منهجية النجاح والتطور الوطني

سلام محمد العامري

[email protected]

قال رجل الأعمال الأمريكي روس بيروت: “عندما أقوم ببناء فريق, فأني أبحث دائماً, عن أناس يحبون الفوز، وإذا لم أعثر على أي منهم, فأنني ابحث عن أناس, يكرهون الهزيمة”.

إن من يتصدى للعمل السياسي, يجب أن يهيئ أسباب النجاح, والفوز بمن يذوب في انتمائه, من أجل نجاح ذلك التنظيم, ومن مقومات العمل السياسي, الأمل في تحقيق الأفضل, والعمل على التجديد, للانصهار في مستجدات المجتمع, والتطور في العمل السياسي.

يرى بعض الساسة, أن السياسة هي تَصدٍ للحكم فقط, بينما يرى الحُكماء, أن عملية امتهان السياسة, ماهي إلا رفد المجتمع بأفكار خلاقة, تتطور عبر الزمن, خاضعٌ لعمليةِ تلاقحٍ, مع الأفكار الأخرى, حسب اهميتها وإمكانية الاستفادة منها, لتنتج فكراً حديثاً يقتنع به غالبية الشعب, مع استقطاب القوى الوطنية الأخرى, من أجل بناء الوطن, كي لا يكون الفكر المطروح, منعزلاً لجمود فكرة تأسيسه.

منذ أن سقط نظام الطاغية عام 2003, والحركات السياسية تتكاثر بأيديولوجيات متعددة, إلا أن هدفها واحد, لم يتمخض غيره, وهو كيف تحصد الأصوات الانتخابية, كي تحكم العراق, ومنها كان ضمن أولويات فكره, كيف يشارك بقضم جزء, من (كيكة) العراق, بعد فوزه بمقعد أو أكثر بقليل, وآخرين اعتادوا تسقيط الحركات الأخرى, فنتج عن ذلك نظام حكم, لا يحظى للارتقاء, إلى مستوى تأسيس دولة حقيقية, بمؤسسات واضحة المعالم, هدفها الخدمة وتطوير المجتمع.

خلال عقدٍ ونصف تقريباً, وصفت العملية السياسية في العراق, أنها مولودٌ جديد, تحت ظروفٍ داخلية وإقليمية ودولية, متخوفة من مخاض نضامه العسير, فالتحول من الدكتاتورية للديموقراطية, في مجتمع اعتاد على فِكرٍ واحد, وقائد ضرورة أوحَد, لا يمكن أَن يتقبل النظام الجديد, لاسيما أن بعض الأحزاب, مشكوك بولائها للوطن, لميلها إلى هذه الدولة أو تلك, تَبعاً لما يتم دفعه من تمويل.

انتهت فترة حكم المراهقة, فبأربعة عشر عامٍ, قد وصل مرحلة الشباب, الذي يملأه الأمل والحيوية للعمل بجد, مع من يرى أن ميوله وأفكاره, تُجانب ميوله وأفكاره, وعدم تبني الأفكار القديمة الجامدة, مع استحضار التأريخ, بالثوابت المعتمدة على, طبيعة المكون الرئيسي العراقي وهو الإسلام, مضافاً لها الوطنية الصادقة, المستسقاة من الفكر الإسلامي.

إنَّ عدم التشدق بالأفكار الغربية, يأتي من خلال التأريخ الحقيقي الناصع؛ فروح الدين الإسلامي الإلهي, ليس بالناقص عن النهوض بالمجتمع, فالعَيب ليس بالتشريع بل بالتطبيق, ومتى ما وجِدَ الفكر المؤمن, بنظرية الإسلام الحقيقي, فإن النهوض بالمجتمع, سيكون حتمياً.

العراق بحاجة لتنظيم, يعتمد السياسة الإسلامية المنفتحة, على الأفكار الوطنية, الرافضة للتبعية والطائفية والفساد, فانبثق تيار الحكمة الوطني, الذي أغلق الباب منذ البداية, انتماء من عليه شبهة فساد, كي لا يكون الوليد مشوهاً, فننتظر أعواماً لتشذيبه.

شبابٌ مؤمن بالفِكر والقيادة, لا يفرقون بين مكون وآخر, لهم قيادة حكيمة خبروها, من خلال قراءة موضوعية, لتأريخ الجهاد, والمشاريع التي عاد لها الساسة, بالرغم من عرقلتها عند اول طرحها.

قال أحد الحكماء:” الناجح من يستطيع رؤية, ما هو أبعد من أن يراه الآخرون”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here