الكذب..مأساتنا

تتفشى ظاهرة الكذب في المجتمع العراقي بشكل غريب. فلم يعد عملا معيبا ولامذموما. بل ربما أعتبر مفخرة..يجب فضح الكذابين ونبذهم وسوقهم الى المحاكم بتهمة النصب والاحتيال, ليقفوا في طوابير تنتظر دورها في المحاسبه والقصاص.. التاجر يكذب على الناس ويبيع لهم بضاعه مغشوشه ويتحصن بيافطة (المباع لايرجع ولايبدل). الفلاح يكذب على البقال من أجل تسويق غلاله الفاسده بأغلى ثمن . و بدوره يكذب البقال على المواطن لغرض تصريف بضاعته التي خدع بها, بمنعه للمستهلك من انتقاء مايريده لدرجة الشجار. وهكذا دواليك .. السياسي يكذب على ناخبيه بشعارات وهميه سرعان ماينساها أويتنصل منها ويتوارى خلف حماياته ومصفحاته بعد الانتخابات مباشرة!! الوزير يكذب ويعد الناس بتصدير الكهرباء عام2013 وبعد أربع سنوات لايزال الوطن يرزح ويئن تحت عتمة الظلمات..

لكن الصدمه الكبرى التي فجعت أبناء الشعب المنكوب بأن كثيرا من رجال الدين الذين كانوا مثلهم الأعلى في الصدق والأمانه والأعمال الصالحه, بل كانوا رموزا مقدسه لديهم, ولم يجرؤ أحدا يوما حتى على نقاشهم أو انتقادهم لانهم أحفاد المعصومين. أيقن الناس بأن رموزهم هؤلاء لم يكونوا سوى بشر مثلنا, عاديين, لديهم حب الدنيا وملذاتها. بل لديهم نهم عجيب بالاستحواذ على كل شيء.. النساء والمال العام والخاص وتبرير أفعالهم اللاقانونيه وفسادهم بفتاوى كاذبه لاتنطلي الا على السذج من القوم. فأساءوا لانفسهم ولمذاهبهم التي كانوا بها يبشرون. فظهرت عوراتهم بعد أن تلاشى ستار الورع والتقوى الذي كانوا دهورا به يلتحفون. والحل؟؟ دوله علمانيه يتساوى فيها الجميع أمام عدالة قوانين سيدنا ومولانا حمورابي رضي الله عنه وأرضاه..

وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا (80)

 

د.هشام الخزاعي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here