرنا ألحالي من تدمير ذاتي ؛هو بسبب ألعقول ألمتعفنة ألتي تنشر ألتخلف وألدمار!!وكما يقول ألشاعر {لاتنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك أذا فعلت عظيم!!} .د.عبد ألحميد ذرب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here