صراع “التغيير الديموغرافي” يتجدد.. خندق أمني يعزل النخيب عن الأنبار

ناحية النخيب تُشكل ثلث مساحة محافظة الأنبار ومحاذية للملكة العربية السعودية برًا، وتطالب حكومة كربلاء المحلية ضمها إلى المحافظة التي لا تشكل مساحتها سوى 25% من مساحة النخيب التي تحوي مخزون نفطي هائل يفوق 200 مليار برميل من النفط والغاز.

مصادر عسكرية بمحافظة الأنبار أكدت أنه تمت المباشرة بحفر ساتر ترابي وخندق شقي امني على الطريق الربط بين منطقة الـ160كيلو غرب الرمادي، وناحية النخيب (400 كيلومتر جنوب غرب الرمادي)”.

رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة الانبار نعيم الكعود، أعتبر حفر الساتر الترابي بناحية النخيب اجراء أمني واحترازي تحسباً لهجمات داعش، مستبعداً أن تكون محاولة لاستقطاع النخيب وضمها إلى كربلاء .

وقال الكعود، إن “القوات الأمنية تحاول منع تسلل عناصر داعش إلى ناحية النخيب لذا تم حفر ساتر ترابي”.

وأضاف أن “ناحية النخيب تعود ادارياً لمحافظة الأنبار ولا يمكن استقطاعها وضمها إلى محافظة كربلاء، بالرغم من المحاولات الحثيثة التي تبذلها بعض الاطراف”.

ويؤكد المسؤولون في محافظة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) ان النخيب التي تخضع اداريًا لمحافظة الانبار (100 كم غرب بغداد) حاليًا بينما تعود تاريخيًا الى محافظتهم، ويؤكدون أن إثارة قضيتها حاليًا تهدف الى بث الفرقة والتناحر بين أطياف الشعب العراقي .

عضو مجلس محافظة كربلاء، ماجد المالكي، قال إن “ناحية النخيب تخضع إداريًا لمحافظة الأنبار حالياً، بينما تعود تاريخيًا لمحافظة كربلاء”. مبيناً أن ” النخيب أُقتُطِعت من كربلاء لِتُضمَّ إلى محافظة الأنبار وفقًا لسياسات التغيير الديموغرافي التي كانت سائدة سابقًا”.

وأضاف أن “ضم النخيب إلى كربلاء لا يعد مسعى للتغيير الديمو غرافي، بينما تعد من الاحقية القانونية تابعة لمحافظة كربلاء”.

وطالب المالكي بضم مدن اخرى لمحافظة كربلاء قائلاً: ” النخيب والرحالية وعرعر مناطق تعود لكربلاء ويجب الحاقها اداريا بالمحافظة”. مبيناً أن “سكان تلك المناطق من العرب السنة ويعانون اقتصادياً وأمنياً لذلك تتجدد دائما مطالبهم لضم مناطقهم لمحافظة كربلاء”.

تجثو ناحية النخيب الواقعة 400 كم غربي العاصمة بغداد، على صحراء واسعة والتي تعد محطة استراحة للحجيج المسافرين من العراق الى المملكة العربية السعودية .

واليوم اصبحت مدينة النخيب محطة جدل كبيرة عقب توغل جماعات مسلحة تحت غطاء سياسي الى النخيب .

سياسيو ووجهاء واهالي محافظة الانبار ابدوا مخاوفهم من محاولة ضم مدينة النخيب الى محافظة كربلاء وبذلك يتم قطع اهم شريط حدودي يربط المدن السنية مع المملكة السعودية .

رئيس المجلس الموحد لعشائر بغداد، رعد السليمان، تحدث قائلاً إن “حفر الخندق حول ناحية النخيب يشكل تهديداً فاضحاً لمحافظة الأنبار”. مضيفاً أن “الخندق سوف يفسح المجال أمام مسلحي داعش لاستغلال الخروقات الأمنية في بعض نقاط التفتيش والمرور إلى محافظة الأنبار، خاصة وأن الأجهزة الأمنية في تلك المناطق الحدودية غير مؤهلة عسكرياً للتصدي لعناصر داعش”.

وأضاف السليمان، أن “الخندق في حال انجازه سوف يعزل محافظة الأنبار عن المملكة العربية السعودية، وأن المحاولات الحثيثة لضم النخيب إلى كربلاء تعد جزءاً من مخطط التغيير الديمغرافي”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here