اصرخوا.. وكأن الدواعش ليسوا في قلب برلمانكم

محمد علي مزهر شعبان

مما يثير العجب وانت تبحث عما ألت اليه أمور الناس، من بلاهة تفكير، وسفاهة تنظير، مؤشرها الافلاس . فحين تخاطب تلك العقول بالرفق والدلائل والقرائن في ان لا تتعجل الاحكام، وان تنحى للعظة البينة، لتكشف لها بين ضلالة ما نهجت ولهجت . وكأن يوم الحساب، إنحصر في زاوية ما قام به السيد حسن نصر الله، من عقوق وخيانة وتأمر على بلد أمن مستقر. يحكمه عقلاء الامة، ويدير دفته نزيهوا الايدي، من عماية الباطل ويقظة القرار الصائب .

اصوات تصرخ كعربات فارغه، وتعوي كسائبة ضالة عن مسالك ومدارك الحقيقة، اغواهم هواهم، وكأنهم وجدوا ضالتهم في غي التفسير والتحليل والشتم والسب والقذع . انما هي فرصة لفاقدي الشيء عمن يعطيه . تركوا كل شيء، داعش التي لم تفارق الخوالج في اكنة قلوبهم كسياسين، وكأنهم لم يستمعوا الى تصريحات فلان وعلان على منصات اربيل، وكأن فلول داعش في عانه وراوه والحويجه، والمنطقة الخضراء، قد كنسوا من الارض، واربيل التي إستقبلت افواجا من تلعفر بالاحضان، ولم يبق الا أولئك الثلاث مائة ونيف، سوف يرجعون دولة الخلافة، يا للخيانة بل يا للحماقة .

ماهذا الجشع في نوال التملق، وما طبيعة الانفس في الانبطاح والتقوقع ؟ علام هول الامر بهذا التهويل، ولم استقبل نفيركم من اعداءكم بالتهليل ؟ حتى بدى الامر وكأنه النازلة، وان انكساركم ستحققه تلك القافلة . مالكم ركبتم هذه الموجة، ووجهتم قناكم واسهمكم، لمن كان ولازال سجله التاريخي رفعة راس، وشدة بأس في الدفاع مما ادعيناه من مظلومية . فنثرنا الشعور، ولطمنا الصدور، ونبكي لمأساتنا الحضور؟ ماهذا الوهم الذي اعمى البصيرة قبل البصر، حين قادتكم غايات اسست في دهاليز، البيت الاسود، وعاصمة الوهابية وحلفاء السوء بكم، كي تهدموا السور وتطفؤا النور. كي تتوزعوا لافتات وتكتلات، وتتحاملوا بعضكم على بعض لمطايا الغايات . وكأني بكم قد تجاوزت امانيكم معرفة الصالح من الطالح .

انها عهدة الامان التي لم تعهدوها. كما قالها الشيخ الصميدعي مفتي العراق بقوله: إن فعل حزب الله اللبناني في حادثة عرسال ضمن ضوابط الإسلام ووفق توجيهات امير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في معاملة المخالفين والخصوم حيث سلك سبيل المؤمنين ولم يسلك سبيل القتلة والمجرمين .ويرى الشيخ في تعامل مقاتلي حزب الله مع ارهابيي داعش بعد الاتفاق يأتي ضمن السياقات التي نص عليها الشرع الاسلامي في الالتزام بالعهد والميثاق .

الحقيقة التي يجب ان تدركوها، ان الحرب مناوره….. وان الجيش السوري ومقاتلي نصر ورفقتهم من العراقيين دخلوا ” دير الزور” وان استرجاع، جثامين الضحايا مطلب شعبي لبناني، اذ يحترم المقاتل قيمة استرجاع جثة … وان تدركوا ان هؤلاء المنزوعي من كل ارادة وسلاح وهم أذلة من الدواعش، هم تحت خراطيم المدفعية عاجلا ام اجلا .. وان تعلموا اذا كنتم قد ادركتم سجل الشعوب، ففي العام 1982 وفي معسكر انصار، كان هناك 12 ألف أسير لبناني عند الكيان الصهيوني، بادلتهم اسرائيل برمام جثة جندي اسرائيلي . اصرخوا لقد اردتم ان تضعوا الدواعش على حدودنا، وكأن داعش ليست في قلب برلمانكم، وكأن الانفس قد أبت عن احتضانهم، وان الايدي ستأخذكم بالعناق، ولكن بالحزام المفخخ .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here