تحية لابنودي فلسطين سعود الاسدي في عيده التاسع والسبعين ..!!

شاكر فريد حسن

يطفئ الشاعر الكبير ، ابنودي فلسطين ، سعود الاسدي ، امير القصيدة wالعامية المحكية ، الشمعة التاسعة والسبعين من عمره الممتد ، الزاخر والعامر بالعطاء واeeلابداع الشعري المميز ، وبهذه المناسبة نرفع اليه تهانينا وتبريكاتنا القلبية المعطرة بشذى الاقحوان واريج زهرة اللوتس ، ونتمنى له عمراً مديداً رغيداً وحياة مكللة بالصحة والعافية ، ليبق يتحفنا باشعاره الجميلة الناعمة .

سعود الاسدي زجال وشاعر شعبي ومبدع أصيل يكتب بالفصحى والعامية ويجيد فيهما ، وهو يتفرد بين الشعراء ميله الشديد الى انتزاع موضوعاته من واقع القرية العربية الفلسطينية وتراثنا الشعبي العريق ، ومما يجري في الحياة الريفية الرعوية ، فلا يكاد يسمع حكاية من حكايات الناس الا ويضطرم بها وجدانه ، وينسج حولها قصيدة ، فاذا ترامى اليه حديث فتاة او امرأة جميلة وساحرة العينين تكتب يومياتها مثلا او ومضات قلبها وروحها ، فيقرض فيها شعراً وغزلاً ونسيباً لا اجمل ولا احلى ..!

افليس هو صاحب هذه البكائيّـــــــــة الحَمَــــــــــــال****************

أَكْبَرْ مصيبِةْ في الزَّمَنْ هَيْهَــات *** كيف الزَّمَنْ بِيْموِّتِ الحِلْــــوَاتْ

مِـنْ زَمَـنْ حَـوَّا وِالحَلَا وِالزّيــنْ*** يا حَسْرَةْ وينْ راح الحَلَا بِالزّاتْ

وينِ الحَوَاجــبْ وين كُحْلِ العينْ***ويــن الرّموش وِالغَمْــز وِاللفْتَاتْ

وينْهَا الوَرْدَاتْ فـــي الخَدّينْ*** مـــا فــيش إلاّ فـــي الخدودْ وَرْدَاتْ

وينها الشَّهْقَــــات في النَّهْدينْ***فـــــي غيرهِنْ مــا في للأَبَدْ شَهْقَاتْ

وِالتّمِــرْ تَمْرَةْ وتمرةْ في الشِّفتينْ***وْيِسْعِدْ سَمَــا اللي ذاق هَالتَّمْرَاتْ

يا ريت للحِلْوَات فــي كَوْنيــــنْ*** كون يِطْلَعْ مـع طْـلُــــوع الشَّمْس

****************وْكون لَمَّن يِطْلَعُوا النَّجْمَاتْ***************

سعود الاسدي شاعر مثقف ومتفرد يتردد اسمه على الالسنة ، يتعشق شعر أبي العلاء المعري خاصة ويحفظ مئات الابيات من اللزوميات ، ويرى فيها درة فكرية معبرة ، فالمعري رفيقه الدائم في نومه ويقظته ووحدته .

وفي اشعاره يرسم سعود الاسدي الأجواء الفلسطينية الموروثة والعلاقات الحميمية التي كانت سائدة في الماضي الجميل ، والحياة القروية البسيطة ، من زرع وفلاحة وحصاد ، ومن مميزات وملامح شعر سعود الاسدي النفس القصصي وارتباطه الوثيق بالارض والتراب والبيئة ، فهو شاعر رقيق بجيش عاطفة ويشي فكراً ، والارض والمرأة صنوان متلازمتان في الكتابة الاسدية ، ويتجلى ذلك بوضوح في قوله :

بيهمني ع الارض

وين بتدعسي

مع كل دعسة قدم

زهرة مقدسة

فله خرامة ياسمينة

نرجسة

وكذلك في قوله :

جبينك ندى

من ياسمين وبيلسان

بيدر قمح

خالي من الزوان

وشعرك

بيرهج رهج

موجات الحنان

نسمات تكرج كرج

ع المرج ببسان

سعود الاسدي وهو يطفئ شمعة ويضيء اخرى من عمره ، ورغم الوعكة الصحية التي اقعدته ولازمته البيت فان روحه ما زالت شابة وقلبه لا يزال شباباً ..!

انه يكتب ويبدع وينشر على صفحته في الفيسبوك ، ويغوص عميقاً في التراث الادبي والثقافي ، في ادبيات المتنبي والمعري واحمد شوقي وسواهم ممن يحب ويعشق فكرهم وأدبهم الراقي .

سعود الاسدي في عيد ميلادك نضي الشموع ونوزع باقات الزهور والورود ، وكلنا رجاء وأمل ان تواصل المشوار مع الكلمة الشجية الطلية ، وكما عهدناك دائماً مبدعاً اصيلاً ومثقفاً وراوياً من الدرجة، ولتنعم براحة البال وبحبوحة العيش.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here